قمر "فلسطين 1" سيشكّل بداية برنامج فضائي خاص لفلسطين
من جنين إلى الفضاء.. "فلسطين 1" أول قمر صناعي فلسطيني
تنا
الإبداع الفلسطيني يجوب أصقاع العالم، رغم محاولات الاحتلال الدؤوبة لطمس الهوية وتهميش الابتكار والتميّز، فما بالكم إن دقّ العقل الفلسطيني هذه المرة سمت الفضاء عبر قمر "فلسطين 1"؟
شارک :
عبدالله ذبيان - فاطمة فتوني
هذه المرة قدمّت المهندسة الفلسطينية بيان أبو سلامة من مدينة الصمود والمآثر جنين طريقة جديدة في بناء الأقمار الصناعية المصغّرة، وأطلقت على أول نموذج اسم "palestine-1" ليكون أول قمر صناعي فلسطيني.
حصلت المهندسة المتفوقة هذا العام على درجة الامتياز برسالة الماجستير من جامعة "كوين ماري" في لندن، كمتخصصة في دراسة القمر الصناعي وتصميمه.
لا تُخفِ المهندسة الشابة للميادين نت شغفها بعلم الفضاء منذ نعومة أظافرها، "تبلور هذا الشغف حين كنت بعمر الـ ـ15 عاماً، وبدأت أقرأ في الفيزياء النظرية، حيث تبلورت فكرة المشروع في مرحلة الدراسة الجامعية، وكان المقرر أن أنفّذ المشروع في مرحلة البكالوريوس، لكني لم أتمكن من تحقيق ذلك لأن جامعة "بيرزيت" التي كنت أدرس فيها، هي تحت نظر الاحتلال، ولأن هناك محددات للمشروع في هذه المرحلة، ولذلك تقدمت إلى برنامج "ماجستير" يدعمني لتنفيذ هذا المشروع، "والحمد لله حصلت على منحة Chevening التي دعمتني لأنفّذ هكذا مشروع".
"فلسطين 1": علامة امتياز!
وحول التصميم على تحقيق الحلم تقول "مسيرة المشروع بدأت حين تقدّمت للمشرف وأخبرته أنني أريد أن أنفّذ أوّل فكرة المشروع، فقال لي إنّه "مشروع كبير جداً" وسألني: هل أنتِ متأكدة أنكِ ستتمكنين من تنفيذه خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة؟ فقلت له: فلنجرّب! وعلى الفور بدأت بالعمل في شهر آذار/ مارس 2021 وانتهيت منه في شهر أيلول/ سبتمبر، وحصلت على علامة ممتازة وعلى نتائج مرضية جداً".
أبو سلامة: الفلسطينيون لديهم أمل برؤية قمر صناعي لهم في الفضاء
وتضيف "الآن نحن في مسار تأكيد الملكية الفكرية للمشروع، بعد التعاون الذي حصل سواء من المشرف، كما أن ردود الفعل من الناس الذين سمعوا عنه، كان أكثر من جميل ومشجّع".
"الناس لديها أمل أن ترى برنامجاً فلسطينياً في الفضاء"، تعبّر بيان بعينيها المتقدتين حماسة وحبّاً لوطنها فلسطين، وتعقّب قائلةً: "المشروع استند إلى أبحاث علمية حدثت بين 2018 و2020، وقد استندت إلى ذلك في رسالة "الماجستير"، وكتبت حول الفروق بين المشاريع في هذه السنوات والنتائج التي حصلنا عليها".
الفائدة من قمر "فلسطين 1"
ولكن ماذا يفيد هذا القمر "فلسطين 1" ؟ تسهب أبو سلامة في الشرح: "له فائدة في عدة مجالات، فالمهمة الأساسية له هي دراسة الزحف العمراني والمصادر المائية في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فإن المعلومات التي سيحصل عليها قد تمكّن المختصين من وضع خطط عمرانية بشكلٍ أفضل، وأن يعيدوا توزيع المصادر المائية بطريقة مجدية لاستهداف المناطق المهمشة".
كما أن "فلسطين 1" سيكون بمثابة بداية "برنامج فضائي خاص لفلسطين يمكّن الشباب الذي لديه معرفة في هذا المجال أن يضع بصمته على صناعة الفضاء، التي تحتاج تنوّعاً وعقولاً وتعدداً في الأفكار، وهي لا يجب أن تكون محتكرة بيد دولة معينة أو دولتين، وما أؤمن به أنه حين يكون هناك عقولاً أكثر وتنوّعاً أكثر في هذه الصناعة فإننا نفيدها ونطوّرها".
الجدير بالذكر أن خبر مشروع "فلسطين 1" كان قد تصدّر شبكات التواصل الاجتماعي، ولاقى صدىً شعبياً كبيراُ، "الناس فعلياً آمنوا أن فلسطين يجب أن تصل إلى الفضاء، وهناك استحسان للمشروع يصلنا من كل أنحاء العالم. وحالياً نحن نعمل على الاستفادة من هذا الدعم المعنوي والمادي لكي نطلق المشروع بالفعل".
العرقلة الإسرائيلية لـ "فلسطين 1" متوقعة....
ويضع المعنيون بالمشروع العرقلة الإسرائيلية في طور توقعاتهم، رغم منحاه الانساني العلمي: "أحب أن أؤكد أن هذا المشروع هو مشروع أكاديمي يخدم البحث العلمي ولا يخدم غايات عسكرية أو غايات تجسسية. وأتمنى أن يدعم الناس في أنحاء العالم البحث العلمي الفلسطيني"، توضح المهندسة بيان.
وبفخرٍ تقول إبنه جنين أن "المستقبل هو للشباب الفلسطيني المبدع، وبإذن الله وبقدرات الشباب سنمثّل بلدنا بأفضل شكل ممكن ونرفع اسم بلدنا في كل المجالات".
ومن هذا المعين الوطني النضالي تغبّ وتعبّر: "مدينة جنين لها تارخي نضالي عريق. أنا من عائلة استشهد فيها أبطال وفي نفس الوقت في عائلتنا تاريخ نضالي إلى حد ما، وبالنسبة لي فإن اسم فلسطين والهوية الفلسطينية أمران أردت أن أحملهما أينما ذهبت... وصمود مدينة جنين دفعني لأن أحمل اسم مدينتي أينما ذهبت حتى في علم الهندسة، لأساهم في رفع اسم فلسطين".
ورداً على سؤال الميادين نت رأت "أن تجربة المهندس الفلسطيني من غزة لؤي البسيوني هي تجربة مثالية لكل فلسطيني مهتم بالفضاء، فهو مثالٌ للتحدي والإصرار للشعب الفلسطيني ولإبداعه في المجالات العلمية، وبالطبع فإن لؤي ملهم لي ولكل الفلسطينيين في كل مكان، لكن بنفس الوقت هذا لا يعني أني سأعيش نفس التجربة. من المممكن أن تكون مجالاتنا مختلفة لكن طموحنا واحد، فنحن نحاول أن نتميّز ونبدع بالهوية الشخصية التي لنا".