تاريخ النشر2014 15 August ساعة 23:20
رقم : 165997
الدكتور احمد الشريفي لـ " تنـا " :-

مشروع "داعش" اُسس لشلّ القوات الرادعة في دول الممانعة

تنـا - خاص
اكد الباحث السياسي والخبير الاستراتيجي العراقي الدكتور احمد الشريفي، ان تنظيم مايسمى بـ "الدولة الاسلامية" (داعش) هو جزء لا يتجزأ من مشروع "كفير" الذي شكله الكيان الصهيوني لاستباحة الشرق الأوسط وتقسيم دوَله الى دويلات صغيرة.
مشروع "داعش" اُسس لشلّ القوات الرادعة في دول الممانعة
وأوضح الشريفي متحدثا لمراسل وكال انباء التقريب (تنـا)، ان مشروع كفير الصهيوني بدأ منذ بداية عقد التسعينات ليتمكن الكيان الاسرائيلي من خلاله ان يصبح صاحب اليد الطولى اقتصاديا وعسكريا في المنطقة؛ والدليل على ذلك هو انها تهامجم جهات الممناعة في دول المنطقة، اي جيوشها. وهي تدرك هذه الحقيقة انه لا تمزيق للنسيج الاجتماعي في هذه الدول مالم يكن هناك تدميرا لجيوشها. وثم الذهاب باتجاه ارساء الفتنة الداخلية سواء كانت عرقية او دينية او طائفية نتيجة لهذا التقسيم.

واشار الباحث الاستراتيجي العراقي الى ان مشروع كفير الصهيوني يتكون من ستة كتائب والوية عسكرية احدها تنظيم داعش الذي
تدرب على حرب الشوارع والمدن. مبينا انه، في هذا الصدد يشترط التنظيم على جميع منتسبيه ان يكونوا مؤمني بالعقيدة الصهيونية وان يستطيعوا التكلم بعدة لغات اهمها اللغة العربية بطلاقة.

وتابع الدكتور الشريفي متسائلا : اذن كيف يقاتل داعش الصهاينة وهو جناح من اجنحة الموساد وجزء لا يتجزأ من قوات "النخبة" التي اطلق عليها "قوات الكفير".

واضاف : حينما نتحدث عن داعش كمنظمة نحن ندرك بانها تمتلك من وسائل القوة والتسليح بالشكل الكبير وهو يدلل على ان هذا التنظيم ليس عبثيا ولم ينشأ كرد فعل او نتاج لحركات فكرية منحرفة. وانما وفق حسابات ستراتيجية دقيقة الهدف الغائي منها هو شل القوات الراداعة في دول الممانعة والداعمة للمقاومة ضد العدو الاسرائيلي المحتل؛ مردفا بقوله : ذلك اننا نرى اليوم بأن هذا التنظيم يستهدف في حملاته العسكرية جيوش المنطقة عموما وقد اشتبك مع الجيش العراقي والجيش السوري والجيش اللبناني وصولا الى الجيش المصري.

وردا على سؤال حول الوضع العراقي الراهن وسبل
الخروج من الازمة التي يمر بها البلاد لاسيما بعد توغل عناصر داعش الارهابي واحتلال بعض المدن العراقية بمافيها مدينة الموصل، اكد الباحث السياسي ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية، "لاسيما وان التحدي العسكري يستلزم ملئ الفراغات الاساسية الراهنة نظرا لعدم وجود هذه الحكومة في الوقت الحالي. والتي هي ادارة السياسة الخارجية والتعزيز العسكري، اضافة الى ادارة الموارد المالية في الدولة.. هناك تعثر في الساحة السياسية يحتاج الى تشكيل حكومة وحدة وطنية لازالته".

واضاف، ان "التحدي العسكري من قبل تنظيم داعش وسائر الجماعات الارهابية يستلزم استنفارا عسكريا وجهدا وطنيا في المناطق الساخنة، لأنها بشكل او بآخر هدف للدواعش".

وتابع بقوله : في حال تشكيل حكومة وحدة وطنية وحكومة شراكة واسعة تضم كل اطياف الشعب العراقي، فمعنى ذلك ان الشعب العراقي سينتفع كثيرا من الجهد المحلي لتحويله الى جهد آخر سواءا كان قتاليا او داعما على مستوى الجهد الاستخباري والامني.. والاستنفار نحو الجهد الوطني لا يحصل الا بحكومة شراكة وطنية يتصالح فيها الجميع ويقف الجميع تحت خيمة العراق ويؤمنون بالثوابت الوطنية العليا .

المرجعية بدورها
الابوي، هي راعية لنجاح المشروع السياسي

وحول مواقف المرجعية الدينية حيال الازمة الراهنة في العراق اكد الدكتور الشريفي قائلا "فيما يخص الحديث عن المرجعية الرشيدة فنحن نتحدث عن صمام امان كان ولازال حافظا وراعيا للعملية السياسية ولولا دور المرجعية ما نجحت الارادات السياسية لافي قيادة مشروع ولا خروج من ازمة ".

واضاف : اليوم ما تتبناه المرجعية الرشيدة هو ذات الصواب الذي يحقق استقرارا عسكريا ونوعا من التفوق العسكري واستقرارا سياسيا حينما قالت بحكومة شراكة وطنية؛ مشددا بقوله "وليعلم الجميع ان المرجعية الدينية في العراق هي مرجعية الجميع وخير دليل على ذلك ان اليوم تصريح من الاخوة المسيحيين على ان دور المرجعية دور ابوي وكان راعيا للمسيح اكثر من رجالاتهم الدينية".

في سياق متصل توجه الى الحكومة والساسة العراقيين قائلا : نامل من النخب السياسية ان تكن على مستوى عال من الوعي وتدرك بُعد الخطاب الذي اطلقته المرجعية وأن تأخذ به لان في ذلك الفرصة السانحة
بل الفرصة الوحيدة للخروج من المازق الذي يمر به العراق".

وفي معرض رده على سؤال بشان اسباب عدم التزام الولايات المتحدة الاميركية بالاتفاقية الأمنية المبرمة مع العراق فيما يخص محاربة الارهاب، قال المحلل والخبير الاستراتيجي العراقي ان "الولايات المتحدة اخذت جانب الصمت حين تعرضت الاراضي العراقية للاعتداء من قبل الجماعات المسلحة لاسيما تنظيم داعش الارهابي واستمرت في صمتها هذا عندما استبيح اقليم كردستان ايضا، ولم يخرج منها نداء ادانة لما يجري. من انتهاكات لحقوق المسيحيين. اامر الذي لم تقف المرجعيات الاسلامية مكتوفة الايدي امامه وادانته بشدة كما استجن ذلك العراقيون جميعا؛ الا ان الولايات المتحدة لم تحرك اي ساكن في هذا الخصوص. بالرغم من ان اميركا لديها القدرة على تنفيذ عمليات واسعة النطاق توقف بها الابادة الجماعية التي تعرضت لها الطائفة المسيحية، ناهيك عن باقي ابناء الشعب العراقي، على ايدي داعش الارهابي.

وتابع الدكتور الشريفي : لكنها (اميركا) تحركت حينما اعلنت شركات النفط العراقية سحب موظفيها والاعلان عن انها ستتوقف عن الانتاج؛
ومعنى ذلك ان انسيابية البترول العراقي ستنطقع عن الولايات المتحدة وهو الدافع المباشر للتدخل الاميركي ضد داعش؛ ولو لم يكن هناك مساس بأمن الطاقة لم تتحرك نهائيا ولتركت العراق تجري فيه رياح الإرهاب كيف تشاء؛ لافتا الى ان "معظم شركات الطاقة العاملة في اقليم كردستان او المناطق المحاذية للاقليم اعلنت عن رغبتها في سحب موظفيها وايقاف العمل في ضخ النفط الخام".

يذكر ان العديد من المحللين ومراقبي الشأن العراقي يتفقون مع الشرفي حيال اسباب التحرك الاميركي المتأخر لمواجهة تنظيم داعش الارهابي ودحره من الاراضي الذي استولى عليها في العراق.

ويقول الباحث والاعلامي العراقي الدكتور "عبد الخالق حسين"، في رؤية مماثلة ان "السبب الحقيقي لتحرك أميركا ضد داعش هو ما يلي:
أولاً، أن داعش مثل القاعدة، يرسم لها مؤسسوها أهدافاً معينة لتحقيقها، ويضعون لها خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها، ولكن في أغلب الأحيان ينقلب السحر على الساحر، وتعبر الخطوط الحمراء مما يتطلب دخول المؤسس لإيقاف التنظيم عند حده.

ثانياً، تجاوزت عصابات داعش الخطوط الحمراء حيث وصلت إلى مشارف أربيل، وبالأخص خطر سيطرتها على المصالح الأميركية في المؤسسات النفطية القريبة وشركاتها الأخرى. وهذا ما سمعته من مقدم نشرة أخبار بي بي سي مساء ٨/٨ وهو يحاور أحد المسؤولين الأميركيين الذي أنكر ذلك بالطبع!
https://taghribnews.com/vdcgyn9quak93y4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز