حديث التقريب.. ذكرى مولد الزهراء (عليها السلام ) ويوم المرأة
تنـا - خاص
الجمهورية الإسلامية الإيرانية اتخذت من يوم مولد السيدة الزهراء (العشرين من جمادي الثاني) يوماً للأم ويوماً للمرأة، إكراماً لأعظم أم وأعظم امرأة عرفها التاريخ الإسلامي بل تاريخ البشرية بأجمعه.
شارک :
العشرون من جمادى الثاني هو ذكرى مولد فاطمة الزهراء (س) بنت رسول الله (ص) وابنة خديجة الكبرى (س) وزوج عليّ (ع) وأم الحسن والحسين (ع) وسيدة نساء العالمين.
إنها الشخصية التي تجاوزت الإطار المذهبي بل والديني، واتسعت مكانتها على الصعيد العالمي، فكانت المرأة التي كَتب عنها الكثير وأنشد فيها من الشعراء العرب وغير العرب الكثير، وسميت باسمها أعظم دولة تأسست في شمال أفريقيا هي الدولة الفاطمية، واتخذت واحدة من أكبر جامعات العالم الإسلامي من أسمها عنواناً هي جامعة الأزهر.
جميع الأشراف أو السادة الذين ينتسبون إلى رسول الله (ص) إنما يعود نسبهم إليها، فهي الكوثر الذي عمّ العالمين بالخير الكثير.
علي الصعيد الإسلامي لا تجد مذهباً إلا ويجلّها ويعظمها، ولا تجد بلداً إلا ويحمل بناته اسم فاطمة، أو الزهراء، أو فاطمة الزهراء، أو البتول أو واحد من سائر ألقاب هذه المرأة العظيمة؛ لم تأت عظمتها فقط من نسبها وأسرتها، بل أيضاً من أنها المرأة التي ارتفعت في ذوبانها بالله وبالرسالة إلى درجة استحقت أن يقول عنها رسول الله(ص) بأنها «أم أبيها».
أبرز مظاهر شخصية هذه المرأة العظمية أنها لم تعش لنفسها لذاتياتها، بل ذابت في الرسالة وسجلت أروع صور الذوبان في مشهد إعطاء ما في بيتها من طعام كانت هي وزوجها وأطفالها أشدّ ما تحتاج إليه بسبب صيامهم إلى مسكين طرق بيتها، وإلى يتيم لاذبها، ثم إلى أسير جاء يطلب طعاماً منها، وكان ذلك لثلاثة أيام متوالية بقت الأسرة فيها دونما طعام، فكان هذا المشهد مما استحق أن تنزل فيه سورة «هل أتى» وفيها قوله سبحانه: [وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا].
ومن أبرز مظاهر هذه الشخصية الكريمة انشدادها العجيب برسول الله (ص)، فقد رُوي بالتواتر أن رسول الله أسرّ إلى ابنته شيئاً فبكت، ثم أسرّ إليها شيئاً فضحكت. فتعجب مَنْ رآها، كيف تغير بكاؤها إلى ضحك، فقالت في المرة الأولى أخبرني أبي بقرب رحيله إلى الرفيق الأعلى فبكيت، ثم أخبرني ثانية أني أول لاحق به فانشرحت وضحكت؛ فلم تكن تفكر بأنها قادرة على العيش بدون والدها عليه أفضل الصلاة والسلام.
ثم إنها بعد وفاة الرسول الاكرم (ص)، راحت فيما روي عنها أنها تخطب في الناس تذكرهم بفضل الله عليهم بأن منّ عليهم بخاتمة الرسالات السماوية، وأنقذهم من الجاهلية بعد أن كانوا متفرقين ممزقين، تذكّرهم بنعم الله عليهم المادية منها والمعنوية كي لا ينسوا هذا الفضل الإلهي ولكي يبقوا متمسكين معتزين بالرسالة. ذكرى مولدها يسستحق من المسلمين أن يجددوا ذكرها ومن الكتاب والشعراء والفنانين أن يبدعوا في الحديث عنها.
الجمهورية الإسلامية الإيرانية اتخذت من يوم مولدها (العشرين من جمادي الثاني) يوماً للأم ويوماً للمرأة إكراماً لأعظم أم وأعظم امرأة عرفها التاريخ الإسلامي بل تاريخ البشرية بأجمعه.
إن إحياء هذه الذكرى يمكن أن يشكل محوراً آخر من محاور وحدة المذاهب الإسلامية، يجتمع فيه المسلمون على حبّ رسول الله (ص) وآل بيته الكرام.
إنه فرصة لكي نقدّم المثل الأعلى للمرأة المسلمة التي تحاول أمواج الفتن أن تبعدها عمّا أكرمها الإسلام وأعزّها، وأوصى بهنّ خيراً ورفقاً.
ندعو العالم الإسلامي وعلماء المسلمين عامة إلى بثّ ثقافة الاحتفال بذكرى شخصياتنا بدل أن نأخذ من الغرب الاحتفال بمناسبات لاصلة لها بنا ولا بتاريخنا ولا تجدينا نفعاً بل تضرّنا بعاداتها وتقاليدها وترسّخ فينا للأجانب روح الهزيمة.
ولابد لنا ان ننحني اجلالا امام عظمة المرأة الفلسطينية وهي اليوم تقاوم وتصمد في عاصفة الأقصى تقدم لنا دروسا في عظمة المرأة المسلمة.
لقد سمعنا أم الشيخ صالح العاروري وهي تشكر الله على ما أنعم على ابنها من شرف الشهادة ومن قبل سمعنا صوت أم ابراهيم النابلسي وهي تتحدث عن بطولة ابنها الشهيد ابراهيم. فتحية لهنَّ جميعا وثناءً على هذه المواقف البطولية الرائعة.
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية/
الشؤون الدولية