تتعرى واشنطُن أمام مرآة العالم والمجتمع الغربي خاصة، مع دخول العدوان الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني وقطاع غزة شهره السابع، من جرائم الإبادة التي لم يسبق لها أن حصلت في التاريخ المعاصر.
في دائرتنا الحضارية الإسلامية شخصيات تجاوزت إطارها الاقليمي فأصبحت ذات خطاب عالمي.. وإقبال من هؤلاء فهو رجلٌ احيائي تواصل بين آداب وثقافة شبه القارة الهندية والفارسية والعربية فترك لنا تراثًا خالدًا باللغة الفارسية مع أنه من شبه القارة الهندية، فترجم الى العربية وإلى لغات العالم، ويتميز خطابه بأنه (إحيائي) وأنه دعوة إلى (الوحدة) وإلى (الاستئناف الحضاري)....
مذبحة غزة وحرب ابادتها كشفت حقيقة عسف وظلم قيم العالم الشائخ المتوحش. فأنهضت رايا عالميا واسعا وراديكاليا، وبدأت تطلق ثورات وتحركات وتنتج تغيرات بنيوية في قلب عواصم العالم الانجلو ساكسوني، فأشعلت ثورة طلابية وشبابية في امريكا نفسها وريثة الليبرالية السكسونية المتوحشة.
عيد الفصح الذي يحتفل به اليهود هو من أهم الأعياد التوراتية ولا شك أن رمز هذا العيد هو خبز الفصح الذي يسمى بالعبرية "مصة"، لدرجة أن اسم العيد في التوراة هو عيد المصة، وهذا الخبز يرمز الى الخبز الذي كانوا يأكلونه بنو إسرائيل عندما خرجوا من مصر عندما كانوا عبيداً تحت سيادة ملك اسمه فرعون .
بات من الواضح أن نتنياهو الفاشل والمجرم بحق الإنسانية، سقط سياسياً بسقوط جبهته الداخلية، فمستوطنوه لن يرحموه، ولن ينسوا أنه أدخل أكثر من ستة ملايين "إسرائيلي" في الملاجئ لأول مرة في التاريخ...
فضحت الضربة الايرانية على إسرائيل الكثير من الحقائق منها هشاشة وعجز المنظومة الدفاعية الإسرائيلية التي تشمل ثلاث طبقات دفاعية مختلفة، إضافة إلى سلاحها الجوي الذي يشمل طائرات اعتراضية؛ أضف إلى ذلك، فإن هناك ثلاث دول عظمى أي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وكذلك الأردن شاركت في عملية اعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية مع أحدث أنظمتها الدفاعية ...
لا شك ان الرد الايراني الشجاع الذي وعدت به القيادة العسكرية والسياسية الايرانية العليا، بدءاً من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الايرانية، والقائد الاعلى للقوات المسلحة الايرانية "السيد علي الخامنئي"، الى قيادة الحرس الثوري والجيش الايراني والسياسيين كان وعدا حاسما وصادقا.
"اسرائيل" كانت مضطرة لرد يخفظ ماء وجهها داخليا واقليميا وعالميا الى حد ما، دون ان تثير غضب الايرانيين وتجعلهم يفكرون برد جديد واقوى. لذلك جاء هذا الرد الهزيل والمسخرة الذي لم يكن على مستوى توقعات الكثير، ليعطي رسالة الى طهران ايضا ان كل شيء انتهى و"اسرائيل" لاتريد تصعيدا مباشرا مع ايران...
يبدو بأن الرد او الهجوم الهزيل بالمسيرات في اصفهان (وسط ايران - فجر الجمعة 19 نيسان / ابريل 2024م)، ناتج عن عملاء للكيان الصهيوني في الداخل الإيراني او من خلال قاعدة اربيل في شمال العراق او من أذربيجان، يعكس حالة القلق والخوف “الإسرائيلي”، ويؤكد على تأكل قوة الردع “الإسرائيلي،
العالم أجمع، بين خيارين ثالثهما الحياد، إما في الإنضمام إلى تحالف أمريكا وبريطانيا وكيان العدو الإسرائيلي _او الانضمام إلى تحالف إيران ودول محور المقاومة الإسلامية، وحلفائها روسيا والصين، ومن إلى جانبهما.
ثلاث محطات متوالية قلبت العالم رأسا على عقب _ جائت تلك المحطات بعد مراحل متعاقبة من المواجهة مع الاستكبار والصهيونية العالمية منذ اليوم الاول لانطلاق الثورة الاسلامية في ايران بقيادة مفجرها الامام القائد السيد روح الله الموسوي الخميني (طاب ثراه)، وقد استمرت المواجهة المباشرة منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا باساليب و وسائل مختلفة حروب مباشرة وتخريب وحصار ...
من خلال تتبع التطورات الاخيرة ما بعد عمليتي "طوفان الاقصى" و"الوعد الصادق"، يمكن القول بان الامة الاسلامية ربما لم تشهد يوما كما هي عليه الان من تماسك وانسجام، يمكن وصفه بان الامة بدات تقطف الثمار من شجرة الوحدة المباركة.
عملية "الوعد الصادق" الشجاعة، تحمّل العالم الإسلامي مسؤولية الوقوف الى جانب المقاومة ومسؤولية نصرة المقاومين وردع الظالمين، بكل ما أوتي من قوة سياسية واقتصادية وعسكرية وإعلامية، لأنها دفاع عن كرامة الأمة بأجمعها.
العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في سوريا، فرصة إيران لتدخل عسكرياً في "معركة طوفان الأقصى، والفتح الموعود" بمبرر شرعي، يكتمل صف محور المقاومة الإسلامية، وزوال "إسرائيل".
ترى الدكتورة "دلال عباس" الباحثة الاسلامية من لبنان، ان الامام الخميني (رض) اراد من خلال تسمية الجمعة الاخيرة لشهر رمضان المبارك تحت عنوان "يوم القدس العالمي"، ان يجعل فلسطين، قضية محورية بالنسبة للمسلمين بجميع انتماءاتهم الفكرية والمذهبية والعرقية.
في ذكرى رحيل عملاق الفكر والتقوى والنبوغ والجهاد والتفاني في ذات الله "الإمام الشهيد محمد باقر الصدر"، نقف ولو بعجالة على أهم معالم (المشروع التقريبي) للسيد الشهيد.
يعود عيد هذا العام وأهلنا في فلسطين عامة وفي غزّة خاصة ليس لهم عيد، بل هم لايزالون تحت القصف الصهيوني الظالم، ولا يزالون يعانون الجوع والعطش والحرمان من أبسط مستلزمات الحياة الإنسانية، ولا يزالون يعيشون بين الخرائب التي تركها العنصريون القتلة.
العالم منذ أيام يعيش على نبض كلمات السيد نصر الله، وأنا هكذا أتخيل سيناريو الرد للمحور، أنه الرعب الذي يرسم خطوط النار في الشرق الأوسط، بعد الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق، أنها الابتسامة الساخرة من الحياة في عالم لا توجد بداخله عدالة أو قيم إنسانية واجتماعية، أنه العالم الجديد الذي يسمى بيوم القيامة.