باحث تونسي لـ"تنا" : الاسلام الاصيل اليوم يحارب كما حورب في زمن الامام الحسين(ع)
تنا - خاص
إعتبر الباحث والمفكر التونسي محمد صالح الهنشير ان العصر الحاضر اشبه بكثير بالظروف التي كان يعيشها الامام الحسين عليه السلام من ناحية انتشار الظلم وفساد الحكام واضطهاد الشعوب وتحريف الدين الاسلامي .
شارک :
وخلال حواره مع وكالة انباء التقريب "تنا" بمناسبة ايام محرم الحرام وذكرى عاشوراء الاليمة ، اكد المفكر التونسي انه لولا ثورة الحسين (ع) لكان المسلمون يعيشون عصر الجاهلية ويعبدون الاوثان .
ووصف حركة الامام الحسين (ع) بانها تعبر عن انطلاقة الاسلام لمواجهة التحريف والفساد لانه انطلق من نفس المصدر الذي انطلق منه الاسلام اي مكة المكرمة مع انه كان بامكانه ان ينطلق من المدينة .
وعن اهم عناصر استراتيجية الحسين (ع) في حركته الثورية هذه قال محمد صالح الهنشير ان الامام ركز على عدة عناصر مهمة منها انه جاء بأهل بيته من نساء واطفال كحملة اعلامية لتسجل هذه الحادثة العظيمة في ذاكرة التاريخ وتنتقل الى جيلنا الحاضر .
والاستراتيجية الثانية قيادته بنفسه لهذه الحركة لعلمه بمكانته عند عامة الناس وتأثير مواجهته مع السلطة الفاسدة فيما بعد على الامة بسبب حقانية ثورته والفساد المكشوف لحكومة يزيد وانحرافه عن الدين .
والاسلوب الاخر الذي انتهجه الحسين (ع) في كربلاء هو الاسلوب التوعوي من خلال خطابه لجموع المحتشدين لقتاله وتعريته لحقيقة السلطة الحاكمة وسبب تحشيد الامة لقتاله ، معلنا انه يمثل الدين وحامل لرسالة النبي (ص) الذي تعرض للتحريف والتزييف وبحاجة للاصلاح واعادة مجده واسسه .
وتابع ان الامة الاسلامية انذاك كانت تؤمن بمصداقية الحسين (ع) ومواقفه لما يحمل من فضائل اكدتها احاديث الرسول (ص) وسيرته المباركة والمعروفة لدى الجميع .
انحراف يزيد
واما عن معالم الانحراف في حكومة يزيد اكد الهنشير ان انحراف يزيد عن الشريعة كانت جلية للجميع لانه كان يرتكب كثير من المحرمات منها شرب الخمر ولكن بسبب ظلمه واستبداده لم يكن احد يستطيع الاعتراض على ممارساته الظالمة والمخالفة للشريعة الاسلامية ولهذا بايعته كافة اطياف المجتمع انذاك الا الامام الحسين (ع) التي كانت تغضبه عدم بيعته له لانه كان يعلم جيدا مكانة الامام وتأثيره على المجتمع .
واكد المفكر التونسي ان الامام الحسين (ع) كان يعلم جيدا ان معاوية وابنه يزيد كان هدفهم طمس معالم هذا الدين وعودة الامة الى عصر الجاهلية والوثنية ولهذا تحرك الامام لمواجهة هذا الخطر الذي كان يهدد مستقبل الاسلام .
ظروف الحسين (ع) وظروفنا المعاصرة
وعند اجابته على سؤالنا : هل واقعنا الحاضر استمرار للواقع الذي كان يعيشه الامام الحسين (ع) ؟
قال الباحث التونسي اننا اليوم نعيش انواع الانحراف عن الدين وانواع الظلم بحق الشعوب المسلمة مستشهدا بالاوضاع في اليمن وسوريا والبحرين وليبيا وبعض الدول الافريقية التي يقتل فيها المسلمون من كل الطوائف خاصة الطائفة الشيعية باسم الاسلام وكذلك الاوضاع في ميانمار كلها علائم الظلم والاستبداد ، وحتى تصنيف المقاومة بمنظمات ارهابية دلالة على حجم المؤامرات التي تحاك ضد المسلمين تشبه الى كثير المخطط الذي جاء من اجله يزيد .
ومن معالم الشبه بين العصر الحاضر والعصر الذي كان يعيشه الامام الحسين (ع) هو فساد اكثر حكامنا في العالم العربي والاسلامي والتعتيم الاعلامي على الفساد والاضطهاد والظلم لتبقى عوام الناس تجهل الحقيقة وكذلك جهل العوام على حقيقة الاسلام والواقع الذي يعيشونه ، مؤكدا ان ما يمارس اليوم في اكثر بلداننا العربية والاسلامية هو التصدي للاسلام المحمدي الاصيل اي نفس النهج الذي كان يتبعه يزيد بن معاوية عندما توجه لقتال الامام الحسين (ع) وهو لم يقاتل شخص وانما كان هدفه قتال الاسلام المحمدي الاصيل .
وفي هذا السياق اشار الى المحن والمآسي التي يعانيه الشعب الفلسطيني والكوارث التي تحل يوميا بحق مسلمي ميانمار معتبرا ان هذه الصور كلها دلالة على تكرار اضطهاد المسلمين ومحاربة الاسلام .
وحول مستوى المنبر الحسيني واستجابته لتطلعات الجيل الجديد وعصرنته انتقد المفكر التونسي الخطاب الحسيني لانه لم يتطور ويتغير اسلوبه وبقى تقليديا وحتى على المستوى المعرفي لم نلحظ اي تغيير يبين الثورة الحسينية ببيان عصري وتفسير جديد ، مشيرا الى ضرورة مخاطبة العقل الى جانب مخاطبة العواطف .
واكد ان المنبر الحسيني بحاجة الى تحول وتغيير على كل المستويات المعرفية والسلوكية والمنهجية لانه لا يستطيع ان يستجيب الى مطالب الجيل الجديد والسبب يرجع الى اسلوبه ومستواه الماضوي وعدم تطرقه الى الشبهات المطروحة على الاسلام ، خاصة والامة الاسلامية تواجه حرب ناعمة ذكية تستهدف القيم الاسلامية .
حاوره : محمد ابراهيم رياضي