تاريخ النشر2016 31 December ساعة 11:20
رقم : 255508

آية الله الاراكي : نعمة القيادة الربانية من اسمى النعم الالهية

تنا - خاص
الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : تعد نعمة القيادة الربانية اسمى نعم الله تعالى على الانسان، حيث تتجلى في ضوئها عذوبة النعم الاخرى .
آية الله الاراكي : نعمة القيادة الربانية من اسمى النعم الالهية
أكد آية الله الشيخ محسن الاراكي ، أن من اسمى نعم الله تعالى على الانسان التي تصبح في ضوءها كافة النعم الاخرى عذبة ، نعمة القيادة الالهية ، موضحاً : لو تحققت الاطاعة لهذه القيادة الربانية ، سوف تنزل السماء بركاتها و تزدهر الارض و ينعم الناس بخيراتها .

جاء ذلك في كلمة لسماحته في تجمع حاشد أقيم في مسجد الزهراء (ع) بمدينة اراك ، بمناسبة الذكرى السنوية للاحداث التي شهدتها البلاد عام 2009، مضيفاً : أن سبل حل المشكلات التي يعاني منها المجتمع اليوم ، تكمن في اطاعة الذي يبلغ اوامر الله تعالى ، و مثل هذا ليس سوى القائد الرباني ، و لذلك  ينبغي للجميع اتباع هذا القائد و الانصياع لتوجيهاته .  

و استطرد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : أن الدول التي تركت تقرير مصيرها بأيدي اميركا و الاستكبار العالمي  لم تحقق شيئاً  يذكر ، ذلك ان الابتعاد عن الاوامر الالهية و تجاهل نهج الانبياء، و الانصياع  لارادة فراعنة العصر ، قد جرّ المجتمعات الى التيه و الانحطاط على مرّ التاريخ .

و تابع سماحته : من جملة الفتن التي تفضي بالمجتمعات الانسانية الى التدني و الابتذال ، الابتعاد عن أوامر الانبياء و الانصياع للتوجهات غير الالهية .

و أشار آية الله الاراكي  الى مسارات الفتنة وفقاً للرؤية القرآنية موضحاً : اول مسارات الفتنة يكمن في الابتعاد عن توجيهات القادة الربانيين ، و عندها  تتشكل الفتن الأخرى و تجرّ المجتمع الى الفساد .

و أضاف سماحته : منذ اليوم الاول الذي يباشر فيه المجتمع الابتعاد عن توجيهات القيادة الربانية و تجاهلها، يبدأ يعاني و يواجه المشكلات . ذلك أن المجتمع الذي يتمرد على الاوامر الالهية و يلقي بنفسه في غياهب الفتن ، ينبغي له ان يتوقع مواجهة المشاكل و المعاناة ، التي تعد سنة تاريخية عاني منها كل الذين انحرفوا عن الطريق القويم .

و مضى يقول : ينبغي لمثل هكذا مجتمع أن يعود الى رشده و يتراجع عن مسار ظلم النفس و عصيان الاوامر الالهية ، و يجب أن تكون هذه العودة رافضة للفتنة ، و أن يتبع الاوامر الالهية  بنحو تكون القيادة الربانية راضية عنه . ذلك ان المجتمع الذي يزعم انه يتبع القيادة الالهية و يطيعها  و لكن الامام و القائد غير راض عنه ، فأن مثل هذه الاطاعة غير مجدية ، بل ينبغي أن تكون الطاعة شاملة و كاملة .  
 
و أوضح آية الله الاراكي : التقاعس في تنفيذ أوامر القيادة الربانية  لا يعد عصياناً شرعياً فحسب ، و إنما يسيء الى المجتمع و يلحق خسائر و اضراراً به ، و القرآن الكريم يشير الى ذلك في موضع عديدة .

و لفت سماحته الى أن الكثير من المشكلات التي يعاني منها المجتمع اليوم إنما هي نتيجة لعدم نجاحنا بتطبيق الاحكام الاسلامية في اجهزة الدولة بشكل كامل ، مضيفاً : أن حكم الدين يقضي بأن الشخص الذي يرشح نفسه لانتخابات مجلس الشورى الاسلامي و يريد أن يساهم في سنّ القوانين للمجتمع ، ينبغي أن يكون عادلاً و يتحلى بالتقوى ، ذلك أنه أن ادنى ضعف في التقوى و تحمل المسؤولية سوف يلحق اضراراً بالمجتمع لا يمكن تلافيهاً .

و اضاف الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : كل منصب و كل مقام في المجتمع الاسلامي ، انما هو على صلة بنحو ما بمصير الناس و حياتهم ، و لهذا فأن كل من يتسلم هذا المنصب يجب أن يكون عادلاً  بكل ما في الكلمة من معنى . يجب ان يخاف الله و يتسم بالتقوى ، و أن لا يحاول اساءة استغلال منصبه اذا ما سنحت له الفرصة .

و أكد سماحته : لابد من ارساء و ترسيخ ثقافة الخشية من الله في المجتمع الاسلامي ، و جعلها ثقافة عامة في مجتمعاتنا . و لا يخفى  أن اسس اصلاح الثقافة العامة للمجتمع تكمن في اشاعة التقوى الاجتماعية ، و فلابد من اشاعة التقوى و تكريسها داخل النظام الاداري في البلاد ، فإذا ما تحقق ذلك فسوف يتم تذليل الكثير  من المشاكل و العقبات .

و في جانب آخر من كلمته اشار آية الله الاراكي الى اهمية التحلي بالبصيرة ، لافتاً الى أن الامر الاول في هذا الصدد يتمثل في أن تحظى توجيهات و تطلعات القيادة بالاولية في اهتماماتنا و تحركاتنا .

و أضاف سماحته : الأمر الآخر هو ضرورة التحلي بالحزم و الجدية  في تطبيق الموازين الدينية و الشرعية داخل النظام الاداري للبلاد ، و ينبغي أن يكون ذلك موضع اهتمام كافة المسؤولين و على مختلف المستويات و عدم   السماح بتخطي المعايير الدينية و الشرعية .

و تابع آية الله الاراكي : الأمر الثالث هو يجب عدم الوثوق بالعدو و الاتكال عليه ، لأن احسان الظن بالعدو يعد ذروة الجهل و انعدام البصيرة . و أي عدو ، عدو اختبرناه طوال ثمانية و ثلاثين عاماُ .

و استطرد بالقول : الامر الآخر هو ان الالتزام بالعهود و المواثيق امام عدو لا يعير اهمية لها و يعبأ  بها ، فهذا مصداق صارخ  لانعدام البصيرة . و بناء على حكم الشرع و آيات الذكر الحكيم ، أن حفظ و مراعاة العهد امام انتهاك العدو لعهوده و التزاماته يعتبر تجسيد حي لانعدام البصيرة و يتعارض مع احكام الاسلام و القرآن . لأن العدو في هذه الحالة سوف يتلاعب بمصائرنا .  

و تابع سماحته : الامر الخامس الذي يتعلق بالبصيرة هو ، ينبغي أن نصون عهدنا مع الله و رسول الله و نحافظ عليه ، و أن لا نتهاون بشأنه ، لأننا عندما قمنا بالثورة كان عهدنا مع الله و رسوله . و لا يخفى أن تشخيص الحق و الباطل سهل و يسير في كثير من الاحيان ، و لهذا فأن اول ميثاقنا مع الله يتمثل في الحرص على مطالبتنا بالحق ، ذلك ان كل المشكلات تنبع من التهاون ازاء  الالتزام بهذا الميثاق .

و خلص آية الله الاراكي للقول : أن راية المطالبة بالحق باتت اليوم ترفرف في ربوع العالم بفضل الشهداء و دماء الشهاء ، حتى بالنسبة للدول التي ترتكب  فيها مجازر جماعية ضد المسلمين أخذ الاسلام ينتشر فيها بسرعة فائقة تفوق الوصف . و مما يذكر أن احد مظاهر انتصار الحق على الباطل  تكمن في تشديد الخناق على الحق ، و عليه ينبغي أن يعم الامل ايران الاسلامية لأن انتصارنا  على الكفر بات قريباً .  
 


 
https://taghribnews.com/vdce7n8wvjh8nni.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز