القائد العام لحرس الثورة : أكبر انتصار للثورة الفلسطينية سجلته عملية طوفان الاقصى
تنا
أكد القائد العام لحرس الثورة الاسلامية "اللواء حسين سلامي" اليوم الجمعة، ان اكبر هزيمة منذ تاريخ نشاة الكيان الصهيوني الزائف منذ عام 1948 وحتى الان، يتلقاها هذا الكيان وكذلك أكبر انتصار للثورة الفلسطينية، سجلت خلال عملية طوفان الاقصى.
شارک :
واضاف "اللواء سلامي"، في كلمته خلال مراسم صلاة الجمعة بطهران اليوم، ان عملية طوفان الأقصى الحدث الجاري منذ اسبوع اذهلت العالم برمته؛ مبينا انها حدث غير مسبوق، فاق تصورات كافة اصحاب الرأي والمفكرين وصناع الاستراتيجيات والساسة في العالم، وقد رأينا في صباح السبت الماضي وهجا استثنائيا في الكرة الارضية، وكأنّ آيات المصحف الشريف قد فسرت على الأرض للفلسطينيين.
واعتبر ان عملية "طوفان الاقصى" نتاجا لتراكم المحن على شعب شرده الغاصبون لبلاده، واضاف بأن الذاكرة التاريخية لدى المسلمين لم تنسى ابدا الدعم الاميركي السخي للكيان الصهيوني طوال مئة عام على غصب فلسطين وكافة الحروب بين الدول الاسلامية والصهاينة منذ ذلك التاريخ وحتى الان وعشرات آلاف المجازر الوحشية، وكذلك الفيتو الاميركي لكافة القرارات الاممية ضد اسرائيل الغاصبة، الى جانب الدعم الاميركي العسكري والاستخباري واللوجستي والحرب النفسية والاعلامية لحماية الصهاينة، فلم يتوانى الاميركيون عن تقديم اية مساعدة ممكنة والمساندة بأعلى مستوياتها.
واكد القائد العام للحرس الثوري، ان اهمية وثقل هذه الهزيمة بالنسبة لاسرائيل تكمن في قدرة الفلسطينيين على توجيه أشد ضربة مهلكة وقاصمة للمنظومة الامنية والجهاز الاستخباري والجيش الصهيوني، دون مشاركة من أية جهة أخرى، والقضاء على الاسطورة المصطنعة بان هذا الكيان لا يهزم ، وان اهمية هذه العملية هي ايضا في اعتراف اسرائيل بتلقي الهزيمة وانتصار فلسطين ، فالهزيمة كانت مدوية جدا وانتصار فلسطين كانت مبهرة.
واضاف : كما نعلم جميعا فان سر حياة وبقاء الكيان الصهيوني يعتمد على، الدعم الخارجي من بعض القوى كأميركا وبريطانيا والمانيا وفرنسا وبعض الدول الاخرى، فالكيان الصهيوني لا يتمتع بجغرافيا سياسية مستقلة وهو جزء من الجغرافيا السياسية الاميركية، ان هذا الكيان هو ولاية اميركية منفصلة وهي ولاية مسمومة ومجرمة ومحتلة ودون رحمة ، وقاتلة للاطفال وسفاكة للدماء ، فاسرائيل هو ترجمة للسياسات الاميركية في العالم الاسلامي، وهزيمتها مهمة لأنها لها صلة عميقة باميركا المجرمة.
واضاف ان هناك عنصر اخر وهو الاسطورة الزائفة للقوة الامنية والاستخبارية لهذا الكيان الذي كان يدعي امام العالم بانه من المستحيل هزيمته، وفي الحقيقة هو مجهز بمعدات وادوات استخبارية متطورة، ووضع طوقا من بالونات التجسس التي تحمل كاميرات الرؤية الليلية والنهارية واجهزة التنصت والاشرطة الشائكة المزودة بمجسات الكترونية، امام قطاع غزة، اضافة الى الطائرات المسيرة والاقمار الصناعية ونفوذ العملاء والشبكة المخابراتية الصهيونية التي كان يقال انها عصية على الاختراق، لكن قدرة حماس على ادخال اكثر من الف شخص الى الاراضي المحتلة متجاوزة كل هذه الاجراءات الاحترازية الصهيونية، وافشلت الاجهزة المخابراتية الصهيونية في رصد خيط واحد من خيوط هذه العملية، وبما يظهر عظمة انتصار فصائل المقاومة الفلسطينية.
وتايع : عندما وصل المجاهدون الفلسطينيون كان هؤلاء في نومهم، وهذا ليس الا نصرة وامدادا ربانيا، فهذه النصرة الالهية هي التي أغشتهم وجعلتهم لايبصرون الجنود الربانيين ، ان هذه المنظومة الامنية المتواجدة في الحقيقة، قد تلقت الهزيمة في أكبر حرب استخباراتية في العالم ولا يمكن التعويض عنها وجبرها.
واكد اللواء سلامي على، ان الكيان الصهيوني قد فقد مقومات بقائه في العملية الاخيرة التي نفذها الفلسطينيون ، كما عجز الاميركيون عن فعل أي شيء قبل بدء هذه العملية، والآن وبعد تنفيذها نراهم يحاولون انعاش الكيان الصهيوني والتنفس الاصطناعي، ويستخدمون الان كامل طاقتهم لاعادة المعادلة النفسية المتهشمة عبر ابادة الفلسطينيين ، لكن هذا ليس ممكنا في الحقيقة، وتلك الهزيمة لايمكن التعويض عنها.
وشدد اللواء سلامي على ان نقاط ضعف هذا الكيان وضآلة عمقه الاستراتيجي، لا يمكن التعويض عنهما؛ مشيرا بان حالة الضياع الاجتماعي والاحباط والاضطراب والخشية الداخلية من اتساع دائرة الحرب، تلف الآن الاراضي المحتلة، وان اميركا هي من تدير الهجوم على الفلسطينيين في غزة، وبالطبع فان هذا عمل في غاية الخطورة، ان الوصفة الاميركية ليس فيها دواء ناجع لحل هذه القضية وكما فشلت الوصفة الاميركية في سوريا واليمن وافغانستان والعراق ، فانها محكوم عليها بالفشل ايضا بالنسبة للكيان الصهيوني.
وتابع : نقول للاميركيين بأنكم صنعتم تاريخا لدى الامة الاسلامية مليء بالحقد والكراهية تجاهكم ، ففي العراق كنتم تداهمون المنازل ليلا، ومارستم التعذيب في سجن ابوغريب، وسفكتم دماء مئات آلاف العراقيين، وفي النهاية ارغمتم على مغادرة العراق، فتدخلكم في العراق لم يجر على العراق الا القتل والابادة ولم تجنوا سوى فقد اعتباركم، و20 عاما من تواجدكم في افغانستان لم يكن له انجاز الا انسحابكم المذل، والحل الوحيد هو تغيير السياسات الاميركية والاعتراف بقيام الدول المستقلة في غرب آسيا ، ولا سبيل امام اميركا للنجاة من المستنقعات سوى هذا الطريق".
وخاطب الحكومة الاميركية قائلا : ماذا تريدون فعله في غزة ؟ عندما تصدرون الاذن بابادة اهالي غزة فان المسلمين يكرهونكم ولن يكون تواجدكم آمنا في العالم الاسلامي من بعد ذلك، ان صورتكم في العالم الاسلامي تزداد سوادا يوما بعد يوما وهذا سيضيق الخناق على تواجدكم في البلدان الاسلامية.
وشدد اللواء سلامي على ان،"غزة ستنتصر في نهاية المطاف ، ونحن سندعم الشعب الفلسطيني بكامل قامتنا ، انهم اخواتنا واخواننا ولن نسمح بأن تصبح بلاد المسلمين منطقة تصب عليها نيران الأعداء ، هذه الاحداث ستغرق اميركا في عمق البئر ، وعليهم دفع ثمن اخطائهم".
وتابع : ان فلسطين تحارب، وقد تعلمت كيف تحقق الانتصار، فلسطين تصنع الاسلحة بنفسها، هي محاصرة بالكامل لكنها ستنتصر رغم هذا الحصار مرة اخرى وستزداد شموخا وان النصر للمسلمين.