>> تداعيات حرب كيان العدو على قطاع غزة تخترق أسوار الجامعات الأمريكية | وكالة أنباء التقريب (TNA)
تاريخ النشر2024 28 April ساعة 10:39
رقم : 633421
* منتصر الجلي

تداعيات حرب كيان العدو على قطاع غزة تخترق أسوار الجامعات الأمريكية

تنـا
تتعرى واشنطُن أمام مرآة العالم والمجتمع الغربي خاصة، مع دخول العدوان الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني وقطاع غزة شهره السابع، من جرائم الإبادة التي لم يسبق لها أن حصلت في التاريخ المعاصر.
تداعيات حرب كيان العدو على قطاع غزة  تخترق أسوار الجامعات الأمريكية
فضاعة إسرائيلية، فضحت الدور الأمريكي ووحشيته وبشاعته، لتتصاعد الأصوات المناهضة للسياسة الأمريكية من بلدان أوروبا ومن داخل الشارع الأمريكي نفسه،  وعدد من الأصوات المنتمية للسلطات في تلك البلدان؛ رفضا للوحشية الإسرائيلية بمساندة أمريكية في قتل وإبادة أبناء قطاع غزة، وفي مشهد تقدره الإحصائيات ما يعادل 6% من سكان القطاع، نسبة لم تحصل على مدى عقود من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، أمام هذا المشهد ومتغيرات المعركة.

 تكابر واشنطن مجاهرة بالمعصية التلموذية وحماية للبقرة السامية ما يُسمى "إسرائيل" بشتى الوسائل على مستوى العالم؛ دفاع وصل إلى الاستماتة الفعلية والوقوف في وجه العالم كله، وكل الأصوات الحرة التي تُنادي بوقف حرب الإبادة على غزة، ناهيك عن مليارات الدولارات التي قدمتها مُنذ بدء الحرب .

كانت آخرها خلال هذا الاسبوع، الذي لاقى تصويتا لدى الكونغرس الأمريكي بأغلبية ساحقة، في شهادة جلية للدعم اللأ محدود لكيان العدو واستمرار جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

إصرار يشتد كلما تجلت نتائج خسارة العدو أمام صمود وصبر وتضحيات أهل غزة، فضيحة تصنعها السياسة الأمريكية تعري الأنظمة الأوربية والغربية، تطمس ألوان الكاريزما اللإنسانية، وتضع بصمة الدماء على أرشيف القوانين المعتبرة لديهم، بما فيها القرارات الدولية ومجلس الأمن والعدل الدولية، وغيرها من المرتكزات التي هي ذات أُسس يُستند إليها ولا ينبغي الخروج عنها أو تجاوزها، فجميع ذلك أصبح برتكولات تحت قدم الأمريكي والإسرائيلي، بما فيها من مضامين تحكم السياسات الدولية وحركتها. 

لكن من جهة اخرى، يظهر الشارع الأمريكي على النقيض من التبعية الأمريكية لكيان الاحتلال وجرائمه، من خلال عدد من الأصوات والتكتلات والجمعيات والمنظمات ذات الاعتبارات الخاصة ، إذ ترى في ذلك عار لن يغادر صفحة التاريخ الأمريكي المظلم، وما تشهده عشرات الجامعات الأمريكية هذه الأيام بعد مرور ( 203 ايام) من شن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، من خلال اعتصامات واحتجاجات طلبة تلك الجامعات الذين خرجوا ينادون بوقف العدوان عن غزة والتنديد بتلك الجرائم ومحاسبة العدو الإسرائيلي عنها.

تلك الاعتصامات التي خرجت عن أسوار الجامعات حتى طرقت أبواب الخارجية الأمريكية، والتي رأت في ذلك تصرفا يُعادي السامية حد تصريحها، من جانب أقضَّت الشارع الإسرائيلي على حكومة الاحتلال وتتداعى منها صارخة غاضبة.

هذه المظاهرات والمخيمات في الجامعات الأمريكية والتحرك لإخمادها من قبل الأمن الأمريكي والقمع والسجن لكثير من أولئك الشباب خوفا من توسعها لتشمل الشارع الأمريكي برمته، وتخرج عن أسوار القرار كما خرجت عن أسوار الجامعات، حيث أن عددا من الشبان المنتمين الى تلك الجامعات هم من أبناء السلطة والمقربين للإدارة الأمريكية، وهذا من شأنه خلق واقع من التوتر الداخلي للبيت الأمريكي الإسرائيلي، في إطار إدارته ونشوء حالة جدل من التناقضات بينهما. 

هذا الحركة الطلابية مع فجر كل يوم تتسع رقعتها وتصبح المآلات الأمريكية ووعودها لكيان الاحتلال تبدوا عليها آثار الخيبة الوشيكة، مع كل ما تلاقيه تلك التظاهرات من قمع لحرية الكلمة والتعبير، واستخدام القوة لمواجهة تلك الأصوات الحرة، والمنددة، مما يثبت  للشعب الأمريكي والأوربي حقيقة مفاهيم تلك القوانين من حرية وحقوق وقانون، وتتضح سياسة اللعب التي تتخذها حكومات تلك الدول خارج إرادة شعوبها، مما يعزز لدى المواطنين هناك اليقين بكذب تلك المضامين الحقوقية والحرية المزعومة، وهذا كله يتجلى كعنصر نجاح من عناصر عملية طوفان الأقصى المباركة، وصبر وثبات الشعب الفلسطيني المظلوم، لتصبح شمس الحقيقة من الأقصى ساطعة على ظلام الأمم وتدجين الشعوب وهذا ما سنلحظه من تسارع تلك الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين من الجامعات الأوربية الأخرى وإن غدا لناظره لقريب.

انتهى 
_______________________________
كاتب صحفي من اليمن
https://taghribnews.com/vdcirpaqzt1ap52.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز