تجمع العلماء المسلمين يقيم ندوة فكرية عن عاشوراء: الحسين (ع) سيداً وإماماً

أقام تجمع علماء المسلمين بمناسبة ذكرى عاشوراء ندوة فكرية بعنوان " الحسين (ع) سيداً وإماماً، بإدارة أمين سر مجلس الأمناء في تجمع علماء المسلمين سماحة العلامة الشيخ علي خازم، في قاعة الوحدة الإسلامية في مقر التجمع بحضور حشد ديني كثيف وجهات إعلامية، وقد تخلل الندوة قصيدة للشيخ إبراهيم البريدي.

وفي كلمة للمدير العام السابق للأوقاف الإسلامية العلامة الشيخ هشام خليفة بعنوان "الحسين (ع) سبط النبي (ص) وأحد سيدي شباب اهل الجنة"، أكد أن الأمة الإسلامية تعيش في هذه الأيام ذكرى أليمة رسمت منهجا مشرفا و معلم من معالم العزة الإيمانية، والأمة المؤمنة هنا تحول الألم إلى أمل و الحزن إلى عطاء.

وشدد أنه لا يستطيع عاقل إلا أن يلتمس الحكمة بما أصاب الإمام الحسين(ع)، فمكانته عقلا وفكرا وحكمة لا بد أن تكون غاية مهمة كما قام به و فعله في عاشوراء. وأشار الى أن من يقرا الحكم في كربلاء لا يستطيع أن يقييم أو ينصف هذه الواقعة إلا إذا عرف حقيقة صاحب هذا الفعل الجهادي والإصلاحي النابع من تراضٍ واختيار، فالإمام الحسين كامل الأوصاف راق بقيمه و مدركا بتصرفه.

ولفت الشيخ خليفة إلى قول النبي محمد (ص) "حسين مني وانا من حسين أحب الله من أحب حسينا" حيث أكد أن لمحبة الحسين عليه السلام جانبا من محبة الله لمن أحبه، فشخصية الإمام الحسين هي شخصية فذة لا تتحرك الا بحركة واعية ومدركة لأصول الإيمان وتتناسب مع حقيقة القضاء و القدر.

و أشار الى أن شخصية الإمام الحسين تكونت من أربع روافد والأولى منها من الله تعالى فقد اختاره الله أن يكون فرعا من كامل البشر، والثانية هي النبوة فقد اخذ الأمام الحسين (ع) من نبينا محمد (ص) رافد النبوة أي العلم و الحكمة، فكان كل من يراه يقول أن الحسين أشبه الناس بالرسول. أما الرافد الثالث فهو الوراثة، فقد ورث الإمام من أمه خلقها وأخلاقهاويكفي انها سيدة نساء العالمين، فقد قال النبي محمد( فاطمة بضعة مني) ومنها نشأ الامام. والرافد الرابع هو الرجول فقد استمد الامام الرجولة والعقل و الحكمة وهو من قال عني النبي" أنا مدينة العلم و علي بابها".

ولفت الشيخ خليفة الى أن الإمام الحسين كان على علم بواقعة كربلاء، واختيار الإمام الحسين طريقة الشهادة نصرة لله وإصلاح أمة دين الله كان قراره واختياره، فلو ان الإمام الحسين ما اختار يوم كربلاء ما كان هو الإمام الحسين(ع)، فقد جعل جهاده جهادا لكل انسان فمن أحب الحسين عليه أن يكون معه ضد الظلم ومع الإصلاح ضد الفساد، والحسين مع الأمة كل الأمة.

ودعا الجميع إلى الاستماع جيدا لنداء الإمام الحسين(ع)، والشعور بنبض همه في سبيل هذه الأمة وأن نجعله كما أراد هو وليس كما نريد نحن، فالحسين أراد ان يكون في عقل ووجدان كل المؤمنين، ونحن اليوم نؤمن بالحاجة إلى الوحدة و الإصلاح.

وأكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في كلمته تحت عنوان" إمامة الحسين(ع) ومعيارية الحكم" ان تجمع علماء المسلمين يوحي بعنوان الوحدة بين فريقين يشكلان نجاة الأمة ويتحملون مسؤولية في مواجهة مؤامرات تشن على العالم العربي والإسلامي، يستخدم فيه اسم التشييع و التسنن للوصول لأهداف خطيرة عبر هذه المذهبية الخطيرة مع رسالتنا، رسالة الإسلام.

وشدد أننا في عاشوراء التي يحاول البعض استخدامها لغير أهدافها هي نتيجة لزيادة التشرذم وإحياء المذهبية والعصبية هي هذا الظرف التي تمر فيه أمتنا العربية والإسلامية بأخطر مرحلة مرت به.

وأشار الشيخ علي الخطيب أن عاشوراء احيائها لأمرين اساسيين، توعية الأمة التي تهدد مصالحها ووحدتها في كل زمن، وفهم رسالة عاشوراء بأنها للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و ليس الثار. ولفت الى وجود دول فشلت في الحفاظ على الوحدة من خلال التوجيهات و المال فالمشروع الفتنوي موجود.

وقال سماحته: " ان المعيار الاساسي هو الحفاظ على الدين وشريعة العدل والمظلومين، والأمن ووحدة الأمة وإقامة حدود الله، والحفاظ على حركة الأمام الحسين (ع). فقد كان الإمام الحسين ينظرإلى سلامة الأمة.

ودعا بدوره الى فهم بعضنا عبر قراءة الكتب الصحيحة، وختم أننا اليوم يجب علينا ان نقرأ عاشوراء وأن نتعاون جميعا على مواجهة ما نحن فيه، فنحن أمة واحدة يجب علينا الوقوف أمام الأفكار الخاطئة و غيرها.