يعتقد الکثيرون ان الحروب التي دارت رحها في صعده بشمال اليمن هي حروب بين الزيديه والسنه او انها حروب بين السنه والشيعه في حين ان کلا الطرفين اي جماعه الشباب المومن )او الحوثيين کما يطلق عليهم في وسائل ا لاعلام ( والرئيس اليمني علي عبد الله صالح زيديون ولا دخل للطوائف الاخري في هذا الصراع بشکل اساسي.
يعتقد الکثيرون ان الحروب التي دارت رحها في صعده بشمال اليمن هي حروب بين الزيديه والسنه او انها حروب بين السنه والشيعه في حين ان کلا الطرفين اي جماعه الشباب المومن )او الحوثيين کما يطلق عليهم في وسائل ا لاعلام ( والرئيس اليمني علي عبد الله صالح زيديون ولا دخل للطوائف الاخري في هذا الصراع بشکل اساسي. ومن اجل فک هذا الالتباس وفهم اسباب وملابسات الحروب والاهداف التي اندلعت من اجلها نوضح بعض الامور بهدف ابراز حقيقه ما يجري في اليمن. ١- في عام ١٩٩٠ قام بعض الشباب من المذهب الزيدي ومنهم محمد بدر الدين الحوثي بتأسيس منتدى الشباب المؤمن بهدف تثقيف وتدريس المذهب الزيدي في الحوزه العلميه في مدينه ضحيان في محافظه صعده ولم يکن لهذا المنتدي مقر رسمي ولا هيکل تنظيمي ولا اي انشطه سياسيه . ومع زيادة حدة الصراع بين الاحتلال الاسرائيلی والمقاومة الفلسطنية بالاضافة الی استعداد الولايات المتحده الامريکيه لغزو العراق طغی موقف السيد بدر الدين الحوثی المؤيد للمقاومه اللبنانييه والفلسطنيه والمناهض للغزو الامريکی للعراق علی جماعلة الشباب المؤمن حيث اصبح لجماعه الشباب المؤمن نشاط سياسی تبلور فی تنظيم المظاهرات والفعاليات المناهضه للغزو الامريکی للعراق والقمع الاسرائيلی للفلسطنيين حيث کانت جماعه الشباب المؤمن هی المحرك الاساسی للمظاهرات او لجمع التبرعات للفلسطنيين فی اليمن .وهکذا بدات تبرز شخصيه السيد حسين بد ر الدين الحوثی علی الساحه اليمنيه کشخصيه دينييه وسياسيه مؤثره الی جانب اکتسابه مصداقيه تجاوزت الحدود الطائفيه والاقليميه . ٢- تعد الزيديه من الناحيه المذهبيه الحد الواصل بين الشيعة و السنة حيث تميل بعض احکامهم وعباداتهم الی الشيعه والبعض الاخر منها الی المذهب الشافعی ويقسم الشيعه فی اليمن الی ثلاث طوائف:الاثنا عشریه والاسماعيليه والخوجه (من اصول هنديه) و على هذا الاساس يشكل الاثناعشرية ٢% من مجموع سكان اليمن و يقطنون في الغالب بمحافظتي حضرموت و عدن و الزيديون يشكلون الاكثرية السكانية و يمثلون الاكثرية في ١٦ محافظه من بين ٢٠ من مجموع محافظات اليمن و يقسم الزيديون بدورهم إلى طوائف و قبائل كالجارودية و السلمانية والتبيرية و هذا الاقسام الرئيسية في المذهب تتبع لها الاقسام و الاتجاهات الاخرى و يعيش الزيدية في اليمن منذ القرن الثالث الهجري اي منذ ان قصدها (يحيى بن الحسين الرسي العلوي) والذي يسمى بالامام الهادي و قبره يزار في صعدة. وقد توهم بعض الناس ان الامام الهادي هو نفسه الامام العاشر عند الاثناعشرية في حين انه زيدي. كما ان ٦٠% من الزيدية ينتمون الى الجارودية و لهم مرجعان دينيان هما: مجد الدين المؤيدي و بدر الدين الحوثي و يلقبهما الزيدية بالعلامة او الامام. و العلامة بدر الدين الحوثي اليوم هو الزعيم الروحي و المذهبي للطائفة اما السيد عبد الملك الحوثي فهو القائد الميداني و السياسي للمسلحين في صعدة الذين يقاتلون اليوم القوات الحكومية. ٣- لقد دخل الاسلام في اليمن عن طريق الامام علي بن ابي طالب عليه السلام حين ما اوفده النبي الاكرم محمد صلى الله عليه و آله و سلم إلى هناك و منذ ذلك الحين اعتنق اليمنيون الاسلام و اتبعوا مذهب أهل البيت عليهم السلام و منذ قرن الثالث الهجري حتى اواسط القرن الماضي اقام الزيدية حكومة شبه دينية في اليمن سميت بالامامة و يحاول اتباع هذا المذهب اليوم إعادة السلطة في مناطقهم لاكنهم عجزوا عن إيجاد حركة عامة و شاملة بين الزيدية في جميع مناطق اليمن و اقتصرت حركتهم على محافظة صعدة و بعض المناطق المجاورة لها ٤- منذ احداث و المواجهات الدامية بين الحوثيين و القوات الحكومية طالبت الحكومة اتباع الحوثي عدم ترديد شعارات مناهظة لاميريكا و اسرائيل بذريعة قيام الحوثي بانزال العلم الجمهوري و رفع علم حزب الله و بعد عودة الرئيس من زيارة لامريكا وجه رسالة تهديد الى حسين بدر الدين حوثي يطلب منه منع اتباعه من ترديد أي شعار مناهض لامريكا اسرائيل و اذا لم يلزم الحوثي جماعتة بذلك فأنه سوف يسلط عليهم من لا يرحمهم في إشارة إلى الرجل الثاني في السلطة الحاكمة علي محسن الأحمر و المعروف بعدائة الشديد للمذهب الزيدي و عندما رفض الحوثي ذلك قام الرئيس عبدالله صالح باعطاء الضوء الأخضر لعلي محسن الأحمر للقضاء على الحوثي و جماعتة بالقوة و بكل الوسائل وفي شهر ٦ من عام ٢٠٠٤ اعلنت الحكومة الحرب على الحوثي و جماعتة بذريعة قيام الحوثي بانزال العلم حيث تم إشراك الطيران و الصواريخ الثقيلة بغية حسم المعركة في اسرع وقت ممكن و فعلاً استطاعت القوات الحكومية في بداية المعركة قتل الكثير من اتباع الحوثي و زج الآلاف منهم في السجون ولم يكونوا مسلحين و لا مستعدين للمعركة و كانوا من طلاب العلم من المثقفين المتعاطفين مع نهج الحوثي و هكذا طالت الحرب لمدة طويلة مما اضطر بعض اتباع الحوثي الفرار متحصنين بالجبال و بعض المناطق الوعرة و لم تهدئ الحرب الا بمقتل الحوثي نفسه عام ٢٠٠٥ ٥- و في الجانب الفكري المذهبي اعطت الحكومة السلفيين سواء الموظفين في الحكومة او غير الموظفين كافة الصلاحيات للقضاء على المذهب الزيدي. حيث قامت السلطة الحاكمة بتغيير كل ائمة المساجد الزيود و استبدلتهم بأئمة سلفيين من طلاب و خريجي جامعة الإيمان بصنعاء التي اسسها الزنداني الوادعي او من خريجي مدرسة دماج التي اسسها العالم السلفي المعروف مقبل. ٦- قبل ان تضع الحرب السادسه آوزارهافي الشمال اليمني كان القبائل المواليه للحكومه وانصار السلطه يتحضرون لحرب اخري تاليه فالذين وضعوا سيناريوهات الحرب يدركون حقيقه واحده ان الحرب الحاسمه غير ممكنه فجعلوا منها مشروعا استثماريا مفتوحا ولان نتائج الحرب السادسه اثبتت بان النظام اعجز عن حسم اي حرب مقبله خصوصا وان القوي السياسيه في الشمال والجنوب مجمعه على ان تغيير الاسلوب السياسي لدى النظام بات خيار الضروره و لا يمكن التعايش مع هذه السياسه القائمه علي اساس متغير القوه فحين يكون النظام ضعيفا يلوذ بالحيله وارخاء الحبل لامتصاص موجه الاحتجاج المتصاعد وحين يكون في موقع القوه يستعمل اقسي مايملك من ادوات العنف لتصفيه خصومه. ٧- بعد وقف الحرب السادسه مباشره فتح الامير سلطان مجلسه لاستقبال شيوخ القبائل اليمنيه وبحسب مصدر حوثي فان الامير سلطان استدعي ١٥٠ شيخابرئاسه الشيخ ناجي عبد العزيز الشائف في ٢١ فبراير الماضي وطالبهم بتشكيل ميليشيات بهدف الدخول في مواجهات ضد الحوثيين . وفي السياق نفسه التقي الملك في٢٣ فبراير الماضي مع الرئيس اليمني اي بعد ايام من وقف اطلاق النار بهدف التباحث في مرحله ما بعد الحرب والخيارات المتاحه للسعوديه في تعزيز وجودها في الداخل اليمني في مقابل ما تعتقد بانه تهديد ايراني. ٨- وفي نهايه شهر فبراير الماضي انعقد مجلس التنسيق السعودي اليمني في الرياض برئاسه الامير سلطان ورئيس الوزراء اليمني . وكان الهدف من اجتماعات المجلس بحسب الخبر اعداد خطه شامله لاعاده تاهيل اليمن (لضمان احكام النفوذ السعودي ) . وقد رصدت لهذه الخطه ميزانيه ضخمه بلغت حوالي ٣ ملياردات ريال سعودي . ٩- اعادت تصريحات الحكومه اليمنيه الي ابناء اليمن شبح الحروب السته التي راح ضحيتها الكثير من الجنود والمقاتلين الحوثيين والابرياء الذي ذهبوا ضحيه حرب لا يعلمون رغم جولاتها الست ما اسبايها ولماذا تتجدد. ١٠- حرب صعده لم تغادر اهوالها بعد معانات النازحين الذين عاشوا شهورا من الجوع والبرد والمرض في صحاري وقفار و وديان لم يهتم اليهم العالم رغم صحيات المنظمات الانسانيه المتكرره.وفي هذه الايام عاد قاده الحوثيين و الحكومه الي تصعيد الخطاب وتبادل الاتهامات وجميعهم يرمي الاخر بتبني اسباب قيام الحرب سابعه قد تكون الاخيره لبلاد مقبله علي الهاويه بسبب تازم الوضع في الجنوب وعوده القاعده الي الواجهه الاحداث وازمه اقتصاديه تنذر بما هو اسوء. ١١- زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي خرج موخرا باتهام للسلطه بالتحضير لجوله سابعه من الحرب وعدم تنفيذ الوعود التي جاءت في خطاب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عشيه ٢٢ مايو وقال الحوثي ان السلطه تتجه نحو ممارسه حملات الاعتقالات من جديد معلقا علي اعتقال اثنيين من اتباعه نافيا قيام جماعته بخروقات متهما ما اسماها مليشيات السلطه بنصب الكمائن وقطع الطرقات وقال الحوثي في بيان له (ان معالجه مخلفات الحرب لن تحلها الخطابات التي لا ترقي الي مستوي التنفيذ ولا الادعاءات التي تفتقد الي المصداقيه والحقيقه ولا الميليشيات العسكريه التي ستدمر البلد و تخلق الثارات وهمها المال وتنفيذ مشاريع الخارج ولن يحلها ابقاء المعتقليين في السجون واعتقال المزيد من المواطنيين في الطرقات والنقاط العسكريه.) ١٢- وبهذا التصعيدالحكومي فان نذر الحرب السابعه تلوح في الافق ما لم يقطع حكماء هذه البلاد طريق الشر ويعملون علي اعاده روح السلام وزرع الثقه بين الطرفين و توحيد صفوف الامه من جميع المذاهب الاسلاميه لبدئ خطوات عمليه في ما يتعلق باعاده اعمار ما دمرته حرب صعده في اليمن. حسن خاك رند