طلال عتريسي : الميدان هو الذي يفرض الشروط ويضع البنود ويعدل في اي مسودة او مشروع لوقف النار
تنـا - خاص
اكد الباحث والخبير الأكاديمي في الشؤون الاجتماعية والاقليمية اللبناني "الدكتور طلال عتريسي"، بان "الميدان هو الذي يفرض الشروط، وهو الذي يضع البنود، وهو الذي يعدّل في اي مسودة او مشروع لوقف اطلاق النار بغزة او لبنان".
شارک :
جاء ذلك في حوار خاص اجرته وكالة انباء التقريب (تنـا) مع الباحث الاكاديمي اللبناني الدكتور عتريسي، وذلك في ضوء الاخبار التي تحدثت عن زيارة مرتقبة للمبعوث الامريكي- الصهيوني "عاموس هوكشتاين" الى المنطقة، والتكهنات بشان "امكانية التوصل الى وقف النار في غزة ولبنان".
واوضح الدكتور عتريسي : ان زيارة هوكشتاين المرتقبة، هي تحت عنوان وقف اطلاق النار، والتجارب تقول بان الامريكي وحتى الاسرائيلي من خلفه، لا يفكران بوقف اطلاق النار الاّ اذا كان الميدان يسير في اتجاه معاكس لاهدافهما، او انهما بدءا يدفعان اثمانا كبيرة في هذا الميدان من دون تحقيق اي نتائج ملفتة وصولا لما يسمى بـ"النصر الكامل" والذي يتمثل في القضاء على حركة حماس واطلاق سراح جميع الاسرى الصهاينة في غزة، وبالنسبة الى لبنان ايضا هناك اهداف وضعها العدو، بما في ذلك "القضاء على حزب الله" و"نزع سلاح المقاومة" وصولا الى تغيير "الشرق الاوسط".
واضاف : زيارة هوكشتاين هذه المرة تختلف عن زيارته الاولى التي كان قد طرح فيها كل الشروط "الاسرائيلية" خلال الاسبوع الاول من التوغل البري الصهيوني على لبنان؛ مبينا ان شروط الاحتلال انذلك كانت ضمن مخطط السيطرة على لبنان والتدخل عندما يريد "الاسرائيلي"، والاعتداء متى ما يشعر الكيان بأي خطر، ونزع السلاح وما شابه ذلك.
واكد هذا الباحث في الشؤون الاقليمية، بان "كل تلك المخططات والمزاعم تراجعت اليوم، واُلغيت من مسودة الامريكي والاسرائيلي، لان الميدان هو الذي يفرض الشروط وهو الذي يضع البنود وهو الذي يعدل في اي مسودة او مشروع لوقف اطلاق النار".
ومضى الى القول : لذلك ما تشهده الايام الاخيرة من معارك طاحنة في جنوب لبنان، هو لان العدو يريد من خلال هذا التصعيد ان يحقق بعض الاهداف ليتمكن من تحويلها الى بنود في الورقة او في المسودة المعروضة لوقف اطلاق النار؛ مردفا "لكن المقاومة، من جهتها، تعرف ذلك فتمنع الكيان الصهيوني من تحقيق اي هدف، لكي تضع هي الشروط المناسبة، وتغيّر في البنود بما يتناسب ورؤيتها واهدافها وفي ظل إنجازاتها الميدانية".
واكد عتريسي، بان "المقاومة لا تزال قادرة على فرض شروطها واجراء التعديلات اللازمة سواء في مسودة وقف النار بغزة، اي انها لا تقبل بالشروط التي تُفرض عليها؛ كما ان في لبنان حزب الله لن يقبل بالإملاءات، والدليل هو ان الحزب وضع التعديلات على المسودة التي طرحها الامريكي وارسلت اليه بواسطة رئيس المجلس النيابي".
واوضح : لقد وضع حزب الله تعديلاته وحدد شروطه، بما يعني انه لا يزال قوي وصلب في الميدان، ولو كان مهزوما لما تمكن من وضع اي شروط على اي ورقة ولا على اي مسودة.
وفي اشارة الى الاغتيالات التي نفذها الكيان الصهيوني، ولا يزال، على قادة المقاومة في غزة ولبنان، قال الباحث الاكاديمي اللبناني : ان ما انجزته "اسرائيل" من ضربات مؤثرة وفاعلة ضد قيادة المقاومة، خصوصا اغتيال الامين العام لحزب الله لبنان السيد حسن نصر الله (رض) وقيادات ميدانية، شكّلت انجازات مهمة بالنسبة للعدو، لكن كان يفترض بعد هذه "الانجازات" ان تحقق "اسرائيل" الانتصار وان تعلن بانها بلغت اهدافها وقضت على قيادة المقاومة وانها بالتالي قادرة على فرض شروطها.
واستطرد : لكن ذلك لم يتحقق عمليا، لان "اسرائيل" ارادت ان تستكمل ما انجزته على صعيد الاغتيالات بالتوغل البري لاحتلال جزء من لبنان، او ربما احتلال باقي ارضيه اذا لم تواجه اي مقاومة، الا ان ما حصل وكما اشرنا، هو ان واجه العدو مقاومة قوية صلبة متماسكة جعلت ما انجزه عبر اغتيال قيادة المقاومة مرحلة بدأت تُطوى، ولم يعد بالامكان توظيف هذه الاغتيالات في تحقيق الاهداف الصهيونية؛ لذلك هناك من يدعو داخل الكيان الصهيوني، الى وقف اطلاق النار قبل ان تتبدد كل هذه الانجازات التي يزعم العدو تحقيقها.
وتابع عتريسي : اذن هذه الاغتيالات في لحظة معينة شكلت انجازات كبيرة بالنسبة للعدو الصهيوني، لكن بمرور الوقت ومع استمرار المقاومة في جنوب لبنان لم تعد انجازات فاعلة وقوية ومؤثرة، وبات الفاعل والمؤثر هو الميدان، حيث يدفع الجيش "الاسرائيلي" الاثمان الباهضة، وبما يتجاوز عمليا انجازات الكيان المرجوة من هذه الاغتيالات.
وافاد "موقع أكسيوس" عن مسؤولين أمريكيين قولهم، ان هوكشتاين أبلغ رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري تأجيل زيارته الى بيروت لحين توضيح موقف لبنان من "اتفاق التسوية"؛ حسب تقرير لموقع الجزيرة في 18 تشرين الثاني / نوفمبر الجاري.
وكان من المنتظر أن يتوجه المبعوث الامريكي - الصهيوني عاموس هوكشتاين إلى بيروت الثلاثاء 19تشرين الثاني / نوفمبر 2024، قبل أن يتوجه إلى "إسرائيل" الأربعاء، في إطار ما يسمى بـ "الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار (بلبنان)".