الذكرى الحادية والثلاثين لرحيل الامام الخميني رحمة الله عليه
الامام الخميني رائد الوحدة الاسلامية و التقريب في عصر التفرقة
تنا-خاص
توصيات الامام الخميني (رض) للوحدة الاسلامية هو محاولة جادة لتوحيد المسلمين تحت شعارات سياسية يحتاج اليها جميع المسلمين مفادها ان سبب البلوى في المنطقة امريكا وسياستها في المنطقة وان اسرائيل غدة سرطانية يجب ان تزول وان المقاومة هي السبيل للخلاص من سيطرة المستكبرين وان قوة المسلمين تكمن في عددهم وثرواتهم وعقيدتهم ايضا لكنها قوة معطلة لا تستعمل.
شارک :
من ابرز الخصائص العامة للوحدة الاسلامية و التقريب عند الامام الخميني (رض)
الاعتصام بحبل الله
من وجهة نظر الإمام الخميني، الاجتماع والاتحاد المطلوب هو الذي يتشكل حول محور الاعتصام بحبل الله. إذ أن سماحته كثيراً ما كان يؤكد على الوحدة المقرونة بالاعتصام بالحبل الإلهي استناداً إلى الآية الكريمة ((واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)):
لقد امر الله تبارك وتعالى بالاجتماع والاعتصام بحبل الله: ((واعتصموا بحبل الله)).. أمر بالاجتماع والتمسك بحبل الله. إذ أن ليس كل اجتماع مطلوباً، الاعتصام بحبل الله هو المطلوب. وهو ذات الأمر بالنسبة ((إقرأ باسم ربك)).. اسم الرب هو هذا الحبل الذي يجب على الجميع ان يعتصموا به، أدعوا الناس إلى الوحدة، ادعوهم لئلا يتشتتوا فئات وجماعات.
(صحيفة الإمام، ج8، ص334)
و يتسائل الامام الخميني(رض) أي الوحدة التي تنشأ من الاجتماع والتجمع، بأن تجتمع عدة حول امر ما ويكون لها أهداف مشتركة، ان مثل هذا الأمر يعتبر اعتيادياً وطبيعياً ويحظى بتأييد كل دين ومذهب حتى المذاهب غير الإلهية. وعليه فمن البديهي أن يبادر الأفراد إلى التجمع والتضامن لأداء أمر مشترك.
و من جانب اخر يؤمن الإمام الخميني(رض) بأن الذي يضفي أهمية على حقيقة الوحدة وماهيتها انما هي الدوافع التي تقف وراء تشكيلها والأهداف التي تتطلع إليها والمحاور التي تدور حولها. وفي هذا الصدد يتمثل محور الوحدة في فكر الإمام الخميني بـ (الاعتصام) و(حبل الله).
والاعتصام يعني التشبث بهدف الوجود. وهذا يعني أن الوحدة ذات صلة تامة بالتوحيد، لأن طريق الحق وحده الذي بوسعه أن يوحد الناس فطرياً حول الله، إذ أن ثمة ميولاً فطرية لدى الناس نحو الحق والحقيقة. وأن مثل هذه الميول في الحقيقة موجودة لدى الناس جميعاً. وعليه فالوحدة التي تكون بمعزل عن الاعتصام بالله وحبله والحقيقة، لا معنى لها. وهذا يعني أن مجرد الاجتماع حول محور مشترك فحسب، ليس أكثر من اجتماع مؤقت وغير حقيقي وغير محبب:
ليس كل اجتماع مطلوباً.. المطلوب هو الاعتصام بحبل الله.. ادعوا الناس لئلا يتشتتوا إلى فئات وجماعات.
(صحيفة الإمام، ج8، ص334)
والحبل الإلهي يعني الربوبية.. اسم (الرب) هو الحبل الإلهي ذاته.. بمعنى أن التدبير وادارة شؤون العالم والتحكم المطلق بالوجود، له وحده. وبتعبير آخر، أن الإمام يعتبر حبل الله (طريق الحق)، طريق الصدق، طريق الله والأنبياء الإلهيين، والذي هو عين قبول الربوبية وسيادة الله المطلقة على عالم الوجود.
وكون الوحدة بحاجة إلى المحور والمبنى، والأساس الواحد، و تنشد هدفاً واحداً، لذا يمكن النظر إلى التوحيد بمثابة محور أساسي للوحدة، لأن الناس في المجتمع التوحيدي يمضون في مسير واحد ((إنا لله وإنا إليه راجعون))، على خلاف مجتمع الشرك والكفر حيث توجد مسارات متعددة.
وفي ضوء ذلك فالذي يشكل حقيقة الوحدة والاتحاد وماهيتهما إنما هي (العبودية) تجاه (ربوبية) و(ألوهية) الحق المتعالي. و(الاعتصام بحبل الله) يفيد هذا المعنى. وان ما يستنبط من الآية الكريمة ثلاث ملاحظات رئيسية هي:
جميعاً التي تشير إلى الإرادة الجماعية والاجتماع.
واعتصموا بحبل الله، وهو الاعتصام بالحبل الإلهي في حالة الاجتماع، ومثل هذا يوضح محور وبنيان وماهية الوحدة والمجتمع (جميعاً).
(ولا تفرقوا) وتعني النهي عن التفرقة والتباعد. فمع وجود الاعتصام بحبل الله تنتفي في الحقيقة التفرقة والتشتت. لأن طي طريق الحق ينبغي أن يكون بصورة جماعية وشاملة وبمعزل عن الاختلاف والفرقة. ولهذا كان رسول الله (ص) لا يكف عن التأكيد على أهمية الجماعة والاجتماع على الأمر الحق.
من الأركان الرئيسية الأخرى للوحدة الإسلامية (المصلحة العامة للأمة الإسلامية)، يعبر عنها أحياناً بصلاح الأمة، أو مصالح الجماعة.. إذ ينبغي التغاضي عن الاختلافات الجانبية كلما اقتضت المصلحة العامة للمجتمع الإسلامي ذلك، والتضحية بالمطالب الفردية والفئوية من أجل مصلحة الاجتماع.
ينبغي اليوم أن تتضامن فيه كافة القوى، وان يعمل الجميع على صيانة النظم، فإذا ما انهار النظام سوف يضطرب الوضع ويرى الجميع أنفسهم ضحية الإسلام.. كونوا على أهبة الاستعداد، واحذروا الاختلاف فيما بينكم. إنكم مازلتم في منتصف الطريق.. دعوا الاختلافات جانباً.
صحيفة الإمام، ج13، ص20
من الواجب على الجميع في هذا الظرف الحساس، حيث يواجه الإسلام التحديات ويعاني البلد من العديد من المشاكل، أن يكونوا صوتاً واحداً، وأن نمضي معاً بالنهضة قُدماً بخطى ثابتة، وسنحقق النصر النهائي بمشيئة الله.
صحيفة الإمام، ج7، ص204
وفي ضوء ذلك، تشكل المصالح العامة للمجتمع الإسلامي والأمة الإسلامية دافعاً أساسياً للوحدة. ولا يخفى أن الوحدة في هذا الجانب تكتسب لها صبغة سياسية. ولهذا يشار إليها تحت شعار الوحدة السياسية للأمة الإسلامية أو المجتمع الإسلامي، لأن مثل هذه الوحدة تتحقق بدافع المصلحة العامة.
من السمات الأخرى للوحدة في الإسلام، مراعاة (مصالح الإسلام) و(الشرع المقدس). بمعنى لابد من صيانة الإسلام والقوانين والأحكام الإسلامية والوطن الإسلامي وكل ما يتعلق بالإسلام. وفي هذا الصدد تعد وحدة المسلمين واتحادهم من الضروريات الأولية. إذ أن الوحدة التي لا تؤدي لصيانة السيادة الإسلامية أو قوانين الإسلام والوحي، لا تجسد الوحدة الحقيقية المنشودة التي يتطلع إليها الإمام الخميني. فالهدف الأساس هو صيانة الإسلام، وما الوحدة إلا وسيلة لتحقيق ذلك.
يقول سماحة الإمام في هذا الصدد: إننا على استعداد للدفاع عن الإسلام والبلاد الإسلامية وعن استقلالها في جميع الأحوال.. وأن برنامجنا هو برنامج الإسلام ووحدة كلمة المسلمين واتحاد الدول الإسلامية وتحقيق الأخوة مع كافة أبناء الطوائف الإسلامية.
صحيفة الإمام، ج1،ص336
وهذا يعني أن المسلمين كافة، وبغض النظر عن انتمائهم العرقي والقومي، هم أعزاء ومحترمون من وجهة نظر الإمام الخميني.. فالأمر الهام هو قبول كلمة الإسلام واعتبار كلمة التوحيد شعاراً لهم. ومثل هذا يحتم عليهم الاتحاد من أجل صيانة كيان الإسلام وكرامة الشعوب الإسلامية:
إننا نحرص على عزة وكرامة أبناء الأمة الإسلامية، سواء كانوا من الترك والعرب والعجم، ومن أي مكان كانوا، من أفريقيا أو أميركا.
صحيفة الإمام، ج1،ص381
سيادة الإسلام وعزة المسلمين من الموضوعات الأخرى التي تتبلور الوحدة من أجلها. إذ أن التفرقة والتباعد بين المسلمين مدعاة لضعفهم وإذلالهم وهزيمتهم وتسلط الأعداء عليهم.
ومن هنا ينظر الإمام الخميني إلى تعاسة المسلمين بأنه نتيجة الاختلاف والتفرقة السائدة فيما بينهم، وان السبيل لتحقق سيادتهم وكرامتهم والذود عن الحقيقة وصيانة الإسلام الأصيل، يكمن في وحدة المسلمين واتحادهم:
إن تعاسة المسلمين إنما هي وليدة هذه التفرقة السائدة بينهم.. فلتتضامن الشعوب الإسلامية وتضغط على حكوماتها للكف عن الاختلاف والفرقة، والامتناع عن دعم مصالح الأجانب.
صحيفة الإمام، ج4، ص445
إن الأخوة الإسلامية التي تجسد التعبير الحقيقي والأصيل للوحدة، تعد من مستلزمات تحقق شوكة الإسلام وبقاءه واستمراره. فبالأخوة والوحدة يتم تذليل مشاكل المسلمين، وحينها ليس بوسع أية قوة مواجهتهم والتحرش ببلدانهم.. في الحقيقة أن الوحدة تمثل العلاج الرئيسي لآلام المجتمعات الإسلامية:
إنني آمل أن تتحقق بين الدول الإسلامية الأخوة الإسلامية حسبما أمر القرآن بذلك. فإذا ما تحققت مثل هذه الأخوة بين البلدان الإسلامية، ستتشكل قوة عظمى ليس بوسع أية قوة في العالم مواجهتها.
صحيفة الإمام، ج8، ص88
بناء على ذلك، فان مصالح الإسلام تشكل دافعاً للوحدة، وأن محور وأساس مثل هذه الوحدة يكتسب معناه في ظل صيانة الإسلام والحفاظ على كيانه، ومواصلة الدعوة الإسلامية ونشرها في العالم. فصلاة الجمعة والجماعة، واعلان البراءة من المشركين في مراسم الحج، والاعلان عن اسبوع الوحدة، واليوم العالمي للقدس، كل ذلك من أجل مصالح الإسلام والشريعة الإسلامية، مما يعني التخلي عن المصالح الشخصية والفئوية والوطنية والقومية – أي المصالح العامة للدولة الإسلامية – من أجل مصالح الإسلام العليا.
إن ماهية الوحدة تتضح من خلال مفهوم التوحيد في العقيدة، أو بتعبير آخر (توحيد الكلمة) أو (توحيد المعتقد). وفي ضوء ذلك ثمة (كلمة واحدة) و(رأي واحد) و(عقائد واحدة) و(رؤية كونية واحدة)، يلتزم بها الجميع. وان مثل هذه الوحدة سوف تشكل دافعاً لنمو المجتمع وتقدمه وتكامله، وبوسعها أن تحقق المدينة الفاضلة والحكومة المنشودة. وعلى حد قول الإمام الخميني (قدس سره):
إن أحد الأهداف الكبرى للشرائع السماوية والأنبياء العظام – سلام الله عليهم – يتمثل في توحيد الكلمة والعقيدة، والذي يشكل بحد ذاته هدفاً مستقلاً ووسيلة لتقدم الأهداف الكبرى، وذا تأثير كبير في تأسيس المدينة الفاضلة.
و مما قيل في الامام الخميني (رض)
سماحة الامام الخامنئي (حفظه الله) : الامام الخميني حقيقة خالدة. امام هو روح الله بعصى موسى ويده البيضاء، وبالقرآن المحمدي، شد عزمه لنصرة المظلومين، فهز عروش فراعنة العصر، وأنار قلوب المستضعفين بنور الأمل..إن شخصية الإمام العظيمة لايمكن مقارنتها بعد الأنبياء والأولياء المعصومين بأية شخصية أخرى فهو وديعة الله بيننا وحجة الله علينا ومظهر من مظاهر عظمته.
آية الله العظمى الشهيد المظلوم محمد باقر الصدر(قده): ذوبوا في الإمام الخميني كما ذاب هو في الإسلام .. كيف تطلبوا مني أن لا أؤيد الإمام الخميني وقد حقق ما كنت أرجوه وأسعى اليه؟ إنكم تطلبون المستحيل ولن أبخل بحياتي إذا توقف عليها تحقيق هدفي.
آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي(قده): سلام الله على روح الله الذي استطاع قلب جميع المعادلات السياسية لاعداء الإسلام، وحقق النصر المظفر على أعتى القوى الإستعمارية العالمية، وذلك بفضل جهاده المتواصل وكفاحة الدؤوب.. كان مرجعاً من مراجع الشيعة، ومن أساطين علماء الإسلام الروحانيِّين، ومفخرة من مفاخر التشيّع.
آية الله السيد الكلبايكاني(قده): سلام الله وصلواته على الروح العظيمة لذلك الرجل الذي أحيا الإسلام في العالم وطرق اسماء العالم بنداء التكبير والتوحيد وأعاد للمسلمين مجدهم وعظمتهم، وزلزل أركان القوى الإستكبارية بصيحته المدوية، وذلك كله بفضل جهاده وتضحياته العظيمة، وقيادته الحازمة والحكيمة.
آية الله الشهيد المطهري (قده): لقد اصبح الإمام الخميني قائداً للثورة بلا منازع ولا معارض، لأنه بالإضافة إلى اجتماع جميع مزايا وشروط القيادة فيه، فإنه كان أتيا على المسير الفكري والروحي وحاجات الشعب الإيراني، مع أن الآخرين الذين كانوا يجدون للحصول على منصب القيادة، لم يكونوا في المسير بقدر ما كان الإمام الخميني عليه.
آية الله الشهيد صدوقي(قده): إن كل ماعندنا سواء قبل انتصار الثورة أو بعدها هو من هذا الرجل الشريف المعظم فهو الذي أحيانا إسلامياً وسياسياً.
آية الله الشهيد البهشتي(قده): جميع عشاق الحق والعدل يعتبرون الإمام روح الله إمامهم.
- آية الله الشيخ أشرفي أصفهاني (قده): إن مقارنة الإمام الخميني بغيره لأمر مستحيل، فنحن لم نشاهد شخصاً في عصر الغيبة بعظمة إمام الأمة.
آية الله العظمى الآركي(قده): إن أعمال هذا الرجل كانت خالصة لله وحده، وأنه لو كان في عاشوراء لأصبح أنصار الحسين (ع) ٧٢ فرداً بدل ٧٢ ولذهب للقتال ولجعل صدره درعاً للحسين (ع)، هذا الرجل بذل حياته وكيانة وابنه وعياله وما ملك للإسلام، ولم يأب شيئاً ولم يخف أمريكا وروسيا ...
آية الله السيد أسد الله مدني (قده): إن الدين يأمر أن ننسى أنفسنا اليوم ونضعها تحت أقدام هذا الرجل (روح الله ) ليعلو قدماً ونتبعه.
آية الله العظمى الشيخ النكراني (قده): عندما كنت أمر على الآية الكريمة {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} (٣٩) سورة الأحزاب، كنت أتوقف وأتساءل هل يوجد مصداق لهذه الآية في زماننا الحاضر، وأقتنع بأنه لايوجد حتى جاء الإمام الخميني (قدس سره) فرأيته المصداق الكامل لها في هذا الزمان.
آية الله السيد كاظم الحسيني الحائري: قام الإمام بتحسيد مبدأ ولاية الفقية بإدارته للحكومة الإسلامية وأظهر للعالم نموذجاً جد ثمين للمصداق الواقعي لهذا البحث حيث لم يتمكن أحد من العلماء القدماء (رضوان الله عليهم) القيام بهذا الدور.