تاريخ النشر2017 3 May ساعة 22:42
رقم : 267118

حول إعلان وثيقة حماس: لماذا لم تعلن من مخيم للاجئين وليس من قطر وأين الفصائل والصحافة الفلسطينية؟

j
لن أخوض في هذه المساحة الضيقة في مضمون وثيقة حماس ، التي سببت لي شخصيا قلقا، رغم زخم عبارات عدم التنازل والتفريط التي كررها رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، لأن المثل الشعبي المصري يقول ( من يسلع من الشوربة ينفخ بالزبادي) وساكتفي بالمرور على ملاحظات حول الإعلان بالشكل فقط .
حول إعلان وثيقة حماس: لماذا لم تعلن من مخيم للاجئين وليس من قطر وأين الفصائل والصحافة الفلسطينية؟
كمال خلف
كنت اتمنى على حركة حماس لو أعلنت وثيقتها عن مبادئ الحركة وسياساتها العامة من أحد المخيمات الفلسطينية أو إحدى الدول التي يتواجد فيها الفلسطينيون أو الدول التي تسمح للفلسطيني بالدخول إذا أراد الحضور، لتعلن حماس وثيقتها بين أبناء الشعب الفلسطيني المعني الأول بهذه الوثيقة، أو بالحد الأدنى حضور من سماهم السيد مشعل بشركائنا في الوطن، أي قادة الفصائل الفلسطينية، بدلا من أن  تعلن حماس وثيقتها من فندق 5 نجوم في الدوحة بحضور يقتصر على موظفي قناة الجزيرة. كنت اتمنى ان ارى أقله مناضلين ورموز نضالية فلسطينية، أو نخب فلسطينية ، كنت أبحث عن علم لفلسطين أو كلمة لها أو منها ولكني لم أجد. هل علينا أن نقتنع أننا أمام (مودرن) حركة مقاومة فلسطينية أو (نيو حماس).

كما ان الإعلان  كان ضمن مؤتمر صحفي وكما نعرف المؤتمرات الصحفية فإن قاعتها عادة تكون مزدحمة بالصحفيين والمصورين يتسابقون لوضع الميكروفونات و(لوغو) القناة التي ينتمون إليها. لكننا لم نرى في قاعة أعلان وثيقة حماس وسائل إعلامية عربية أو اجنبية ولم يكن أمام مشعل إلا ثلاث مكروفونات واحد لقناة القدس التابعة لحماس والآخرين لقناة الجزيرة، رغم أنه بدأ حديثه مرحبا بوسائل الإعلام ورجال الصحافة والإعلام من بلاد الأمة العربية والإسلامية ودول العالم جميعا كما قال، ولم أسمع حتى كتابة هذه السطور بأي صحفي أو إعلامي فلسطيني وانا منهم واعرف معظمهم قد تم دعوته لحضور إعلان وثيقة تتحدث عن مصير شعبنا الفلسطيني .

و إذا كان هناك ثمة تشابه في الخطوة من حيث المضمون بين إعلان مشعل لوثيقة حماس  في الدوحه اليوم ، وإعلان منظمة التحرير وثيقة الاستقلال في الجزائر عام 1988، إلا أن المقارنة في الشكل لا تصح.

 في قاعة متواضعة في الجزائر وبحضور صحفي كثيف وعلم فلسطيني يعلو المنصة الرئيسة، وحضور كبير لأبناء الشعب الفلسطيني باهازيجه وهتافه  ورموزه وقادته حيث لا صحون للكيك أو عصير الفريش، وبحضور الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد  على أرض المليون شهيد، أعلن عرفات ببدلته العسكرية  وثيقة الاستقلال.

أما حماس بالإضافة إلى كل ما ذكرناه آنفا، تعلم  جيدا ان ثمة علاقة بين الدوحة وإسرائيل، وأن الإسرائيليين يدخلونها آمنين، وعلى مقربة من مؤتمر حماس تقبع  قاعدة العديد الأمريكية الاضخم في المنطقة. فهل علينا أن نقتنع بكلام السيد مشعل بتحرير كامل فلسطين أي القضاء على كامل دولة إسرائيل من الدوحة ؟؟؟. وهل سيبقى السيد مشعل آمنا في بيته الجميل في الدوحة إذ نفذ ما قاله لنا عن التحرير ووضع مصير الدولة العبرية على المحك.

لاحظنا أن السيد مشعل كرر في حديثه عن الوثيقة قوله قلت لهذا المسؤول الغربي ووضحت لذاك المسؤول الأجنبي عن فقرات في الوثيقة، وهذا يدلل  أن السيد مشعل ناقش مع مسؤولين غربيين مضامين وثيقة حماس، فهل يا ترى فعل ذلك مع مسؤولين فلسطينيين أو شركائه من قادة الفصائل والقوى الفلسطينية، ولماذا يناقش السيد مشعل مضمون وثيقة الحركة مع مسؤولين غربيين؟

ما تجرب القيام به حماس مجرب سابقا، أن كان من قيادة فتح أو السلطة أو النظام الرسمي العربي، والنتيجة ستكون وقوف حماس في طابور الخيبة. فالكل يعتقد أن التغيير هو واقعية سياسية حصيفة،  وحدها إسرائيل لا تغير إلا نحو المزيد من التشدد والتكبر والعدوان والقوة.

وقفنا مع حركة حماس و مازلنا نقف اجلالا لبطولات كتائب القسام أبناء شعبنا ودافعنا عن خطها المقاوم ليس لأنها حماس بل لأننا  وراء كل من يقاوم إسرائيل من أبناء شعبنا ومن إشقائنا العرب والمسلمين مهما كانت ايديولوجيته او طائفت ، وهذا هو خيارنا وقرارنا، رغم ما ندفعه من إثمان،  ولكنا نرى أنفسنا مضطرين لانتقاد الحرك ، وأرجو أن لا نكون مضطرين لانتقادها مرارا .
 
 
https://taghribnews.com/vdcezf8wvjh8pzi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز