تشريد تحت النار.. الموت والخوف في رحلة نزوح جديدة لأهالي بيت لاهيا
تنا
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية التهجير القسري للفلسطينيين من بلدة بيت لاهيا بمحافظة شمالي قطاع غزة التي تتعرض لإبادة وتطهير عرقي منذ أكثر من شهر.
شارک :
وأفادت "تنا" انه، مع ساعات الصباح الباكر، ألقى جيش الاحتلال عبر طائراته منشورات ورقية على مناطق وأحياء سكنية في بلدة بيت لاهيا تنذر سكانها بالإخلاء الفوري.
تزامن إلقاء تلك المنشورات مع قصف إسرائيلي وإطلاق للنيران استهدف هذه المناطق بشكل عشوائي.
وخشية من الاستهداف والقتل المتعمد، اضطر مئات الفلسطينيين لحمل أمتعتهم القليلة والنزوح إلى خارج محافظة الشمال عبر طريق حدده "الاحتلال" يمر بأحد حواجزه.
ووثقت عدسات صحفية، النزوح الجماعي لمئات الفلسطينيين من البلدة وسط حالة من الخوف والتعب جراء سوء التغذية التي عانوا منها في المحافظة التي تشهد حصاراً إسرائيلياً متواصلا تمنع على إثره إمدادات الطعام والمياه إلى المحافظة.
وسار الأطفال الذين كان بعضهم حفاة الأقدام جنبا إلى جنب أفراد عائلاتهم تاركين وراءهم منازلهم وأماكن نزوحهم ومتوجهين إلى المجهول بمدينة غزة. موت على حاجز إسرائيلي
وتقول الفلسطينية انتصار أبو دراغمة، وقد بدت على وجهها ملامح التعب والحزن: "في ساعات الصباح، ألقى علينا الجيش منشورات للإخلاء واستجبنا لذلك ونزحنا".
وتابعت بعدما وصلت غزة بعد رحلة نزوح صعبة: "بعد دقائق خرج بعض الشبان في الحارة فتم استهدافهم من الجيش الإسرائيلي ما أسفر عن استشهاد 10 بينهم أطفال، كانوا عبارة عن قطع لحمية وأشلاء".
وأوضحت أن زوجها المريض فقد حياته على الحاجز الذي نصبه جيش الاحتلال على الطريق الذي حدده، وذلك لغرض التفتيش، ويحتجز فيه الرجال ويجري معهم تحقيقات.
وأشارت إلى أن الجيش منع أبناءه من اصطحابه للمستشفى بمدينة غزة في حين واصلوا عملية التفتيش معهم بينما والدهم كان قد فارق الحياة في الحاجز.
بدوره، يقول أحد الفلسطينيين (لم يذكر اسمه) الذين رافقوا زوجها، إنه توفي بسبب رحلة النزوح الصعبة وانعدام توفر المياه والطعام.
وتابع: "طلب شرب الماء فلم نجد فتوفي على الفور، والجيش لم يقدم لنا المساعدة".
وفي وقت سابق، أفاد شهود عيان، بوفاة مسنين فلسطينيين مريضين أثناء انتظارهما على حاجز إسرائيلي شرقي جباليا شمال قطاع غزة، إثر احتجازهما مع فلسطينيين آخرين لساعات طويلة .
وقال الشهود آنذاك، إن المسنين "وهما مريضان ومقعدان على كراسٍ متحركة، توفيا ، أثناء مرورهما وعائلتيهما مع أعداد من النازحين من بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، عبر حاجز تفتيش إسرائيلي في محيط منطقة (الإدارة المدنية) شرقي مخيم جباليا، إثر احتجاز دام ساعات منذ صباح اليوم".
وبحسب الشهود، فقد انتظر النازحون، ومن بينهم المسنان المقعدان، لساعات طويلة تحت أشعة الشمس وفي ظروف قاسية من التنكيل على حاجز التفتيش الإسرائيلي، للسماح لهم بالمرور بعد إنذارات إسرائيلية لسكان المنطقة بالإخلاء.
وأما العائلة الثانية المكونة من 5 أشخاص بينهم 3 أطفال، والتي فقدت معيلها الأساسي هي الأخرى، فقد نزحت من بيت لاهيا استجابة للإنذارات الإسرائيلية.
وتقول زوجة الفلسطيني المتوفي والتي لم يسعفها الموقف لذكر اسمها، إنه كان يعاني من أمراض في القلب والضغط والسكري.
وأضافت وهي تبكي كما أطفالها، "لم يتحمل مشقة وتعب الطريق فمات والآن لم يتبق لي إلا الأطفال الثلاثة".
وتم نقل الفلسطينيين المتوفين إلى المستشفى الأهلي المعمداني شرق مدينة غزة عبر سيارات إسعاف، بعدما وصل بهم ذووهم إلى مشارف المدينة.
وفرض جيش الاحتلال بالتزامن مع هذه العملية حصارا مشددا على المحافظة مانعا الدخول والخروج إليها أو من أي منطقة أخرى لمخيم جباليا .
كما تسببت هذه الإجراءات المشددة بإخراج المنظومة الصحية عن الخدمة، وتوقف خدمات الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
وبدعم أمريكي تواصل "إسرائيل" مجازرها في غزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.