اعتبر وزير الاوقاف الاردني هايل داوود ان ممارسات الجماعات التكفيرية الارهابية منهجا واداءً هو في الواقع يصب في مصلحة المشروع الصهيوني الذي يهدف الى تفتيت وتمزيق الامة الاسلامية واهدار طاقاتها البشرية والاقتصادية والعسكرية .
شارک :
على هامش المؤتمر الدولي الثامن والعشرين للوحدة الاسلامية الذي عقد في طهران التقينا بوزير الوقاف الاردني الدكتور هايل داوود واجرينا معه حوارا حول اهم ما يهدد مستقبل الامة الاسلامية من مخاطر وعلى رأسها خطر الفكر التكفيري والاقتتال بين المسلمين .
عرقلة جهود التقريب بداية سألنا معالي الوزير حول مشروع التقريب وهل استطاع ان يؤدي دوره للحد من الفكر المتطرف والمتزمت قال ان مشروع التقريب اليوم يواجه عدة تحديات اهمها وجود قوى وجهات ترفض هذا المشروع من الاساس بل تحاول عرقلة جهود التقريب من خلال اثارة النعرات الطائفية التي تثير الاحقاد والفتن المذهبية .
والامر الثاني حسب رأي الوزير هو وجود مدارس اكدت على المذهبية او بعبارة اخرى الترويج للمذهب الواحد ولهذا استطاعت ان تغري عوام الناس السذج بشعاراتها الفتنوية التفريقية خالفت التقريب بين المذاهب الاسلامية وطرحت بدائل طائفية .
ويرى وزير الاوقاف الاردني ان ظهور الجماعات التكفيرية واشعال حروب واقتتال بين المسلمين يدل على ان جهود التقريب لم تحقق النتائج المطلوبة مشددا على ضرورة ان تخرج هذه الجهود من مجرد لقاءات ومؤتمرات تنظيرية الى وضع منهجية عملية لترجمتها على ارض الواقع .
ولكنه في نفس الوقت يرى ان سبب تشديد الاحتقان الطائفي يرجع الى اولائك اللذين يركزون على الخلافات الهامشية والجزئية بين المذاهب الاسلامية وينبشون في التراث الاسلامي ليضخموا هذه الخلافات المنسية معظمها ليصلوا بالنهاية الى تفسيق وتبديع وتكفير مخالفيهم وهم بذلك يثيرون العصبيات المذهبية ويؤججون الاحقاد والنزاعات بين المذاهب .
واضاف قائلاً:" معظم علماء السنة المعتمدين لم يكفروا الشيعة في الماضي وكذلك العلماء المعتمدون عند الشيعة لم يكفروا السنة ولكن بعض المتزمتين والمنغلقين من الطائفتين راحوا يفتشوا عن الاراء الشاذة وقاموا باحيائها ونشرها من اجل تشديد الفرقة بين المذهبين ."
ويرى الوزير ان في مثل هذه الظروف من الطبيعي ان يقف اعداء الاسلام والمسلمين الى جانب هذه الجماعات وتدعمها بشكل وكأنها تمثل الاسلام الاصيل بهدف تشديد الشقاق والخلاف بين المسلمين .
الارتباط الوثيق بين التيار التكفيري والمشروع الصهيوني وهل هناك ارتباط وثيق بين التيار التكفير والمشروع الصهيوني اجاي هايل داوود" ان التيار التكفيري الذي ينخر في جسد الامة ويعمل على تكفير طوائفها المختلفة هو في الحقيقة يحقق اهداف الكيان الصهيوني في عمله هذا لان الكيان الغاصب لا يريد لهذه الامة ان تكون موحدة ومتكاتفة وقوية لان وحدتها وتعاضدها مع بعضها يرعب هذا العدو ، بغض النظر ان كان هناك تنسيق مباشر او غير مباشر بين التيار التكفيري والكيان الصهيوني ، فالمهم ان مشروع التكفير يصب في صالح المشروع الصهيوني للعالم الاسلامي ولهذا نعتقد انه يشكل خطرا كبيرا على هذه الامة ."
والمصلحة الصهيونية في اعتقاد وزير الاوقاف الادرني تتمثل في تشديد الاحتقان الطائفي والاقتتال بين المسلمين . وما تشهده منطقتنا الاسلامية اليوم جعل العدو الصهيوني يشعر وكأنه هو الرابح الاكبر من بين هذه الازمات وكذلك يشعر بالارتياح والاطمأنان على امنه ، لافتا ان المشروع التكفيري مفبرك وممنهج من قبل اعداء الاسلام .
الغرب واستخدام الجماعات التكفيرية الارهابية واشار الى ان الغرب يستفيد من هذه الجماعات لتحقيق عدة اهداف : الاول : تشويه صورة الاسلام والمسلمين واظهاره للعالم الى انه دين يدعو للتوحش والعنف وغير انساني والمسؤول عن جميع الاعمال الارهابية التي ترتكبها الجماعات التكفيرية لكي ينفّر الرأي العام الغربي من الاسلام .
الثاني : تدمير البنى التحتية للدول الاسلامية على صعيد الطاقات البشرية من خلال الاقتتال بين الشعوب والطاقات الاقتصادية والعسكرية لتتحول هذه البلدان الى لقمة سائغة ويأتي الغرب بحجة الاعمار ليستنزف ثروات هذه الشعوب .
الثالث : الحروب الاهلية ومن خلال الجماعات الارهابية التي راحت تهدد امن المنطقة والعالم تعطي ذريعة للدول الغربية وعلى رأسها امريكا للتدخل المباشر العسكري في هذه الدول بحجة مكافحة الارهاب .
سبب إنتشار الفكر التكفيري وعن اسباب انتشار الفكر التكفيري بهذا الحجم تحدث الوزير الاردني عن عدة اسباب اهمها سطحية وسذاجة هذه الافكار مما يغري بعض طبقات المجتمع الجاهلة عن حقيقة الاسلام مثل شعارت الجهاد والشهادة وتجديد حياة الخلافة الاسلامية وتطبيق الشريعة .
والعامل الثاني هو استغلال الظروف الاجتماعية والفساد الاخلاقي المتفشي في مجتماعاتنا الاسلامية والذي ادى الى الابتعاد عن القيم الدينية خاصة لدى الجيل الجديد ، حيث تحولت الى عنصر استغلها الفكر التكفيري لتحريض الشعوب ضد انظمتها تحت عنوان ان هذه الانظمة خارجة عن الدين لانها لا تطبق القوانين الاسلامية .
والعامل الثالث يتلخص في الفساد السياسي والاقتصادي وكبت الحريات لدى غالبية انظمتنا العربية والاسلامية خاصة فشلها في الدفاع عن القضية المركزية فلسطين مما شدد حالة الصخب الشعبي ضد هذه الانظمة ، الامر الذي ادى الى التحاق كثير من الشباب الى الجماعات الارهابية بهدف تحقيق امالهم بالتخلص من هذه الانظمة .
ولهذا يرى هايل داوود ان مواجهة التيارات التكفيرية لا يكفي فقط على الصعيد الفكري والتوعوي وهو امر اساسي وضروري ولكن يجب ان يتم الى جانب ذلك اصلاحات سياسية واقتصادية جذرية لانظمة الحكم حتى يمكن انتزاع الذرائع من ايدي هذه الحركات التكفيرية التي تخدع الجيل الجديد وعوام الناس بشعاراتها البراقة .
يجب غلق الفضائيات الطائفية الفتنوية وحول الفضائيات الفتنوي التي تحرض على الكراهية المذهبية وتشدد الخلافات بين المذاهب الاسلامية المختلفة يعتقد وزير الاوقاف الاردني ان هذه الفضائيات وسائر وسائل الاعلام الطائفية العصبوية تلعب دورا خطيرا في توتير العلاقات بين المذاهب وتؤجج الفرقة بين المسلمين وتعرض وحدتهم للخطر .
واضاف قائلاً :" نحن نعلم ان الخلافات بين المذاهب الاسلامية قديمة ولكنها لم تصل الى حالة التفسيق والتكفير واستباحة الدم مثل ما نشاهده اليوم . فالفضائيات المذهبية لعبت دورا مهما في اراقة دماء المسلمين وتشديد الاقتتال بينهم . ولهذا يجب اتخاذ قرار لغلق كل وسيلة اعلامية تدعو الى التكفير واستباحة دماء المسلمين وتدعو الى نفي الاخر وتحرض على سائر المذاهب ان كانت هذه الوسيلة او الفضائية شيعية او سنية . " مشددا على ضرورة تأسيس اعلام ثقافي اسلامي معتدل يساعد على جمع وتعاون المكونات المختلفة لهذه الامة لا ان يفرقها ويثير بينها الاحقاد والبغضاء . اجرى الحوار : محمد ابراهيم رياضي