الإسلاميون متهمون بالإرهاب لمقاومتهم التغلغل الاستعماري الغربي
لاشك أن هناك بعض البلدان الإسلامية التي تعيش أوضاعا أمنية صعبة ناتجة عن تبعية القرار السياسي في هذه البلدان إلى مراكز النفوذ الغربي التي تسعى دائما لاحتكار القرار السياسي فى دولنا.
شارک :
وكالة انباء التقريب (تنا) : حذر الدكتور سعد الدين العثماني الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية المعارض والنائب بالبرلمان المغربي من خطورة الجهود الغربية للسيطرة على القرار السياسي في دول المنطقة لضمان استمرار الهيمنة على ثرواتنا واستنزافها وحرماننا منها .
وفي مقابلة مع شبكة الإعلام العربية "محيط " تمت خلال مشاركته في مؤتمر "منتدى الوسطية" الذي عقد بالقاهرة أشار إلى أن هناك جهود فرنسية لإحلال اللغة الفرنسية بديلا للغة العربية في بلاد المغرب العربي لطمس الهوية العربية الإسلامية.
واليكم تفاصيل المقابلة .. محيط: في الكثير من البلاد العربية والإسلامية تتهم الحركات الإسلامية بالإرهاب والأحزاب الإسلامية ومنها حزب العالة والتنمية المغربي بالتشدد والتطرف فما تعليقكم علي هذا الطرح ؟
- لاشك أن هناك بعض البلدان الإسلامية التي تعيش أوضاعا أمنية صعبة ناتجة عن تبعية القرار السياسي في هذه البلدان إلى مراكز النفوذ الغربي التي تسعى دائما لاحتكار القرار السياسي فى دولنا. فهناك صراع منذ قرون بين الحضارة الغربية ومراكز النفوذ السياسي الغربية من جهة وبين قوى المقاومة والتحرر في بلداننا الساعية للتحرر من هذه التبعية .
وبسبب احتياطيات النفط والثروات الطبيعية والمواقع الإستراتيجية لدول العالم الإسلامي فإن الدول الغربية تحاول السيطرة على القرار السياسي لتضمن لنفسها السيطرة الدائمة على الثروات والمقدرات في بلداننا.
وهذه القوى الغربية في كثير من الأحيان تصطنع نظما سياسية وحزبية في بلداننا تكون موالية لها بوعي أو بدون وعى لتضمن لنفسها نفس الهدف.
ولأن الإسلاميين فى هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ الأمة يتصدون لهذا التغلغل ويحاولون التحرر من هذه التبعية تحاول القوى الغربية القضاء عليهم والتصدي لدعوات التحرر ومن هنا جاء اتهام تلك الاحزاب والحركات بـ الإرهاب أو التشدد أو الظلامية أو غيرها من المسميات جاهزة الصنع.
محيط : مارأيكم في الطرح الذي يري أن تغلغل النفوذ الفرنسي في بلاد المغرب العربي هو السبب في عدم وصول الأحزاب الإسلامية إلى الحكم عبر صندوق الانتخابات كما حدث في الجزائر في التسعينيات عندما ألغيت باوامر فرنسية نتائج الانتخابات التي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ؟ - نعم هذا صحيح بالفعل فمنذ خروج الاحتلال الفرنسي من بلداننا في شمال إفريقيا وكثير من النافذين في بلداننا هم من الذين تربوا في أحضان الفرنسيين الذين يؤمنون بأن المستقبل الأفضل لهذه البلدان يكون في التبعية لفرنسا وهم بلاشك يقفون في وجه الإسلاميين الذين يحاولون التحرر من هذه التبعية.
محيط : ماذا عن خطط فرنسا في محاربة اللغة العربية في عقر دارها بطرح الفرنسية بديلا لها وفرنسة التعليم والثقافة في بلاد المغرب العربي بالترويج لـما يسمي بـ "الفرانكفونية "؟
- صحيح في شمال المغرب طغت اللغة الفرنسية على لسان الشعوب العربية أكثر مما كان فى وقت الاحتلال وأكثر مما يقتضيه التعدد اللغوي في أي بلد فنحن لانعترض على التعدد اللغوي بل نشجعه ولكن ليس على حساب اللغة الأم. ونحن نرى اليوم دول كثيرة لايتعدى سكانها بضعة ملايين لكنهم يحترمون لغتهم ويدعمونها بكل الوسائل ومع أننا كعرب ملايين كثيرة في العالم لكننا لانحترم لغتنا العربية ونقدم لغات أخرى عليها .
وللأسف الشديد في بعض بلدان المغرب العربي أصبحت الفرنسية هي اللغة الرسمية في كل المؤسسات وإن لم يعلن ذلك رسميا و لم ينص عليه في الدستور.
محيط: الأمازيغ في بلاد المغرب العربي يطالبون باعتماد لغتهم الأمازيغية كلغة رسمية في تلك البلاد فإلى أي مدى تؤثر هذه النزعات الثقافية الانفصالية على مستقبل تلك البلاد؟ - الأمازيغية هي اللغة الأصلية لشعوب المنطقة قبل الإسلام وبعد الإسلام تعايشت اللغتان العربية والأمازيغية فى هذه البلدان وهذا ليس غريبا لأن الفتح الإسلامي لم يكن فتحا للتعريب بل كان فتحا لنشر الإسلام والتوحيد والتعايش بين الثقافات والأعراف التي لاتصطدم بعقيدة التوحيد وجوهر الشريعة الإسلامية.
والدليل على ذلك أن الكثير من الشعوب المسلمة الغير عربية تحافظ على لغتها القومية الأصلية رغم إسلامها القوى والواضح مثل الأتراك والمتحدثين بالأردية والهندية والفارسية وغيرها.في الهند وباكستان وأفغانستان وغيرها .
لكننا من زاوية أخرى لانستبعد سعى بعض الدوائر الغربية النافذة وخاصة الفرنسية تشجيع هذا الانفصال الثقافي والتفتيت الإجتماعى ومحاربة اللغة العربية باعتبار أنها لغة القرآن الكريم واللغة التي تؤدي بها فروض الإسلام ومن باب "فرق تسد" لضمان المزيد من الفوضى والسيطرة على هذه البلدان.