حزب الله انتصر.. وما النصر إلاّ من عند الله سبحانه.. من استشهد من أعضائه فقد نال إحدى الحسنيين. جنّة الخُلد في الآخرة، والخلود في صفحات تاريخ هذه الدنيا.. وكلاهما انتصار. إنه وعد الله سبحانه.. ولن يخلف الله الميعاد. وقد تعهّد جلّ وعلا بذلك إذ قال: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾.
شارک :
لقد أراد العدوّ الصهيوني أن يقضي على وجود حزب الله، لكنه خاب وخسئ، وها هو قد لملم شمله، وضمدّ جراحه، ويقف كالطود الأشم يتحدّى من أراد إبادته، وكأني به يردّد ماقالته زينب بنت علي(ع) مخاطبة يزيد: «فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا».
سوف يبقى ذكر شهداء هذه المجموعة المؤمنة خالدًا كخلود شهداء كربلاء.. وسوف تتحول دماؤهم إلى شعلة وهّاجة تنير درب الأمة، وإلى طاقة تدفع الأجيال إلى مقارعة الظالمين، وإلى بناء حضاري كريم.
لقد ذكرنا في حديث سابق، أن التاريخ سوف يسجّل لهذه الأمة صفحات مليئة بالعزّ والفخار. وتحت عنوان «سجّل أيها التاريخ» قلنا : -
« سجّل يا تاريخ أن اليهود الصهاينة الذين حاولوا لقرن من الزمان أن يوحوا للرأي العام العالمي بأنهم مظلومون، وأنهم عانوا من «المحرقة» أو الهالكوست، ها هم اليوم يثبتون زيف كل تلك المزاعم ويبيّنون للعالم بأنهم أبشع وحش ظالم عرفه التاريخ.
سجّل يا تاريخ أن مفكرين يهود بدأوا يتحدثون ويكتبون أن هذه الحر ب الدائرة هي بداية نهاية دولة الصهاينة، وأن إسرائيل بعد هذه الحرب سوف لا تدوم طويلا. وهل يمكن أن تواجه دولة الصهاينة كارثة أكبر من هذه ؟!. كارثة قرب الزوال.
سجّل يا تاريخ أن المظلومين المقاومين في هذه الحرب فقدوا خيرة قادتهم، وأصيب خلال يومين من هذه الحرب 4000 منهم في قصف سيبراني وهُدّمت بيوتهم وواجهوا حرب إبادة جماعية لكنهم لا يزالون يقاومون.
سجّل يا تاريخ أن أهل غزّة ولبنان يرفعون شعار حفيد رسول الله الحسين بن علي(ع) في ذروة الشدائد قائلين: هيهات منّا الذلّة.
سجّل يا تاريخ أن هؤلاء المقاومين قد خذلهم بعض أهل جَلدتهم من المهزومين أو العملاء لكنه لم يؤثر ذلك في معنوياتهم بل زادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل.
سجّل يا تاريخ أن أمريكا والناتو وبعض بلدان المنطقة! كانوا شركاء في هذه الابادة الجماعية، فقد أغدقوا على العدوّ الصهيوني كل ما يستطيع به أن يواصل القتل والتدمير والتشريد والتجويع، وهؤلاء الشركاء يقرعون أسماعنا عبر العشرات من فضائياتهم بأنهم يدافعون عن حقوق الإنسان!!
سجّل يا تاريخ أن هناك في بلداننا الاسلامية في هذه الظروف المرّة بالذات من يثير الفتن الطائفية والحزازات القومية ليدعم العدوان ويساند الظالمين.
سجّل يا تاريخ أن هناك في بلداننا من يعمل في هذه الظروف بالذات على إثارة موجة من الفساد الخلقي والانحدار في مستنقع الشهوات، والذوبان في مشروع العدوّ الهادف إلى سلب إرادة الشباب وروح المقاومة فيهم.
سجّل يا تاريخ أن من يساند المظلومين في محور المقاومة يواجه هو أيضًا ألوان الحرب العسكرية والاقتصادية والامنية، لكن دول هذا المحور لا يكفون عن مساندة المظلومين في غزّة ولبنان مؤكدين بذلك وحدة المسير والمصير في هذه المواجهة.
سجّل يا تاريخ كل هذه المشاهد وخاطب الاجيال القادمة وقل لهم: عليكم أن تميّزوا بين العدوّ والصديق، وأن تكونوا دائمًا للمظلوم عونًا وللظالم خصما، قل لهم إن سيد المقاومة قد خاطب العالم في ذروة عتوّ الصهاينة وقال: والله إن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، وبهذه المعنويات أتباعه يواصلون السير فإما نصر أو استشهاد وهما حُسنيان. يواصلون المسير وهم يؤمنون بأن مع الصبر نصرا. يؤمنون بأن ربّ العالمين خير ناصر ومعين وأن العاقبة للمتقين».
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية/
الشؤون الدولية
_____________________________________________
انتهى