تاريخ النشر2011 23 June ساعة 21:18
رقم : 54257
مركز "الفردوس للثقافة والإعلام"

الرؤية الإصلاحيّة للإمام علي (ع) هي نفسها اليوم التي تتداول في الدول الحديثة

تنا بيروت
"صورة جلية يرسمها أمير المؤمنين ويوضح فيها معالم الإصلاح المرتكز على ترويض النفس بالتقوى ولجمها عن الهوى وتحصينها من الجشع لمن يريد أن يتبوأ موقعاً أو يحتل منصباً أو يتسلم سدة في مسؤولية"
الرؤية الإصلاحيّة  للإمام علي (ع) هي نفسها اليوم  التي تتداول في الدول الحديثة
برعاية نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ عبد الامير قبلان اقام مركز الفردوس للثقافة والإعلام مهرجانه السنوي الحادي عشر للإمام علي بن ابي طالب عليهما السلام تحت شعار: "الإصلاح ... منهج حياة عند الإمام علي (ع) " .
بداية، القى عميد كليّة الدراسات الاسلامية في لبنان أ.د. فرح موسى ممثلا رئيس الجامعة أ.د. حسن الشلبي بحثا تحدث فيه عن رؤية الامام علي(ع) الانسانية والاصلاحية " مشيرا الى ميزة أمير المؤمنين (ع) أنه لم يقدم لأهل زمانه فحسب، وإنما لكل الإنسانية في كل زمان ومكان، ورؤيته عن الإنسان ، هي رؤية القرآن و هي رؤية الأنبياء وهي ليست مجرد رؤية، وإنما هي حقيقة عبرت عنها الرسالات السماوية على لسان الأنبياء والأوصياء، فهذه الرؤية ناصعة وحاكمة في زمان الإنسان ومكانه في الحاضر والمستقبل ،والإمام علي (ع) ليس باحثاً سياسياً ، أو فيلسوفاً ، أو عالماً ، أبدع في جانب، وأخفق في جانب آخر - كما هو شأن الكثيرين من العلماء والفلاسفة والباحثين - ؛ فالإمام هو أمير وولي المؤمنين والناطق بالحق، وهو حق دائماً وأبداً . هو لا ينطق عن الهوى ، بل هو ناطق بلسان الرسول والرسالة معاً ، وهو منتدب من قبل الله – تعالى - ومعيّن من النبي لحماية الإسلام، عقيدة، وشريعة، ونظام حكم، من أن تطاله يد التحريف.
واكد د. موسى ان الامام(ع) أوضح في عهده ان الاصلاح يقوم على قاعدة الإيمان بالله تعالى ، لأن التغيير في اي مجتمع إنساني لا بد أن يكون له مقدماته كيما يصل إلى الغاية المنشودة حيث قال تعالى: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فالإمام يخرج رؤيته الإصلاحية وفاقاً لرؤية إنسانية ، ورسالية جديدة ، خرجت إلى حيز الوجود مع الرسول والرسالة الإسلامية ، ولهذا نجد رؤية الإمام (ع) مؤسسة على قواعد جديدة أخرجها الإسلام وهي بدأت مع إخراج الأمة الإسلامية إلى النور.
واضاف...إن أحداً لا يمكن أن يتصور إصلاحاً إنسانياً واعياً وهادفاً فيما لو كانت الأمة تعيش القبلية والعرقية والعنصرية، التي تشكل عوامل فرقة وإختلاف في المجتمع، وغالباً ما تؤدي إلى النزاع والقتل والفناء ، لقد شاء الله تعالى أن يكون الإسلام والعقيدة الإسلامية هي قاعدة التحول الإجتماعي والإنساني، كما شاء تعالى ان يكون الاسلام أساس كل عمل إصلاحي ، وهذا ما تميز به الإسلام فيما أدى إليه من تحول إنساني على أساس العقيدة الإسلامية التي جمعت تحت رايتها العربي ، والفارسي، والحبشي ، والرومي ، وكيف كان، فإن الإصلاح يبقى له مرتكزاته ، وقواعده ، التي لا بد منها في عملية التحول نحو الأفضل ، وهذا ما ارشدنا إليه الإمام (ع)في رسالته حيث أكد على ضرورة أن يكون الإصلاح في النفس منطلق لكل إصلاح إنساني وإجتماعي ، لأن النفوس المريضة ، والقلوب المشتتة لا تتيح إصلاحاً ، وإنما هي سبيل الفساد ، ولعل أكثر ما كان يشكو منه الإمام علي (ع) هو هذا، أن الناس لم يكونوا على وعي بأنفسهم ولا برسالتهم، ولا برسولهم، فمن الطبيعي ان لا يكونوا على وعي بامامهم، وبالامكان هنا ان نشير الى قول الامام (ع) فيما أشار اليه عن الاصلاح والايمان، حيث قال: "بالاصلاح يستدل على الايمان، وبالايمان يستدل على الاصلاح" .إن أحدا ً لا يمكنه ان يفصل بين الرؤية الانسانية عند الامام (ع) ورؤيته الاصلاحية، لأنّ اساس هذه الرؤية هو الانسان، واذا مات الانسان في نفسه ورؤيته، واخلاقه، وأهدافه، فانه لا يرجى منه الاصلاح.
ويشير الامام الى الشروط والمواصفات التي ينبغي توفرها في الحاكم الاسلامي باعتبار ان استقامة الولاة تبقى شرطا ً في استقامة رعيتهم، فاذا كان الوالي فاسدا ً مفسدا ً، فعلى الأمة ان تصلحه فيما لو كانت أمة مؤمنة وملتزمة ومستقيمة، كما قال (ع) : " فليست تصلح الرعية الا بصلاح الولاة، ولا تصلح الولاة الا باستقامة الرعية، فاذا ادت الرعية الى الوالي حقه، وادى الوالي اليها حقها، عز الحق بينهم وقامت مناهج الدين واعتدلت معالم العدل، وجرت على اذلالها السنن، فصلح بذلك الزمان وطمع في بقاء الدولة، وبئست مطامع الاعداء " امّا فيما لو لم تكن الامة كذلك، فلا يلبث الحاكم ان يفسد في الارض، ويهلك الحرث والنسل، وهذا ما وقعت فيه الأمة الاسلامية في تاريخها، فهي انتجت الطغاة والجبابرة ولم تستمر خير أمة أخرجت للناس.وهكذا، فإنّ معنى ان يتحقق الاصلاح، معناه ان تكون له وسائل ومعطيات داخل الأمة
وخارجها لكي يستقيم حال المجتمع الانساني، وقد بيّن الامام هذا المعنى في كثير من كتبه ورسائله، اذ قال: " لقد فرشتكم المعروف من قولي وفعلي، وأريتكم كرائم الأخلاق من نفسي ".
وانطلاقا ً من ذلك، نرى ان سياسة الاصلاح في فكر الامام علي(ع) لم تكن الا ترجمة حقيقية لما جاء به الاسلام من احكام وتعاليم ومبادىء، تحتم على الحاكم الاسلامي ان يكون ملتزما ً بها، ومنطلقا ً منها في عملية الاصلاح.فالسياسة في فكر الامام(ع) ليست فنا ً من الفنون التي يبتكرها الحكام لتدبير شؤون الناس، وانما هي سياسة اصلاحية تهدف الى اغناء الامة وترشيدها، وقبل ذلك كله،هدايتها الى احكام ربها لتكون لها الحياة، كما قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ".

وختم د. موسى بالقول إن كلام الإمام (ع) يكشف تماماً عن ماهية الرؤية الإنسانية والإصلاحية التي إعتمدها طيلة حياته المباركة ، ولم تكن تخفى عليه الآعيب المكر والدهاء التي كان يلجأ إليها الحكام ، بل كان يدرك تماماً ، أن النصر لا يطلب بالجور ، والإصلاح لا يطلب بالفساد ، والحق لا يطلب بالباطل ، وهو قديم لا يبطله شيء، والخير لا يطلب بالشر ، ذلك أن الله تعالى لا يطاع من حيث يعصى.


وتحدث مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب الدكتور عبده أبو كسم عن الرؤية الإصلاحيّة والتغييريّة لحكومة الإمام علي بين النظريّة والتطبيق، قائلاً:" لقد  زادني هذا البحث تعمقاً في مفهومي لشيعية العصر التي استمدت مفاهيم الدولة من أُسس حكومة الإمام عليّ التي خالفت إلى حدّ بعيد سياسة حكومات من سبقوه فجاءت حكومته إصلاحيّة ذات أبعاد سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وقضائيّة وعسكريّة مبنيّة على إرادة حاكم صادقٍ شريف يعتمد على مبدأ الشورى، مطلقاً مفهوم الديمقراطيّة في حكومة لا تساوم على الباطل وتحفظ حقوق الناس.
واعتبر ان " الرؤية الإصلاحيّة والتغييريّة لحكومة الإمام علي تمحورت حول ركيزتين اساسيتين نظريّة وتطبيقية، مشيرا الى ان هذا البحث قد زاده تعمقاً في مفهومه لشيعية العصر التي استمدت مفاهيم الدولة من أُسس حكومة الإمام علي التي خالفت إلى حد بعيد سياسة حكومات من سبقوه فجاءت حكومته إصلاحيّة ذات أبعاد سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وقضائيّة وعسكريّة مبنيّة على إرادة حاكم صادقٍ شريف يعتمد على مبدأ الشورى، مطلقاً مفهوم الديمقراطيّة في حكومة لا تساوم على الباطل وتحفظ حقوق الناس".
وراى ابو كسم  أن الإمام علي تعامل مع الدولة كما يتمّ التعامل معها الآن في الدول الحديثة وهذا ما يتضح من كتاباته في عهد الأشتر، وظهر هذا الأمر من تحديد موقف الحاكم من وظيفته، فإنه حرص على دستورية التصرفات التي يقوم بها الحاكم متجنباً من وقوع الحاكم في اتخاذ قرارات غير دستورية وغير شرعيّة، وهذا يعني إنه يطلب من الحاكم إن يتبع في تصرفه وسلوكه الفرائض والسنن التي أوجبها الله مرتكزاً على مقولة إن النظام هو كفيل النجاح، وعلى الإمام العمل بكتاب الله وسُنة نبيه وإحياء سيرة النبي الأكرم هو المنهج الذي يسير على ضوئه ويلتزم به.إن مرجعية القرارات التي يتخذها الحاكم هي شرعية هذه الفرائض والسنن، لذلك جعل الرأي العام رقيباً على تطبيق العدل الذي هو اساس الملك، حيث تتفرع عنه ومنه بقيّة المعادلات السياسيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة. 




والقى كلمة راعي المهرجان الشيخ قبلان المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان فقال:في واحدة من "دروس التاريخ"، كجزء من "فلسفة العبر" ضبط أمير المؤمنين(ع) واحدة من حركة "الذات الإنسانية" على محور الموازين الحاسمة في تحديد "وجهتها"، قائلاً:"يا ابن آدم، إن الدنيا منقطعة عنك، والآخرة قريبة منك، وإنّكم إلى الآخرة صائرون، وعلى الله معروضون".وبذلك تجلّت وجهة "الذات الفردية والمجموعة"، كضرورة حتميّة في "عالم العبور"، ومعها يصبح الحديث، عن "فقه الذات" وهياكل السياسة، ومشروعات "العدالة الإجتماعية"، وبرامج "الاجتماع المدني" محور السؤال الأخروي ضبطاً على عالم الجزاء.ما يعني أن قيمة ووزن عالم القيامة موقوف على حاصل ذواتنا من "عالم دنيانا" وهذا ما حاول الإمام علي(ع) أن يتلوه علينا بأفضل صور الإثبات، ففي واحدة من طي الليالي، دخل "ميثم التمار" على الإمام علي(ع)، فرآه مصفرّ اللون، متعباً، وهو على عهدته من عبادته؟! فصاح: الله الله يا أمير المؤمنين بنفسك؟! وأصرّ أن ينام ولو لساعة؟ قال ميثم: ما هي إلا ساعة وإذا بي أسمع وطأ
قدميه واتكاءه على الحائط ليتابع ورده، فقلت: الله الله يا أمير المؤمنين؟! ارحم نفسك؟ فقال(ع):"يا ميثم إن نمت في الليل ضيّعت نفسي، وإن نمت في النهار ضيّعت رعيّتي".وبذلك رصد لنا "ميزان الحجة" في الدارين، ووزن البضاعة في "العالمين"، وهو ضيعة النفس وضيعة الرعية، وهو رأس المطلب في الاجتماع السياسي، ومقولة "الحكم والحكومة".
من هذا القول ننطلق إلى صاحب الفطرة النقية والنفس المرضية إلى الأفقه والأفصح والأبلغ والأقضى والأقرب إلى الصواب بل إلى الصواب بعينه، إلى الحق ومعدنه، إلى المجاهد الزاهد، إلى الفهيم المفهم، إلى العالم والمعلم إلى العلم ومناهله، نعم إنه علي بن أبي طالب، ابن عم رسول الله(ص) وزوج ابنته وأحب العترة إليه، إنه القدوة لمن أراد الاقتداء، والأسوة لمن أراد التأسي والعلم لمن أراد التعلم، والمصلح لمن أراد أن يَصلح ويُصلح.
وتابع :"صورة جلية يرسمها أمير المؤمنين ويوضح فيها معالم الإصلاح المرتكز على ترويض النفس بالتقوى ولجمها عن الهوى وتحصينها من الجشع لمن يريد أن يتبوأ موقعاً أو يحتل منصباً أو يتسلم سدة في مسؤولية. فالإصلاح لا معنى له والتغيير لا جدوى منه إذا لم يبدأ بصاحبه، إذ كيف أفتي بفتوى ولا أعمل بها! كيف أكون رئيساً أدعو إلى تطبيق القانون وأنا أخرقه! كيف أكون داعية أدعو إلى المعروف وأعمل بالمنكر! كيف أكون وزيراً مؤتمناً على أموال الناس وأقوات الناس وألتهمها! كيف أكون نائباً في البرلمان وأسعى لتأمين مصالحي على حساب مصالح من إئتمنني! الإصلاح أيها الإخوة هو أن نبدأ بأنفسنا، هو أن نصلح ما فسد فيها، هو أن نروضها بالتقوى، هو أن ندعو إلى أمر فنكون أسوة في .
وقال:" إننا نسمع ونقرأ الكثير عن الإصلاح، ونشهد الكثير من حركات التغيير، ولكن لسوء الحظ نجد أنفسنا من سيء إلى أسوأ، ومن فساد إلى أفسد، ومن ظالم إلى أظلم، ومن مستبد إلى اكثر استبداداً، ومن محكتر إلى أكثر احتكاراً، ومن منافق إلى أكثر نفاقاً، لماذا؟ لأن النفوس ضعيفة وواهنة وجبلت على الشر.يقول أمير المؤمنين (ع):" فَاللَّهَ اللَّهَ فِي عَاجِلِ البَغْيِ وآجِلِ وَخَامَةِ الظُّلْمِ وسُوءِ عَاقِبَةِ الكِبْرِ فَإِنَّهَا مَصْيَدَةُ إِبْلِيسَ العُظْمَى ومَكِيدَتُهُ الكُبْرَى"، نعم الظلم ، التعسف، الاستبداد، التعدي على حقوق الناس، أكل أموالهم، التسلط على عقولهم، سلبهم إرادتهم، كل ذلك سيوصلنا إلى الهلاك أيها الإخوة، سيؤدي بنا إلى التخلف، وإلى الجهل، وإلى السقوط، ها نحن في قعر الهاوية، ها نحن في قلب عاصفة هوجاء تتقاذفنا تيارات التغيير المجهول والإصلاح الذي لن يكون له مكان طالما حيتان السلطة وحيتان المال وتجار الدين هم المسيطرون وهم القيمون وهم المتحكمون بالعباد والبلاد.
نعم من أصلح بينه وبين الله أصلح الله بينه وبين الناس، الإصلاح ليس كلاماً أيها الإخوة إنما هو فعل دؤوب وممارسة شفافة، الإصلاح ليس شعاراً إنما هو مضمون وترجمة حقيقية على أرض الواقع، من البحرين إلى ليبيا إلى اليمن إلى تونس إلى مصر، حركات ومسيرات ومطالبات شعبية، ثورات ضد الظلم، وضد الطغيان، وضد التسلط، وضد الاستبداد، دعوات للتغيير والإصلاح، نحن ندعمها، ونؤيدها ونباركها، وندعو لها بالتوفيق للخروج من هذا الواقع ولكسر هذا السور الكبير من التخلف والجهل وكمّ الأفواه والانطلاق نحو العصرنة والتحديث، نحو العلم والبحث، نحو الابتكار والإبداع، نحو التحول من مجتمعات تتلقى إلى مجتمعات تصنّع وتخترع وتبدع، مجتمعات لا تعيش على منطق الاستيراد المادي والفكري والسياسي. أنماط العيش عندنا مستوردة، دساتيرنا وقوانيننا مستوردة، أسلحتنا ومأكولاتنا مستوردة، أدويتنا مستوردة، فويل لأمة تأكل مما لا تزرع ، وتلبس مما لا تصنع.
من هنا ومن خلال هذا اللقاء، وفي رحاب أمير المؤمنين(ع) نتوجه إلى هذه الحكومة لنقول:"إن اللبنانيين جميعاً في الانتظار وهم في موقع المراقبة والمحاسبة، وهم وحدهم من يعطي الثقة أو من يحجبها، فإلى العمل أيتها الحكومة، إلى التخفيف من آلام وأوجاع الناس، إلى بناء دولة المؤسسات لا دولة الأشخاص، دولة الكفاءات لا دولة المغانم وتوزيع الحصص، نعم إلى اتخاذ القرارات التي تحصّن وحدة اللبنانيين وتكرّس وفاقهم وتحفظ بلدهم من كل كيد وتحد، على أمل أن يشكّل عهد هذه الحكومة الجديدة دوراً فاعلاً يمكّن "ثلاثية" الشعب والجيش والمقاومة من إرساء مفهوم متماسك حول "قضايا البلد والمنطقة" يمنع تسلّل شياطين الفتنة إلى الداخل اللبناني، ويضع حداً لكل الصراعات والنزاعات العبثية.


https://taghribnews.com/vdcefw8n.jh8enibdbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز