تاريخ النشر2015 23 December ساعة 13:35
رقم : 215785

عندما تستعمل أمريكا سلاح النفط !

تنا
صدمت لتغريدات البعض يبارك أصحابها مقتل سمير القنطار، ويشدون على يد إسرائيل شاكرين لها صنيعها، لكني فهمت أكثر من ذي قبل ما نحن فيه. فنحن أول الشعوب في رياضة الخيانة. لكن لن تقف فرحتكم واستبشارم بمقتل السيد، في طريقه إلى جنة عمل من أجلها وناضل ودفع حياته وشبابه من أجلها، وخط تاريخه بالعرق والدم، بينما يركع سادتكم بين أيدي أمريكا، ويتقربون في جبن من بني صهيون.
حدة حزام
حدة حزام
 حدة حزام - الفجر الجزائرية
الشريف يموت شريفا، والنذل يعيش ويموت حقيرا! ومعذرة للقارئ على النزول إلى مستوى الخونة.

أعود لما يؤلمني أكثر، وهي المؤامرة التي تنفذها أمريكا بمكر ضد شعوبنا، شعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وضد بلادنا تحديدا.

فبعد أزيد من 40 عاما، صوت منذ يومين الكونغرس الأمريكي على رفع الحظر عن تصدير النفط، الذي كانت أمريكا قد منعت تصديره سنة 1975 بعد صدمة النفط لسنة 1973، عند استعمال العرب لأول وآخر مرة سلاح النفط في حرب أكتوبر ضد إسرائيل!

لا تهمني التفسيرات الاقتصادية أو التقنية التي بررت بها أمريكا هذا القرار، لكن الهدف واضح، وأمريكا تستعمل هي الأخرى سلاح النفط ضد ”خصومها” وإن كانت في الحقيقة هي عدو وخصم الجميع.

فبدخول أمريكا سوق التصدير من جهة، ورفع الحظر عن إيران التي ستباشر تصدير النفط والغاز ابتداء من السنة الداخلة، بناء على الاتفاق الموقع مع الدول الغربية خلال السنة الحالية، فإن أسعار النفط التي ما زالت في انحدار برفض السعودية تخفيض الإنتاج حفاظا على مستوى معين من الأسعار، وقال وزيرها للنفط إنه لن يخفض الإنتاج حتى لو بلغ سعر البرميل الـ20 دولارا.

قلت أسعار النفط ستتهاوى أكثر وقد تنزل كثيرا تحت عتبة الـ20 دولارا، والمستهدف من هذا هو إيران وروسيا، وطبعا الجزائر التي ما زالت أمريكا وحليفاتها تخطط لها لانتفاضة شعبية مثل تلك التي ضربت سوريا وليبيا. ولأن أمريكا لم تلو ذراع إيران وأجبرتها هذه الأخيرة على المفاوضات وحل النزاع بالطرق السلمية، ولأنها لم تقدر على بوتين عسكريا ولا سياسيا، ها هي تلجأ للعقوبات الاقتصادية، لأنها تعرف أن لروسيا مخططات تسليح واستثمارات كبيرة لمواجهة المشروع الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، وهذه المشاريع تعتمد في أساسها على مداخيل الغاز الذي تدور بسببه كل حروب المنطقة وتحديدا الصراع السوري، لمنع وصول الغاز الروسي إلى أوروبا، وتعويضه بالغاز القطري - ولهذا فإن قطر هي شريك أساسي في الفوضى السورية والمنطقة العربية - فإن أمريكا التي ضمنت استقلالية في المحروقات باستغلالها أيضا للغاز الصخري، فإنها ستعمل على ضرب الأسعار إلى مستوى غير مسبوق، وربما لن يكون متبوعا أيضا.

ما يخيفني في كل هذا هو ما ينتظر بلادنا التي تعتمد أساسا على مداخيل المحروقات، ونحن لم نستفد في العشرية الأخيرة من البحبوحة المالية التي تحققت بارتفاع أسعار النفط جراء الحرب على العراق، ولم نخلق تنوعا اقتصاديا، يحررنا من التبعية للنفط، ومن أن نبقى لعبة في يد البورصات العالمية.

الخطة قلت مدروسة بدقة، ولأن الشارع الجزائري لم ينجر وراء عواء فضائيات الفتنة، تجنبا للفوضى والعنف الذي أدمى البلاد لمدة قرابة العشريتين، تسعى قوى الشر اليوم إلى تجويع الجزائريين لدفعهم إلى الشارع، وإلحاقنا بالفوضى "الخلاقة" وبالدمار العربي. وهم يراهنون اليوم على سلاح النفط. وليس اعتباطا أن تقول السفيرة الأمريكية بالجزائر، جون بولاشيك، في حوارها الأخير لصحيفة "أمباكت 24" الإلكترونية، إنهم ينتظرون (أمريكا) إطلاق الإصلاحات الدستورية، وتغييرا سياسيا سنة 2016.

الكرة في مرمى السلطة، التي عليها أن تكف عن التهريج، والتصريحات الصبيانية التي يطلقها رجالها وحتى نساؤها، والتي نزلت بالنقاش إلى الحضيض، لأن ما يتربص بالبلاد أكبر من عنتريات سعداني، أو بهلوانيات لويزة، أكبر من كل الألاعيب السياسية والصراع على السلطة، و”الراجل” فيكم من سيجنب البلاد السقوط في الفوضى...
 
https://taghribnews.com/vdch6mnim23nzqd.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز