ترميم نوافذ المسجد الأقصى التي تم تكسيرهم من قبل سلطات الاحتلال
تنا
تقول دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن حوالي عشر نوافذ في المسجد الأقصى لحقت بها أضرار خلال مواجهات في ساحات المسجد بين مصلّين وقوات الشرطة الإسرائيلية قبل عدة أشهر.
شارک :
وذكر بسام الحلاق مدير دائرة الإعمار بالمسجد الأقصى "الكل يعرف في الآونة الأخيرة أن لدينا كذا شباك في المسجد القبلي تم تكسيرهم من قبل سلطات الاحتلال".
وأضاف: اعتلوا السطح وكسروا الشبابيك الخارجية والداخلية حتى يستطيعوا رمي قنابل الدخان والقنابل المسيلة للدموع على المصلين داخل المسجد.
وأوضح أن تكسير الشباك لا يستغرق أكثر من دقيقة.. أما شغله يستغرق ستة شهور.. هذا اعتداء سافر على المسجد الأقصى.
وشرح الحلاق طبيعة النوافذ في المسجد الأقصى المعروفة بالجص المعشق بالزجاج الملون، وقال: "هذه الشبابيك تصنع في ورشة الإعمار بيد فنيين فلسطينيين وبنفس الوقت كله شغل يدوي ما بدخّل فيه أي شيء كهربائي من هيك تقريبا. كل شباك يستغرق حوالي ستة شهور شغل".
نوافذ تاريخية تشهد لعراقة مسجد الأقصى
ومضى قائلاً: الشبابيك الجصية عبارة عن نوعين.. شبابيك داخلية وشبابيك خارجية، الشبابيك الداخلية تتكون من زخارف عبارة عن أشكال نباتية أما الشبابيك الخارجية فهي أشكال هندسية ومعظمها دوائر.
وفسّر الحلاق سبب وجود شباكين واحد خارجي والثاني داخلي بالسماح بانسياب أشعة الشمس إلى داخل المسجد هو حماية الشباك الداخلي المزخرف من العوامل الطبيعية.
وأوضح أن 98 في المئة من نوافذ الأقصى تم تجديدها على يد فنيين فلسطينيين مهرة بعد حريق سنة 1969 الذي أتى على أجزاء من المسجد في ذلك الوقت.
وأشار إلى أن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس لديها الرسومات الأصلية لزخارف النوافذ. وقال: "عندما يتم ترميم نافذة أو عمل نافذة بديلة عن واحدة تعرضت للكسر يتم تركيبها بحيث تكون صورة طبق الأصل من حيث ألوان الزجاج أو شكل الزخارف".
وأضاف: "في قبة الصخرة هناك 16 شباك جص في رقبة القبة من المنطقة العلوية وهذه لم تتعرض لأيّ كسر".
ويعمل على ترميم النوافذ أربعة فنيين من بينهم عدنان تفكجي (67 عاما) الذي أمضى قرابة 42 عاماً من عمره في هذا العمل.
قال تفكجي خلال عمله على ترميم إحدى النوافذ في غرفة بسيطة بساحة المسجد الأقصى إنه يقوم بصب الجص على لوح خشبي بمقادير معينة بحيث يبقى الجص طريا لتسهيل حفر الزخارف عليه.
ويتولى علاء المحتسب (65 عاما)، الذي يعمل في هذا المكان منذ 1979 تجميع قطع الزجاج الصغيرة الملونة في أماكنها على الزخارف أو بالأشكال الهندسية مثلما كانت في صورتها الأصلية.
ويعرب المحتسب عن سعادته بهذا العمل رغم مشقته ويقول إنه عمل مرهق جدا ولكنني أشعر بمتعة دائمة وأنا أقوم به.
والناظر إلى نوافذ المسجد الأقصى يظن أنها معمولة بشكل كامل من الزجاج حيث أن الطريقة الفنية التي يتم فيها حفر الجص بشكل مائل تعمل على إخفاءه وإظهاره كأنه معمول من الزجاج الملون بشكل كامل.