قد تتسع قاعدة أصالة الصحة حتى على معاملات الناس، لذا نجد في القضاء العادل – مثلاً – كما في كلام للمرجع الراحل السيد فضل الله: ( لا يقول أنّ فلاناً قتل فلاناً، بل يقول أن فلاناً متهم بقتل لاحتمال أن يكون هذا القتيل قد اعتدى عليه من قبل شخص آخر، وكان ذلك المسلّح يريد أن يدافع عنه أو في مقام الدفاع عن النفس .
قد تتسع قاعدة أصالة الصحة حتى على معاملات الناس، لذا نجد في القضاء العادل – مثلاً – كما في كلام للمرجع الراحل السيد فضل الله: ( لا يقول أنّ فلاناً قتل فلاناً، بل يقول أن فلاناً متهم بقتل لاحتمال أن يكون هذا القتيل قد اعتدى عليه من قبل شخص آخر، وكان ذلك المسلّح يريد أن يدافع عنه أو في مقام الدفاع عن النفس .
فالقضاء – هنا – يحاول البحث في جوانب براءة المتهم ، سواء كانت التهمة واقعية أم غير واقعية ، وهذا يمثل قاعدة الصحة في أفعال المسلمين التي توحي بها الكلمة المعروفة : ( احمل أخاك على سبعين محمل ) وقاعدة: ( المتّهم بريء حتى تثبت إدانته ) وذلك هو ما تشير إليه الآية الكريمة: ﴿ لوْلا إذْ سمِعْتُمُوهُ ظنّ الْمُؤْمِنُون والْمُؤْمِناتُ بِأنفُسِهِمْ خيْراً وقالُوا هذا إفْكٌ مُّبِينٌ ﴾ . وأراد الله سبحانه وتعالى بذلك توجيه المسلمين، وإصدار العفو عنهم، حتى يتحركوا مستقبلاً في خط التوبة والأخذ بهذا المنهج الإسلامي، ﴿ ولوْلا فضْلُ اللّهِ عليْكُمْ ورحْمتُهُ فِي الدُّنْيا والْآخِرةِ لمسّكُمْ فِي ما أفضْتُمْ فِيهِ عذابٌ عظِيمٌ ﴾، وألا يخوضوا في الكلام اللامسؤول الذي يسيء إلى الإنسان البريء وإلى سلامة المجتمع واستقراره، لأنّ ذلك هو الجزاء الطبيعي للعمل السيئ في طبيعة ونتائجه كوسيلة من وسائل الردع النفسي عن الاستمرار في مواقع مماثلة. ومما يؤسف له أنّنا نصّبنا أنفسنا مفتشين عن نيات الناس وأصبحنا نصدر الأحكام يميناً وشمالاً، دون تثبّت أو تورّع، مع أن الحكم على شيء خاصة فيما يتعلق بتضليل المسلم أو التشنيع عليه أمر عظيم عند الله ولا يجوز اقتحام هذه العقبة إلا بحجة دامغة تقطع الشك باليقين. قال المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله: ( فلو أن كاتباً أو محاضراً طرح بعض الأفكار التي قد يتراءى منها التشكيك في بعض المسلّمات العقائدية لكن لها وجهاً حسناً ومحملاٍ صحيحاً لا ينافي الاعتقاد فلا يسوغ البناء على الاحتمال الفاسد والحكم على أساسه، فانّ اليقين لا يزال إلا بيقين مثله والحدود تدرأ بالشبهات، وصريح القرآن يقول ﴿ ولا تقُولُواْ لِمنْ ألْقى إليْكُمُ السّلام لسْت مُؤْمِناً ﴾ ، في تأكيد بينّ على مبدأ الأخذ بالظاهر والابتعاد عن محاكمة النوايا التي لا يعلمها إلا الله العالم بالسرائر .