كتب محمود زيات في صحيفة "الديار": آخر سيناريوهات التدريبات العسكرية الاسرائيلية المتواصلة منذ هزيمة العدوان على لبنان في تموز العام 2006، والتي ابتكرها جنرالات الحرب في الكيان الاسرائيلي، يحاكي التصدي لتساقط صواريخ على مبنى "الكنيست" (البرلمان الصهيوني) في قلب القدس المحتلة.
شارک :
ما هو مؤكد، ان شيوع الخبر المتعلق بمناورات تحاكي التصدي لتساقط صواريخ "حزب الله" على العمق الاسرائيلي، احدث صدمة لدى الجمهور الاسرائيلي الذي ارعبه المشهد "الافتراضي" الذي وُضع على طاولة غرف العمليات الغارقة بـ"بنك" اهداف فارغ من اي هدف من شأنه ان يُلحق الهزيمة بـ"حزب الله"، في وقت بات الاسرائيليون على قناعة تامة، انه يملك تلك الصواريخ القادرة على الوصول الى اهداف حيوية واستراتيجية اسرائيلية.
وفي محاولة للتقليل من اهمية هذا النوع من الحدث العسكري، اعتبرت صحيفة "معاريف" ان المناورة هي مجرد تدريب للجبهة الداخلية للتعامل مع تهديد لرموز السلطة ... تهديد وصل الى "العاصمة الاسرائيلية"! وفق ما قالت في مقالتها، "فلدى العدو اليوم حماس من الجنوب و"حزب الله" من الشمال، القدرة على اطلاق صواريخ نحو القدس... التي هي على موعد مع نقل السفارة الاميركية اليها، وان حماس وحزب الله يملكان صواريخ دقيقة تشكل بالتأكيد تحديًا للجيش الإسرائيلي، وبحسب الصحيفة، فقد ناورت ما يسمى بـ"الجبهة الداخلية" على سيناريو تُهاجم بموجبه مدينة القدس المحتلة التي تضم "الكنيست" والمدينة الحكومية والمحكمة العليا".
وما يثير مخاوف الاسرائيليين من الفرضية الاخطر الموضوعة امامهم في اي حرب مقبلة مع "حزب الله"، وجود مجمع كبير من اكثر المؤسسات اهمية، ومنها المنشآت الاستراتيجية والحيوية ومراكز وجود السلطة في القدس المحتلة ووفق ما يقول جنرال اسرائيلي في الجبهة الداخلية، فان هذه المخاطر لا يمكن تجاهلها، والاستعداد لكل سيناريو مهم، لذلك قمنا بمناورة تحاكي سقوط صواريخ على احد مباني "الكنيست"، فـ"حزب الله" " و"حماس" سيبذلان جهودا من اجل ضرب رموز السلطة لخلق تأثير على مستوى الوعي، وفي حال حصل فعلا امر كهذا، فإنّ "حزب الله" و"حماس" سيتباهيان بنجاح عظيم، والجيش الاسرائيلي سيبذل ما بوسعه لمنع نجاح كهذا.
مواجهة "حزب الله" داخل المستوطنات
وقد سبقت الرؤية الاسرائيلية بالمخاطر على العمق الاسرائيلي مخاوف من نوع آخر، رآه الاسرائيليون جديدا في الحسابات العسكرية لقادة اركانهم الذين ادرجوا المستوطنات في لائحة "بنك اهداف" حزب الله في حرب لبنان الثالثة، وفق التسمية الاسرائيلية، فبادرت الى تأهيل ما وصفته بـ "قوات خاصة" للتوغل البري لمواجهة فصائل عسكرية كاملة لـ"حزب الله"، من المحتمل ان تتسلل الى الداخل الاسرائيلي، وتحسين الجهوزية لاحباط عمل الانفاق القتالية لـ"حزب الله" بصورة ناجحة، علما ان التقديرات الاسرائيلية تشير الى ان حزب الله لم يقم بحفر انفاق خارج الحدود، كما فعلت "حماس"، لكنه بالتأكيد طوَّر البنية التحتية للانفاق القتالية في المناطق المفتوحة.
