الغرب يزعم بأنه قمع الصحوة الاسلامية، الا انها متواصلة ولن تعود الى الوراء
تنـا - خاص
اكد "الدكتور جعفر عبد السلام علي"، الامين العام لـ "رابطة الجامعات الاسلامية" ، ان "الصحوة الاسلامية متواصلة واصبحت كل شيء في حياتنا اليوم"؛ لافتا الى ان "كل ما نراه من احداث في بلداننا الاسلامية والعربية هي محاولات لقمع هذه الصحوة من قبل اعدائنا، وهم كُثر في المجتمع الدولي والداخلي".
شارک :
جاء ذلك ردا على سؤال مراسل وكالة انباء التقريب (تنـا) حول وضعية الصحوة الاسلامية، وذلك على خلفية التحولات الأخيرة في بعض الدول التي احتضنت الثورات العربية، كالاطاحة بحكم الاخوان المسلمين في مصر وتراجع سلطة حزب النهضة الاسلامية في تونس و..؛ مبيّنا ان "الغرب يزعم بأنه قمع الصحوة الاسلامية من خلال محاولاته الاخيرة في هذه الدول، الا ان الصحوة مستمرة وتواصل تقدمها ولن تعود الى الوراء. وان جميع هذه المخططات الرامية لضرب الصحوة الاسلامية هي مؤشر واضح على انها باقية وتحافظ على حيويتها".
وعلى صعيد اخر، دعا المفكر الاسلامي المصري الى تكثيف اللقاءات الاسلامية وعقد المؤتمرات ذات الطابع التقريبي والوحدوي؛ واكد بأن "هذه المؤتمرات ستنتج اثرها بمرور الوقت؛ والظروف تستوجب علينا نحن المسلمين والعرب ان نتحلى بالصبر واليقظة والتمسك بروح التآخي والتماسك، تحقيقا لأهدافنا التي نرمي اليها من خلال عقد هذه اللقاءات الاسلامية".
واضاف الدكتور
جعفر عبد السلام، ان "هاجسنا الاساسي اليوم هي الوحدة الاسلامية؛ واذا استطعنا ان نصل الى الوحدة السياسية الكاملة، عند ذلك سنتمكن من تحقيق الوحدة الاسلامية المنشودة"؛ مشيرا الى انه حضر معظم مؤتمرات الوحدة الاسلامية في ايران وهو عضو لجنة المساعي الحميدة التي تاسست بتوجيهات اية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية.
وفي ذات السياق، اكد الامين العام لرابطة الجامعات الاسلامية على اهمية الشعار الذي اطلقه قائد الثورة الاسلامية في ايران الامام الخامنئي (حفظه الله) ودعوة سماحته نشطاء التقريب بين المذاهب الاسلامية والعاملين عليه في ارجاء العالم، الى اتخاذ "دبلوماسية الوحدة" وصولا الى تاسس "الامة الواحدة"؛ مؤكدا بأن الامر يحتاج الى ارادة سياسية وقرار اسلامي شامل وحاسم نظرا لقوة التحديات والمخططات التي يحيكها الغرب الذي لايريد للمسلمين ان تكون لهم دولة واحدة ويبذل جهدا كبيرا في تقويض الجهود التي تصب في صالح ذلك.. أمامنا اعداء اقوياء لابد من مواجهتهم ومعرفة دسائسهم".
ودعا الاكاديمي المصري الى الاستفادة من تجارب الغربيين انفسهم في هذا الصدد؛ والتي ادت الى تاسيس الاتحاد الاوروبي؛ مبينا ان نوات تاسيس هذا الاتحاد بدأت من التعاون الثقافي والاقتصادي بين الدول الغربية وصولا الى التعاون السياسي؛ متسائلا "لماذا نحن المسلمون لا نجرب ذلك عملا بالقول المأثور [الحكمةُ ضالةُ المؤمنِ حيثما وجدها فهو أحقُّ بها]".
وفي جانب آخر من حديثه لمراسل وكالة انباء التقريب، اشار المفكر والباحث الاسلامي الذي كان مشاركا في ندوة "تطور الفقه الاسلامية" التي عقدت في سلطنة عمان من ٦ الى ٩ ابريل / نيسان العام الجاري، اشار الى "مفهوم حقوق الانسان في الاسلام والغرب"؛ مؤكدا بأن "المسلمين هم من نظّروا لحقوق الانسان منذ زمن بعيد، الا انهم لم يستخدموا نفس الاسماء المعتمدة لهذه الحقوق في الغرب".
واشار الدكتور جعفر عبد السلام الى انه الّف كتابا في مجال حقوق الانسان في الاسلام واثبت فيه بأن جميع هذه الحقوق وردت في الشريعة الاسلامية لكن تحت مسميات اخرى غير "حقوق الانسان" وبالتحديد مصطلح "مقاصد الشريعة"، بما فيها "مقصد حفظ النفس"، و"حفظ المال"، و"حفظ العرض"، و"حفظ النسب".
واعرب الامين العام لرابطة الجامعات الاسلامية، عن اسفه لعدم استخدام هذه المسميات من قبل المفكرين الاسلاميين، بل العكس استنادهم على المصطلحات الغربية في بحوثهم الفقهية الاسلامية؛ مؤكدا انه "لو استعان المسلمون بمصطلحاتهم الاصلية الفقهية في تعريف الشريعة الاسلامية، بدلا من مصطلحات غربية دخيلة، لوجدنا اليوم بأن الفقه الاسلامي عمّ جميع المجتمعات الدولية واستطاع المسلمون معالجة كافة الامور الخاصة بحقوق الانسان في العالم ناهيك عن الانتهاكات التي ترتكب وتمارس بحق المسلمين".
واردف الباحث والاكاديمي في جامعة الازهر الشريف، ان الشريعة الاسلامية تربط بين مقاصد الاسلام و ممارسة هذه الحقوق، بجزاءات رادعة لمن يخالف هذه المقاصد. وعلى سبيل المثال من يخالف مقصد حفظ النفس ويسلب نفس الانسان دون سبب، سوف يعاقب قصاصا. اي بأشد انواع العقوبات التي نص عليها الاسلام وهو سلب حياة القاتل.
وشدد في هذا الجانب، على ضرورة ارساء لجان اسلامية حاكمة تتلقى تقارير موثقة حول وضعية مقاصد الشريعة في بلاد المسلمين وتقوم بتنفيذها بناء على نصوص شرعية حاسمة لضمان تطبيق هذه المقاصد على ارض الواقع، ومن ثم تقدم من يخالف الحقوق الى المحاكمة. وذلك "كي نخرج حقوق الانسان او مقاصد الشريعة من مجرد حقوق تنظيرية ونربطها بممارسات عقلية"؛ معربا عن امله بأن تتبنى منظمة التعاون الاسلامي هذه المهمة وتخصص عقوبات لكل جهة تخالف احدى مقاصد الشريعة الاسلامية، باعتبارها الجهة المعنية التي تمثل كل الدول الاعضاء فيها.
الى ذلك، تطرق الامين العام لرابطة الجامعات الاسلامية الى انتهاكات العدو الصهيوني لحقوق الانسان في فلسطين وسكوت الغرب حيال هذه الانتهاكات، وقال ان "القضية الفلسطينية قضية مستديمة، وجدت في العالم الاسلامي منذ القدم. والمسلمون رغم كافة مساعي الغرب لقمع هذه القضية الا انهم فندوا جميع محاولاتهم في هذا الاتجاه.."؛ لافتا الى ان "هذه القضية أخذت ابعادا جديدة عندما اصدر منظر ومؤسس الكيان الصهيوني آرثر جيمس بلفور وعده الشهير حول اقامة وطن لليهود في الاراضي الفلسطينية".
واضاف قائلا "فهم بدأوا منذ ذلك الوقت بقتل اصحاب الاراضي الاصليين من اجل التطهير العرقي والان نسمع بأنهم يريدون اعلان يهودية اسرائيل. هؤلاء الصهاينة ينوون استبعاد العرب والفلسطينيين عن اراضيهم وفقا لخطط عرقية مرسومة في القرن الثامن عشر"؛ مبينا أن "الدول العربية والفلسطينية ارتكبت اخطاءاً فادحة عندما جعلت من هذه القضية، قضية اقليمية فلسطينية بحتة، بينما هي في الواقع قضية عربية اسلامية. ولذلك نرى بأن العدو الصهيوني استغل هذه الفرصة وهو يمارس يوميا ابشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني دون ان يواجه ردعا حاسما يصدر عن قرار اسلامي وعربي موحد".
وفي السياق نفسه، اشاد الدكتور جعفر عبد السلام، بالموقف الايراني من القضية الفلسطينية، بقوله "نحن نرى بأن ايران التي اعتبرت القضية الفلسطينية، قضية اسلامية عالمية، اصبحت اليوم صرحا منيعا ضد العدو الصهيوني وهي تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني وفقا لاسس انسانية واسلامية وعربية".
واضاف "اذن ينبغي لنا ان نحتذي بهذه السياسة ونتابع الملف الفلسطيني باعتباره شأن اسلامي عالمي لنتمكن من استيفاء حقوق الانسان في فلسطين، وذلك بداص بعودة اللاجئين وغيرها من الحقوق التي انتهكت على ايدي العدو الاسرائيلي المحتل".
هذا، وتطرق المفكر الاسلامي والاستاذ الاكاديمي في جامعة الازهر الشريف، الى ظاهرة "الخوف من الاسلام" والاسباب الرئيسية المؤدية الى انتشاره في الغرب؛ مبينا ان "الخوف من الاسلام هي ظاهرة قديمة، ودعمها حديثاً بعض المفكرين الغربيين مثل هانغتيغتون وبرنارد لويس الذي قدم احصائيات تدل على ان الاسلام سينتشر في اوروبا بشكل كبير".
وتابع بالقول "اتصور ان الخوف من الاسلام في اوروبا يرتبط بهذه المسالة اي الخوف من ظاهرة تكاثر الاسلام في الدول الغربية، وقلق السياسيين في الغرب من ان يتحول الكثير من الاوروبيين من الديانة المسيحية الى الاسلام وبالتالي ترتفع نسبة الهجرات من ارض الغرب الى بلاد المسلمين".