تاريخ النشر2017 10 October ساعة 21:44
رقم : 287976
في مقال نشرته مجلة اتلانتيك الاميركية

ظريف: ليس مقررا ان نفاوض ونساوم بشأن قدراتنا العسكرية

تنا
أكد وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية محمد جواد ظريف، أنه ليس مقررا أن تكون قدراتنا العسكرية موضوعا لأي تفاوض او تساوم.
ظريف: ليس مقررا ان نفاوض ونساوم بشأن قدراتنا العسكرية
وفي مقال نشرته مجلة "اتلانتيك" الاميركية، كتب ظريف، أنه نظرا للأجواء المعادية لإيران ونظرا لتجربة حرب السنوات الثماني التي شنها جارنا ضد بلدنا وشعبنا، حيث دعمت المنطقة والعالم المعتدي بأسره تقريبا، وقد سعينا لتعزيز قدراتنا الدفاعية. وبسبب العداء الذي أبدته المنطقة والغرب ضدنا منذ بدء الثورة، وبسبب امتناع الغرب عن بيع الحد الأدنى من السلاح الدفاعي لنا، فقد أوجدنا قدرات دفاعية محلية، لئلا يفكر صدام آخر بالعدوان على ايران.

وهذه القدرات تشمل الصواريخ ايضا، ولابد من اختبارها لنتأكد انها تعمل حسب التصميم، حيث بلغت دقتها في الوقت الحاضر الى 7 أمتار (في حين ان هذا القدر من الدقة غير ضروري تماما للأسلحة النووية، لأنها حتى اذا سقطت على مسافة عشرات الكيلومترات والى مائة كيلومتر عن الهدف تبقى قادرة على ايجاد دمار ومجازر واسعة. الا ان الدقة أمر ضروري للهجوم بالاسلحة التقليدية على مقر إرهابي او اي هدف عسكري دون التسبب بأضرار جانبية للمدنيين). ونحن لم نقحم قدراتنا العسكرية في نقاشات الاتفاق النووي عمدا، لأن ايران لن تسمح مطلقا بالمساس بحقها في الدفاع عن مواطنيها.. فهذا الامر ليس مقررا ان يكون موضوعا لأي تفاوض او تساوم. وبالطبع لا ينبغي ان تشعر اي دولة او جانب بالخوف من قدراتنا الصاروخية وبشكل عام قدراتنا العسكرية، الا اذا كانت تفكر بالهجوم على اراضينا او تنفذ عمليات ارهابية ضدنا.

واضاف ظريف في مقاله: ان السعودية تنفق سنويا 63 مليار دولار على ميزانيتها العسكرية، وهي في المرتبة الرابعة عالميا بعد اميركا والصين وروسيا. والإمارات العربية المتحدة بسكانها البالغ عددهم مليونا ونصف المليون تأتي في المرتبة الـ14 عالميا وتنفق 22 مليار دولار على ميزانيتها العسكرية. في حين ان ايران ليست موجودة حتى بين الدول العشرين الاولى في الإنفاق العسكري، إذ تنفق 12 مليار دولار سنويا، وتأتي في المرتبة 33 عالميا في هذا المجال.. إن هدفنا لا يتمثل ان تكون لدينا أكبر القوات المسلحة او أكبر الترسانات، او ننفق ترليونات الدولارات على الصفقات التسلحية؛ بل إن هدفنا هو ان تكون لدينا قدرات دفاعية بحيث إذا فكرت دولة ما بالهجوم علينا، يمكننا ان ندافع عن انفسنا، وان تكون لدينا قدرات ردعية امام أي هجوم.

وتابع: اننا نسيّر دوريات في الخليج الفارسي، لأنه لا يحق لأي أحد ان ينكر حق ايران في الدفاع عن حدودها وأراضيها في مواجهة الهجمات والمؤامرات.. وإذا كان مقررا ان يحتج أحد على الاستفزازات في الخليج الفارسي، كان لابد ان تحتج ايران، فالبوارج الحربية الاميركية التي تعتبر كل واحدة منها مدينة عائمة، تضايق الزوارق الايرانية في الخليج الفارسي الذي يبلغ عرضه في بعض النقاط عشرات الكيلومترات.. فلا ينبغي ان يتوقع احد ان تتجاهل ايران حقها المؤكد اي الإشراف على هذا الممر المائي الهام الذي يشكل الشريان الاقتصادي الرئيسي ومصالحها الوطنية.

ورأى ظريف في مقاله ان التخويف من ايران تحول الى مرض هيستيري يثار من قبل بعض دول الجوار وتوجهه الإدارة الاميركية الجديدة، وتبرز هذه التوجهات بشأن الاتفاق النووي ومثال على ذلك تصريحات ترامب في الجمعية العامة للامم المتحدة. الا ان ما يسمى بـ "سلوك ايران السيئ" هو مجرد وهم ينشره من ينفق المليارات لشراء الاسلحة من الشركات الاميركية ويفضلون الدفاع عن المصالح الاميركية بدلا من مصالح بلدانهم.

وأكمل: ان القادة الجدد في السعودية والامارات أبدوا توجهات توسعية في المنطقة بشكل متسرع ناجم عن عدم تجربتهم وكذلك عن غرورهم وعيشهم في البذخ والترف، في حين ان الخوف من الفضيحة والهزيمة ادى الى اصرارهم على سياساتهم الخاطئة.. في حين ان التوترات الموجودة في المنطقة ينبغي ان تكون دروسا لجيراننا.. فليس من الصعب البحث عن الطريق الصحيح فهو فقط بحاجة الى أعين بصيرة وذهن مفتوح واحتراما لعقائد الآخرين ومواقفهم، والاستعداد للتعامل والبحث عن حلول ترضي الجميع، مشيرا الى تجربة الايرانيين في التوصل الى اتفاق بشأن البرنامج النووي من خلال التفاوض مع القوى الست العالمية. وحتى اذا قررت واحدة او بعض الدول الانسحاب من الاتفاق فهذا يثبت سوء نواياها وليست المشكلة في الاتفاق نفسه.

وبيّن: انه في حين من البديهي يجب القضاء على داعش والجماعات الارهابية وفضح وعودها الكاذبة، فإن عودة السلام والاستقرار الى منطقة الخليج الفارسي بحاجة الى ترويج التفاهم المتبادل والتعاون الامني الاقليمي الذي لم يتقبله بعض جيراننا لحد الآن. لكن لا يوجد أي دليل على عدم قدرتنا على التعاون فيما بيننا.. يمكننا ان نتوصل الى حلول حسب مبدأ "الجميع رابح"، ومن اجل تحقيق هذا الهدف علينا ان نوجد آلية إقليمية فاعلة، لا ان نزيد في ارتفاع حاجز الاختلاف، ويمكننا ان نبدأ بمنتدى للحوار الاقليمي والذي دعت اليه ايران دوما في الاوساط الخاصة والعلنية. ويجب ان يكون هكذا منتدى مبنيا على اساس احترام السيادة ووحدة التراب والاستقلال السياسي لجميع الدول وعدم المساس بالحدود الدولية وتسوية الخلافات سلميا وحظر التهديد واستخدام القوة، وأيضا ترويج السلام والاستقرار والتطور والرفاه للمنطقة، ومن شأن هذا المنتدى ان يرتقي الى ترتيبات التعاون الامني في منطقة الخليج الفارسي.

وأردف ظريف، ان ايران ستواصل وتيرتها الدائمة المتمثلة في الحوار والاحترام والتفاهم المتبادل، مشيرا الى زيارته الى قطر وعمان والقمة الايرانية التركية في طهران وبحث مواضيع السلام والاستقرار والامن في المنطقة.

/110

 
https://taghribnews.com/vdciyyarqt1av32.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز