تاريخ النشر2014 14 June ساعة 10:40
رقم : 161175
بقلم / حسين الديراني*

فعلها الشيطان الاكبر؛ أمريكا تدعم "داعش"

تنـا
لن تنطلي علينا إدعاءات أمريكا محاربة الارهاب؛ فدولة قامت على الارهاب وقتل الهنود الحمر وإبادتهم لا تقوم ولا تقوى ولا تستمر إلا على دعم وصنع الحركات الارهابية في العالم. ولقد زرعت دولة صهيونية إرهابية في جسد الامة.
فعلها الشيطان الاكبر؛ أمريكا تدعم "داعش"

ولا يخفى على أحد، من صنع حركة طالبان وأخواتها، ومن دعم وموّل الجماعات التكفيرية الارهابية في منطقتنا العربية والاسلامية؛ في مهمة لاشاعة الفوضى وعدم الاستقرار وترويع البشر وهدم الحجر وقطع الشجر وتقسيم المقسم وإثارة الفتن والنعرات المذهبية في كل بقعة من بقاع عالمنا العربي والاسلامي؛ تارة بأسم الحرية وتارة بأسم إقامة دولة الخلافة الاسلامية.
 
إنه الشيطان الاكبر أمريكا كما وصفها الامام الخميني الراحل (ره) وكان تشخيصه قدس سره دقيق الوصف وحقيقة الامر والواقع.

سمعنا كثيرا تصريحات المسؤولين

السياسيين والعسكريين الامريكيين عن نيتهم بدعم الجماعات المعارضة "المعتدلة" للنظام السوري، كما تسميها امريكا، وذلك بأحدث الاسلحة المتطورة لقلب ميزان القوى في سوريا بعد أن تقهقرت جميع الجماعات المسلحة الارهابية امام ضربات الجيش العربي السوري وحلفائه وبات إعلان النصر الحاسم قريباً خصوصاً بعد ملحمة الانتخابات التي خاضها الشعب السوري في الداخل والخارج والتي أفضت الى فوز ساحق للدكتور بشار الاسد رئيساً للجمهورية العربية السورية.

أمام كل هذه الانتكاسات للسياسة الامريكية وحلفائها في الميدان السوري الذي حطم كل الارهاب المدعوم امريكيا وخليجياً وتركياً، وأعاد الرئيس بشار الاسد رئيساً بإنتخابات مليونية حرة نزيهة. والميدان المصري الذي أبعد الاخوان المسلمين حلفاء امريكا عن الساحة السياسية، والميدان الروسي في اوكرانيا الذي
أعاد شبه جزيرة القرم الى روسيا، كان لا بد من الانتقام في مكان اخر، وليس هناك مكان أهم من العراق لاسباب عدة:

أولاً: الاحساس والتقدير بأن حلف المقاومة بات أكثر قوة من اي وقت مضى، وممتد من إيران الى العراق فسوريا ولبنان من دون اي فواصل جغرافية.
ثانياً: مراقبتها لزعماء دول الخليج وهم يتسابقون لزيارة طهران ودعوتها لتعزيز العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية القوية مع دول الخليج.
ثالثاً: قلق الدولة الصهيونية وضغطها على الادارة الامريكية للقيام بعمل عسكري ضد المنشآت النووية الايرانية بدل التفاوض للوصول الى حل سلمي للملف النووي الايراني السلمي.

فكانت محافظة نينوى والانبار خير خيار للادارة الامريكية في قلب الاوراق لما لها من أهمية إستراتجية جغرافية، وهي تعلم البيئة الحاضنة للارهابيين في تلك المحافظات.

بعد الهجوم الداعشي المدعوم امريكياً وخليجياً وتركياً، وإحتلال محافظة نينوي والتي تضم اكبر المدن العراقية الموصل، من دون مقاومة وضمن خطة مسبقة مع الاجهزة العسكرية والامنية الخائنة، تكون امريكا قد أوفت بتعهداتها في تقديم الدعم العسكري والمالي للجماعات الارهابية المسلحة المقاتلة في سوريا والعراق؛ فما غنمته " داعش " من أسلحة وعتاد وطائرات ونهب مليارات الدولارات النقدية من بنوك الموصل يكفيها لمحاربة
سوريا والعراق لاشهر عدة بل لسنوات. كل ذلك من خزينة الدولة العراقية التي لم تحسن التدبير في إدارة الدولة بسبب المحاصصة السياسية المفروضة على الحكومة العراقية من قبل الادراة الامريكية، ومن دون أن تدفع دولارا واحدا من خزينتها المنهارة.

وهذا ما دفع بجبهة النصرة الارهابية في سوريا لشن هجوم على مدينة رنكوس، ظناً منها بأن ما حصل في العراق سيضعف الجبهة السورية؛ فكانت النتيجة سحق هذا الهجوم واسر امير التنظيم المدعو "ابو بكر البغدادي" بيد مقاتلي حزب الله.

فكم هذا الشيطان يمتهن القدرة على حرق المنطقة بأموال المنطقة؟ وكم هو ذكي في إبادة شعوب المنطقة بأيدي شعوبها !!!

ولكن ما اقدم عليه هذا الشيطان في العراق هو الانتحار بعينه؛ فلم نشهد تلاحما شعبيا وجماهيريا في العراق كما نشهده اليوم. فمنذ ثورة العشرين في العراق لم نشهد رجال الدين الكبار يحملون السلاح تطوعاً في الجيش العراقي. ولم نشهد لحمة شيعية سنية في العراق كما نشهده اليوم
في مواجهة ومحاربة الارهاب العالمي والغزاة الاجانب.
 
الشعب العراقي ما تعود ان يتسلط عليه أجنبي، فكيف إذا كان الغازي والمتسلط والمحتل شيشاني ومغربي وليبي وصومالي واندونيسي وامريكي وبريطاني ضمن مجاميع " داعش " الارهابية. وحتى الذين رحبوا وهللوا لـ "داعش" في الموصل فلن تمض أيام حتى تعلو اصواتهم بالصراخ من أحكام دولة داعش الارهابية والتي لا تمت الى الاسلام والشريعة باي صلة.

ولكن ستترك هذه العملية الانتحارية الامريكية الداعشية الشيطانية أثارها السلبية على المنطقة؛ منها إستيلاء الاكراد على مدينة كركوك المتنازع عليها، ونقل المعركة الى مقربة من الحدود الايرانية، و وقف التقارب الايراني الخليجي، وفتح الطريق امام مواجهة مستقبلية بين الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان العراقية.

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
_____________________________
*اعلامي لبناني مقيم في استراليا.

https://taghribnews.com/vdca06n6m49ni61.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز