تاريخ النشر2025 9 April ساعة 09:08
رقم : 672870

باحث اكاديمي لبناني لـ تنـا : الرئيس الامريكي يغذي عدم الاستقرار في المنطقة

تنـا
اكد الباحث الكاديمي والمفكر السياسي والاجتماعي اللبناني "الدكتور طلال عتريسي"، بان الرئيس الامريكي دونالد ترامب، يساعد ويغذي عدم الاستقرار في المنطقة؛ مبينا ان "ترامب من جهة يتصرف بعقلية من يريد ان يحصل على تبعية كل الدول الاقليميه وهو يهدد حتى الحلفاء مثل مصر والاردن والسعوديه وغيرها من الدول، ويطلق اليد الاسرائيليه في العدوان على غزه او في التوسع في سوريا، من جهة اخرى".
باحث اكاديمي لبناني لـ تنـا : الرئيس الامريكي يغذي عدم الاستقرار في المنطقة
وفي حوار حصري مع وكالة انباء التقريب (تنـا) وفي معرض تقييمه للوضع الاقليمي بعد مجيئ ترامب للسلطة وتهديداته التي طالت العالم ودول المنطقة، اعتبر الدكتور عتريسي ان "الوضع الاقليمي الراهن ينقسم بعدم الاستقرار وعدم التوازن بسبب المتغيرات التي حصلت في الاقليم على مستوى تغير النظام المفاجئ في سوريا والحروب المندلعه في المنطقه؛ من العدوان على غزة الى العدوان على اليمن الى نتائج الحرب على لبنان والتوسع الاسرائيلي والطموحات التركيه؛ فكل هذا يعني ان الوضع الاقليمي لم يستقر وغير واضح تماما الى اين تتجه الامور".

واوضح : بالاضافه الى ان الرئيس الامريكي يساعد ويغذي عدم الاستقرار؛ فهو من جهه يتصرف بعقلية من يريد ان يحصل على تبعية كل الدول الاقليميه وهو يهدد حتى الحلفاء مثل مصر والاردن والسعوديه وغيرها من الدول، ويطلق اليد الاسرائيليه في العدوان على غزة او بالتوسع في سوريا، من جهة اخرى".

وتابع : ترامب يمارس الحرب على اليمن ويهدد الجمهوريه الاسلامية الايرانية، لهذا السبب الوضع الاقليمي هو وضع غير مستقر خلافا لما كان يدعيه الرئيس الامريكي بانه "يريد ان تتوقف الحروب في المنطقه، ولا يريد ان يمول الحروب، لا يريد ان ينخرط في حروب المنطقه".

واستطرد قائلا : لقد تبين بعد بضعة اسابيع على توليه ترامب السلطة في امريكا، بانه يقوم بالحرب المباشرة ضد اليمن، وانه يغذي الحرب الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني، ويدعم رئيس حكومة الكيان الصهيوني، واستقبله في البيت الابيض؛ وبالتالي فهو مساهم اساسي في حاله عدم الاستقرار داخل المنطقه".

وعن الرسائل المتبادلة بين طهران وواشنطن، خلال الفترة الاخيرة، اشار هذا الباحث الاكاديمي اللبناني، بان "الرسائل الامريكيه الايرانيه المتبادله تعكس في الحقيقه، وجهتي نظر؛ الاولى امريكيه والتي تكشف وجه الولايات المتحده الحقيقي من خلال التهديدات التي يرسلها ترامب".

واضاف : تهديدات الرئيس الامريكي فيها من الوقاحه السياسيه خلافا للاعراف الدبلوماسيه، عندما يطلب التفاوض او "انكم سترون اشياء سيئة"؛ مؤكدا بان "هذه لغه غير مقبولة في اي علاقة دبلوماسية".

واستدرك الدكتور عتريسي : هذا يكشف حقيقة التوجه الامريكي لعرض التفاوض والتهديد في الوقت نفسه، وفرض اقصى العقوبات على ايران؛ اي انه يريد من ايران ان تاتي الى التفاوض وهي خائفه من القصف وهي خائفه من الحرب وهي تعيش اقصى العقوبات.

وتابع قائلا : في مقابل ذلك، الرد الايراني يعكس ايضا شخصيه ايران وطبيعه ايران وسياسات ايران؛ فمن جهة هي تقول بانها مستعده للتفاوض بطريقه غير مباشره حول البرنامج النووي وحول سلميه هذا البرنامج، الذي ايران لا تزال تعتقد بسلمیته وبه انها لا تريد ان تصنع قنبله نوويه لانه لا يجوز اصلا تصنيع قنبله نوويه لغايه الان.

واشار الى، انه "في نفس الوقت ايران ترفض اي تهديد وتقول بانها غير مستعده لمثل هذا التفاوض تحت التهديد، وترسل الرسائل بانها على استعداد للمواجهه، وبان لديها قدرات وتحذر الدول الاقليميه من ان اي مشاركه باي مستوى من المستويات في العدوان، ستكون هذه الدول يعني محط هدف للرد الايراني اذا اندلعت الحرب".

واوضح الدكتور عتريسي : اذن ايران تعمل وفق رؤيه محددة، فمن جهه هناك استعداد للتفاوض ونزع فتيل الحرب، ومن جهه ثانيه فيها رفض لاي تهديد، ومن جهه ثالثة فيها ابراز لاستعدادات الرد ولمصادر القوه التي تملكها الجمهوريه الاسلاميه، وفي هذا الامر رساله للولايات المتحدة حتى لا تفكر بالعدوان لان اي عنوان سيشعل كل المنطقة، ولا احد يعرف الى اين يمكن ان تؤدي مثل هذه الحرب اذا اندلعت.

وحول قبول ترامب بالتفاوض غير المباشر مع ايران، اشار الخبير السياسي اللبناني الى ان "رئيس الولايات المتحدة الامريكية، يعلم تماما اذا قام بحسابات دقيقة، بأن اي عمليه عسكريه ضد منشات ايران النوويه، سيواجه قطها برد قاس ومركز من قبل ايران، وربما ترد على الكيان الاسرائيلي نفسه، لان هذا يؤلم امريكا اكثر من ضرب اي قاعدة عسكرية امريكية. وسيكون لدى ايران حجه كبيرة وقوية في مثل هذا الرد، ولو حصل هذا الرد وعلى الكيان وفي قلب الكيان سيغير كل المعادلات الاقليميه في المنطقة.

وعن موقف اليمن المساند لفلسطين وقطاع غزة، قال د. عتريسي : بالنسبة لموقف اليمن، فهو لا يزال الى اليوم سيستمر كما هو متوقع في اسناد غزه وفي القصف على الكيان الاسرائيلي؛ مبينا ان "هذا الموقف نابع من ثوابت قياده اليمن وقياده انصار الله تحديدا، هو موقف ثابت له علاقه به الرؤية الفكرية والاستراتيجية والعقائدية والسياسية والاخلاقية، لا يمكن ان التراجع عنه.

وتابع : لقد تبين كل القصف الامريكي وسابقا الامريكي البريطاني، وكل التهديدات لم تجعل اليمن يتراجع عن استمرار مسانده اهل غزه، وبالتالي قد تستمر ادارة ترامب في هذا العدوان على اليمن، لكن لغاية الان يبدو انها لم تحقق في الولايات المتحدة اي اهداف فعلية ترغم اهل اليمن على التوقف عن مسانده غزة؛ بالعكس، الرد مستمر والاشتباك مع البحرية الامريكية مستمر، وايقاع الخسائر في المدمرات والبوارج الامريكيه مستمر؛ کما تنقل بعض المعلومات بان ترامب يحتاج من الكونغرس الى المزيد من انفاق بعض المليارات لتمويل الحملة العسكرية ضد اليمن، وانه يفتقر الى المعلومات الاستخبارية الدقيقة.

واوضح الدكتور عتريسي : اذن نحن امام مشهد طالما ان العدوان الاسرائيلي مستمر على غزه سيستمر اليمن في الدعم والاسناد وفي منع البواخر والناقلات من العبور في البحر الاحمر او بحر العرب، والتوجه الى الكيان الصهيوني. وبالمقابل الولايات المتحده الامريكيه قد تستمر بالعدوان لكن هذا الامر لن يغير في موقف اليمن، ولا في المعادله التي يعمل على اساسها اليمن؛ فالاسناد مستمر طالما العدوان على غزه مستمر، وعندما يتوقف هذا العدوان تتوقف جبهة الاسناد من اليمن ايضا.

وفي معرض الاشارة الى المواقف العربية والاسلامية من الطورات الاقليمية الراهنة، قال الباحث والمفكر السياسي والاجتماعي اللبناني الدكتور طلال عتريسي : بالنسبه الى الدول الاسلاميه والعربيه، حقيقة لا يمكن لأي محلل ان يتوقع اي تطور في مواقف هذه الدول؛ حتى الان وقد مضى على حرب الابادة والتجويع والحصار والجرائم الوحشيه في غزة، عام ونصف تقريبا، ولم تصدر، ليس فقط مواقف بل اي سياسات عملية من وقف التطبيع، ومن وقف التعاون الاقتصادي، ووقف ارسال النفط من قبل بعض الدول، وسحب سفراء دول التطبيع من الكيان الصهيوني.

ومضى الى القول : ان صدور مواقف حاسمة بمطالبة ارسال المساعدات والتهديد بوقف اي تواصل مع الولايات المتحده اذا لم توقف دعمها للحرب على غزة، هذا كله لم يصدر خلال سنة وبضعة اشهر مضت، وذلك على الرغم من صعوبة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزه، وعلى الرغم من حرب الاباده التي يخوضها الكيان الاسرائيلي ومجرم الحرب نتن ياهو، كما وصفته المحكمة الجنائية الدوليه.

وختم هذا الباحث الاكاديمي حديثه مع "تنـا"، مبينا : ربما لو كان هناك مواقف قوية، کما طلبت ايران في اجتماع مؤتمر  منظمه الدول الاسلاميه، ولو كان هناك موقف موحد، موقف يمارس الضغوط على اوروبا وعلى الولايات المتحدة ويهدد الكیان الاسرائيلي بالوضع الاقتصادي والدبلوماسي والسياسي وغيره، ربما كان الوضع افضل بالنسبه الى الشعب الفلسطيني. لكن وللاسف الشديد عندما لا يكون هناك مثل هذه المواقف، ان الكيان الاسرائيلي يستمر في هذا العدوان ويتحمل الشعب الفلسطيني لوحده الامكانات التي يستطيع ان يتحملها في مواجهه هذا العدوان.

انتهى
https://taghribnews.com/vdcja8emyuqeaoz.3ffu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز