ظريف يدعو ورثة الحضارات العريقة لإيجاد نمط جديد للسياسات العالمية

وفي كلمة له أمام المؤتمر الاول للحضارات العشر العريقة في العالم والذي تستضيفه أثينا، قال محمد جواد ظريف اليوم الاثنين: ان اجتماعنا هنا، يمثل جهودا ملموسة لتعزيز دور ومشاركة جميع الحضارات (والتي تشكل بالحقيقة التراث البشري المشترك) لمعالجة التحديات الخطيرة التي نواجهها جميعا؛ سواء في بيئتنا الخاصة او بشكل جماعي وعلى المقاييس العالمية.

وأضاف ظريف: ان هذا الاجتماع يدل على ان العلم والتقنية والتطور والرفاه المادي ورغم ان ثمراته لم توزع بشكل عادل، كلها لم تنجح في تسوية المشكلات المشتركة، ولا يبدو انها تبشر بمستقبل افضل، مؤكدا ضرورة أداء الحضارات دورها وواجبها في هذا المجال.

وأوضح: في هذا الجهد المشترك، علينا ان نتناول العوامل التي ساهمت في تأسيس حضاراتنا ورسختها ومنحتها الهوية والحياة، وان نستقي منها الدروس على مر التاريخ.

ومن هذه الدروس، لفت ظريف الى ضرورة التواصل والتعاطي بين افراد بني الانسان والحوار والتفاهم من خلال التعاطي الفكري والادبي والفني، مبينا ان البشرية ليست فقط قرية عالمية وانما هي جسد انساني واحد، تتألم اعضاؤه لتألم عضو منه.

وتابع وزير الخارجية الايراني: اننا باعتبارنا ورثة الحضارات العريقة ومن خلال الادراك والفهم التاريخي بأن الانتصارات والهزائم انما كانت فترات قصيرة في التاريخ الممتد لآلاف السنين، علينا ان نناقش ونلغي الانماط الرائجة من قبيل "الحق مع القوة" والتي تسببت بالعديد من اشكال إراقة الدماء والدمار والعنف والتطرف والتأخر على مر التاريخ. ان هذا النمط الرائج كان سائدا لفترات مديدة على العلاقات بين المجتمعات والشعوب، وأدى الى الحروب والجرائم والاحتلال والقمع والتمييز والتشريد.

وأكمل: ان الارهاب والتطرف الشائع الذي تواجهه الدول في مختلف انحاء العالم بما فيها غرب آسيا؛ مهد العديد من الحضارات العريقة، انما هو نتيجة لذلك النمط المنسوخ (الحق مع القوة).

وأردف: اننا ورثة الحضارات العريقة امامنا مسؤولية تاريخية، لنكون روادا في ترويج الحوار والمشاركة الجماعية المبنية على الاحترام المتبادل والمساواة لإيجاد نمط جديد من السياسات العالمية، مشيرا الى ان الرئيس الايراني حسن روحاني قدم في ايلول/سبتمبر 2013 مبادرة دعا فيها الى "عالم ضد العنف والتطرف (WAVE) وقد تمت المصادقة عليها في الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة، ومبينا اننا ممثلو الحضارات العريقة التي كان مسرحا لعواصف قوية وشهد صعود الامبراطوريات وانهيارها، نتمتع بماض تاريخي لازم لتقديم وتطوير علاجين للكثير من امراض المجتمعات البشرية، وهذان العلاجان هما: الحوار والاعتدال.