الصيام عادة الامم المؤمنة، والغاية منه التقوى، لنيل المغفرة ورضى الله سبحانه وتعالى.
شارک :
شهر الله، شهر القرآن، شهر الايمان والمغفرة، ليس كغيره من الشهور، نعمل به من اجل نيل رضى الباري، وغفران ذنوبنا وتغيير انفسنا الى الافضل، كيف لنا ان نستغل ما تبقى من الشهر الفضيل، لتحقيق المبتغى؟
أوضح رئيس جمعية قولنا والعمل الشيخ احمد القطان ان الصوم كان مكتوب على الامم المؤمنة التي كانت قبل الاسلام، على مدى التاريخ وعلى مدى خلق الله، مشيراً الى انه ليست غاية الاسلام من الصيام ان يمتنع الانسان فقط عن الطعام وليست الغاية ان يكون هناك شهر في السنة ان يصوم فيه المسلم عن الطعام من الفجر حتى غروب الشمس، الغاية حددها الله بقوله: "لعلّكم تتقون".
واضاف الشيخ القطان في حديث خاص لوكالة انباء التقريب – مكتب بيروت، ان التقوى هي التي يبنغي ان تتجلى على المؤمنين في هذا الشهر، لافتاً الى ان "النبي(ص) اخبرنا انه في شهر رمضان تفتح ابواب الجنان وتغلق ابواب النيران وتغل الشياطين"، مضيفاً ان للصوم غايات سامية وهناك الكثير من الروايات التي تدل عليها. كما لفت رئيس جمعية "قولنا والعمل" الى تعريف الامام علي (ع) للتقوى، "التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل، والرضى بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل"، مضيفاً انه اذا كان الانسان الصائم المؤمن يلتزم التقوى التي تتجسد بخوفه من الله والتزام تعاليمه التي جاء بها القرآن الكريم، من خلال العبادات والطاعات والانتهاء عما نهى عنه الله تعالى، فبإذن الباري يفوز بالجنة.
الى ذلك، اكد الشيخ القطان ان "الصيام ينبغي ان يكون مدرسة ايمانية للمسلمين يبنغي ان نتخرّج من الشهر الكريم وقد غيّرنا الكثير مما كان فينا قبل رمضان، عن الرسول(ص) من ادرك رمضان ولم يغفر له، فهذا هو الشقيّ"، مضيفاً "لذلك مدرسة رمضان ينبغي ان تخرج رجالاً مؤمنين مسلمين ملتزمين بكتاب الله وبمنهج وسنة رسوله". لافتاً الى ان "الشهر المبارك هو مناسبة لكي يصقل الانسان نفسه روحيّاً وايمانياً ويخرج خالي الذنوب، من خلال الطاعات والعبادات والذكر والادعية في هذا الشهر المبارك".
على صعيد آخر، دعا الشيخ القطّان المسلمين ان يستفيدوا من مدرسة الشهر الفضيل "ان نوّحد صفوفنا ونوحّد كلمتنا، لانه لا يمكن ان نكون امة عزيزة قويّة محترمة من الاعداء"، مشيراً الى انه اذا كنا امة واحدة في وجه الاخطار التي تتهددنا وتهدد مقدسات امتنا الاسلامية"، مشدداً على "ضرورة ان نوحد صفوفنا خاصة في الشهر الفضيل ونستغل ما تبقى منه لتوحيد كلمتنا وامتنا".
من جهة اخرى، لفت الشيخ القطان الى الدور الذي أداه عم النبي في الدعوة الى الاسلام، كذلك دور السيّدة خديجة ، مبيناً قيمتهما عند الرسول الاكرم الذي أطلق على العام الذي توفيا به" عام الحزن".