تاريخ النشر2024 18 November ساعة 09:16
رقم : 657800
عبدالسلام التويتي*

ديدن ترامب على الدوام معاداة الإسلام

تنـا
يبدو أنَّ ولاية «ترامب» الرئاسية الثانية التي لم يتسلَّم مقاليد السلطة فيها إلى هذه الأثناء، ستحمل للإسلام من مظاهر العداء أضعاف ما حملته ولايته الأولى
ديدن ترامب على الدوام معاداة الإسلام
النخبة التي تحكم أمريكا -وخاصةً الرؤساء- منحصرة في المذهب «الإنجيلي» الأكثر عداءً للإسلام، بيد أنَّ «ترامب» يختلف عن أسلافه في اتسام عدائه بجلافة تفتقر إلى الحدَّ الأدنى من الحصافة، وكان الأولى أن نتوقع منه خطوات عدائية للإسلام في ولايته الرئاسية الثانية أجرأ من التي اتخذها في ولايته الأولى.

قرار حاقد وهمٌّ بإغلاق المساجد
منذ ظهور رجل الأعمال العنصري عام 2015 مرشحًا عن الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية عُرف بنفسٍ معادٍ جدًّا للإسلام وتبنى خطابًا تحريضيًّا اتسم بنبرة انتقامية ضدَّ الأمريكيين المسلمين، وفي مقدمتهم ذوو الأصول العربية والإسلامية، وفي غضون الأسبوع الأول من تجاوزه عتبة البيت البيض الأبيض مطلع عام 2017 دشن فترته الرئاسية بإصدار قرار ينضح تمييزًا وعنصرية نصَّ على حظر دخول اللاجئين السوريين الأراضي الأمريكية، وفي عام 2020 عزز هذا الـ«ترامب» الشديد التعصب ضد المسلمين وبالأخص العرب قراره المتنافي مع الحدِّ الأدنى من المعايير الإنسانية بقرارٍ آخر غاية في العنصرية والعدوانية حُظر بموجبه دخول أمريكا -مؤقتًا- على مواطني 7 دول إسلامية جلُّها عربية وهي «العراق، وسوريا، واليمن، والصومال، وليبيا، والسودان»، بالإضافة إلى «إيران»، فترجم بإصداره ذلك القرار المشين ما يكنه ضدَّ العرب والمسلمين من حقدٍ دفين.

ومن الملفت أنَّ الحقد المتَّقد في صدر هذا الـ«ترامب» الحاقد على الإسلام والمسلمين قد بلغ به حدَّ الهمِّ بإغلاق المساجد التي تعتبر منارات هداية، لأنَّها تحدُّ من رواج ما يبتدعه للشباب -بهدف مضاعفة ثروته على حساب هدم الفضيلة- من سبل الإضلال والغواية.

اختيار وزراء يكنون للإسلام العداء
ويبدو أنَّ ولاية «ترامب» الرئاسية الثانية التي لم يتسلَّم مقاليد السلطة فيها إلى هذه الأثناء، ستحمل للإسلام من مظاهر العداء أضعاف ما حملته ولايته الأولى؛ فقد دشنها بانتقاء طاقم عمله ووزرائه الذين ستسند لهم وزاراتٍ سيادية من العناصر المعادية للإسلام والأشد معاداة لأعدل قضاياهظن كاشفًا بذلك الانتقاء السيئ ما كان يخفيه عن المسلمين الأمريكيين الذين منحوه أصواتهم وتسببوا بفوزه على منافسته الديمقراطية من سوء نواياه، وفي ما يلي نموذجان من الأسماء المرشحة -في إدارة «ترامب»- لشغل مناصب سيادية عليا مكافأةً لها على ما تكنه للإسلام والمسلمين وقضيتهم الأولى من عداء :

١- اختيار «ماركو روبيو» وزيرا للخارجية :
على الرغم ممَّا يغلب على وجهتي نظر الرئيس «ترامب» و«روبيو» -وهو سيناتور عن «ولاية فلوريدا»- من اختلافات حول بعض الملفات، فقد وقع الاختيار عليه لشغل حقيبة الخارجية ذات الأهمية الاستثنائية بسبب ما عرف عنه من عداء تام لقيم الإسلام ولتمتعه-أيضًا- بسجل تصويتي -في مجلس الشيوخ- مؤيد لإسرائيل، وفضلًا عن دفعه مؤخرًا إلى تصنيف منظمة مؤيدة للفلسطينيين جماعةً إرهابية، وكان له مواقف متشددة من المظاهرات الطلابية التي عمَّت الجامعات الأمريكية منددةً بما يمارسه الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني من حرب إبادة.

٢- ترشيح «هيغسيث» الكاره للإسلام وزيرًا للدفاع :
أما «بيتر هيغسيث» ذي التوجه العدواني الذي لا يقل عدوانيةً عن صقور الكيان الصهيوني والذي دفعته عدوانيته إلى الدعوة لإعادة تسمية «وزارة الدفاع» بـ«وزارة الحرب» -وهو جندي سابق خدم في أفغانستان والعراق وخليج جوانتانامو، وأيَّد سوء معاملة المعتقلين المسلمين في جوانتانامو- فقد ترشح لشغل حقيبة الدفاع التي تقف وراء إشعال فتائل النزاع في مختلف البقاع، ومؤهله الأساس للترشح لهذا المنصب الحساس أنه يعتبر الإسلام الحنيف قوة عنف زاعمًا أنه يخطط للسيطرة على أمريكا ويجب أن يواجه بحملة صليبية.

شدة تحسر وتندم الناخب المسلم
لأول مرة في تأريخ الانتخابات الأمريكية يحسب للناخبين المسلمين ألف حساب، ويحظون من الديمقراطية «كمالا هاريس» والجمهوري «دونالد ترامب» بلين الخطاب، لعلم كلا المرشحين أنَّ في أصواتهم -في ظل ما كانت تشير إليه استطلاعات الرأي من تقارب في الشعبية بفعل التجاذبات السياسية القاسية- ما يحتاجه كل منهما من اكتمال النصاب.

وقد اضطر معظم الناخبين المسلمين -نتيجة إفراط الرئيس الديمقراطي الموغل في التصهين «جون بايدن» في دعم مجازر الإبادة الجماعية التي ترتكبها القوات الصهيونية في حق المدنيين الفلسطينيين- إلى التصويت للجمهوري «دونالد ترامب» على أمل أن يحمله تصويت المسلمين له ووقوفهم في صف على اتخاذ مواقف منصفة من حقوق المواطنة للأمريكيين الذين يدينون بالإسلام وشطب أسماء آلاف الأبرياء من لوائح الاتهام ومن الحرب في «قطاع غزة» التي تحصد أرواح الأطفال والنساء والمسنين من أبناء فلسطين لما يقرب من سنة وشهرين.

بيد أنَّ سوء اختيار «ترامب» للوزراء الذين يناصبون الإسلام العداء ويتبنون خطابًا أكثر تشددًا ضدَّ المسلمين، ويجاهرون -بتفاخر يندى له الجبين- بمساندتهم ودعهم الكاملين لما يمارسه الكيان الصهيوني من عنفٍ ضدَّ الفلسطينيين بكل ما يعني لهم ذلك الاختيار من نكران للجميل، قد جعلهم يدركون -متأخرين- وقوعَهم في الاختيار الخطأ، وها هم واقعون -جراء شعورهم باقتراف ذنبٍ جمّ- بين سندان الخذلان ومطرقة الندم.

انتهى
________________________
اعلامي يمني
https://taghribnews.com/vdcfxedvxw6dtca.kiiw.html
المصدر : 26 سبتمبر
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز