تاريخ النشر2016 30 December ساعة 09:55
رقم : 255368

موقع أمريكي: أوباما ارتكب خطأ استراتيجياً بالسير مع حلفائه الخليجيين لإسقاط الرئيس الأسد

تنا-بيروت
كتب "Gareth Porter" مقالة نشرت على موقع "Middle East Eye" أشار فيها الى الانتقادات التي توجه منذ فترة الى اوباما في الداخل الاميركي بسبب عدم التدخل بقوة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، الا ان الكاتب لفت الى ان الخطأ الاستراتيجي الحقيقي الذي ارتكبه أوباما لم يكن بعدم خوض حرب جديدة في سوريا وانما بقراره السير مع من أسماهم "حلفاء أميركا من السنة" لتسليح المجموعات المسلحة بغية الاطاحة بالنظام.
موقع أمريكي: أوباما ارتكب خطأ استراتيجياً بالسير مع حلفائه الخليجيين لإسقاط الرئيس الأسد
ونقل الكاتب عن مسؤول أميركي سابق في ادارة أوباما مطلع على النقاشات التي دارت حول سوريا باأ اوباما وعندما قام بالخطوة الاولى تجاه دعم المجموعات المسلحة في سوريا لم يأخذ في الاعتبار ان ايران او روسيا قد تتدخلان بشكل مباشر لمصلحة النظام السوري، وذلك لان مستشاري اوباما لم ياخذوا هذا الاحتمال بالحسبان.

كما نقل الكاتب عن هذا المصدر بأن مسؤولي الامن القومي الاميركي بدأوا في شهر آب/اغسطس عام 2011 بحثّ أوباما على دعوة الرئيس الاسد الى التنحي، الا أن المصدر اضاف بحسب الكاتب بان اوباما ورغم ادلائه بتصريح عن "ضرورة رحيل الاسد"، أكّد خلف الابواب المغلقة بأنه لا ينوي القيام بأي شيء لتحقيق هذا الهدف (رحيل الرئيس السوري).

ويروي هذا المصدر وفقاً للكاتب ان اوباما "اعتبر الموضوع (طلب رحيل الرئيس الاسد) مجرد اقتراح" وليس سياسة يجب ان تتبع.

الا ان الكاتب عاد ونبه الى ان ادارة اوباما أصبحت امام تحد اكبر بعد فترة وجيزة،تمثل بكيفية الرد على الضغوط التركية و السعودية والقطرية المطالبة بالتزام اميركي للمساعدة على الاطاحة بالرئيس الاسد.
ويستذكر المصدر المذكور بحسب الكاتب ان في شهر ايلول/سبتمبر عام 2011 اراد السعوديون والاتراك ليس فقط تقديم اسلحة اميركية الى المجموعات المسلحة بل ارادوا من واشنطن ان تقدم اسلحة مضادة للطيران و الدبابات.

كذلك اضاف بان تركيا اعربت عن استعدادها حتى لارسال قوات الى سوريا من اجل الاطاحة بالرئيس الاسد، لكن شرط ان توافق الولايات المتحدة وحلف الناتو على انشاء منطقة حظر طيران لحماية القوات التركية.
الكاتب تابع "إن اوباما رفض تقديم الاسلحة الاميركية الى المجموعات المسلحة وعارض كذلك ان تقوم ما اسماه "خصوم الاسد السنة" بتقديم مثل هذه الاسلحة، حيث نقل عن المسؤول الاميركي السابق بان اوباما "لم يكن مستعداً لتقديم اي شيء سوى الاسلحة الخفيفة".

واضاف الكاتب "ان مدير "ال-CIA" آنذاك “David Petraeus” -وعلى ما يبدو- من اجل استرضاء من وصفهم "بحلفاء اميركا السنة" ، وضع حينها خطة وافق عليها اوباما للمساعدة على نقل الاسلحة الخفيفة من مخازن الحكومة الليبية في بنغازي الى تركيا.

وعليه، اشار الكاتب الى ان اوباما ومن خلال اتخاذ هذه القرارات الزم نفسه بالاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد عبر القوة، وان كانت تراوده الكثير من الشكوك حيال ذلك.

كما قال "انه وبعد هزيمة المسلحين في مدينة القصير في شهر ايار/مايو عام 2013 والتي شكلت الهزيمة الاكبر للمسلحين حينها منذ بدء الحرب، قام فريق اوباما بتعزيز رهانه على رحيل الرئيس الاسد بدلاً من التشكيك بالقرار الاميركي بالتعاون مع حلفاء اميركا مثل تركيا و قطر و السعودية، ونبه ايضاً الى أن وزير الخارجية جون كيري مارس ضغوطا قوية على أوباما في ذلك الوقت من اجل استخدام القوة العسكرية ضد نظام الرئيس الاسد.

وروى الكاتب "ان ذلك ادى الى الالتزام العلني من قبل ادارة اوباما في صيف عام 2013 لتقديم الدعم العسكري الى المجموعات المسلحة لاول مرة"، كما اشار الى ان ادارة اوباما وافقت حتى على أن تقوم من وصفهم بـ"الدول السنية" بتقديم الاسلحة المضادة للدبابات الى المجموعات المسلحة "التي اصبحت تهيمن عليها جبهة "النصرة"".

غير أن الكاتب اعتبر ان هناك "تفسيراً أعمق" لاستعداد اوباما ومستشاريه المضي باتباع سياسة أخرى تهدف الى "تغيير الانظمة"، حتى وان كانت الشكوك تراود اوباما، وهنا قال الكاتب "ان الادارة الاميركية لم تكن مستعدة للدخول في خلافات مع "الحلفاء السنة"، وذلك نقلاً عن المسؤول السابق الذي اشار الى ان سبب ذلك هو المصالح العسكرية الاميركية في الدول الثلاث المحددة وهي السعودية و قطر وتركيا.

ولفت الكاتب الى أن السعوديين يسيطرون فعلياً على القاعدة البحرية في البحرين، بينما تسيطر تركيا على القاعدة الجوية في انجرليك، اما قطر فتسيطر على القواعد البرية والجوية "التي اصبحت تلعب دورا مركزيا في العمليات العسكرية الاميركية في المنطقة".

وبالتالي، اشار الكاتب الى ان قرار اوباما السير مع حلفاء اميركا بأجندة تغيير النظام في سوريا كان الخيار الوحيد المقبول لما وصفها "مؤسسات الامن القومي القوية التي تشكل ما اصبح حالة الحرب الاميركية الدائمة".

وتابع "إن الهم الاول لهذه المؤسسات كان ضمان سلامة "العلاقات والترتيبات العسكرية والاستخبارتية".
وفي الختام، لفت الكاتب الى أن اوباما لم يكن مستعداً "لتخطي تخوف" هذه المؤسسات رغم شكوكه المعروفة حيال تسليح المجموعات المسلحة في سوريا على ضوء نتائج الدعم الاميركي للعناصر التي كانت تقاتل الاتحاد السوفييتي في افغانستان خلال حقبة الثمانينات.
 
https://taghribnews.com/vdciqwarvt1awp2.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز