باحثة تونسية لـ"تنا" : ما لم نطوّر قراءتنا للدين ونصوصه فالفكر الداعشي مستمر
تنا - خاص
اكدت الباحثة التونسية في مقارنة الاديان حياة بكرى ان القراءات الماضوية والمتحجرة للنصوص الدينية هي التي تولد الفكر المتطرف وبتبعه الجماعات المتطرفة الارهابية التي تكفر المختلفين معهم حسب قرائتهم المغلوطة للموروث الديني داعية الى قراءة مستجدة للدين .
شارک :
وخلال حوارها مع وكالة انباء التقريب "تنا" اشارت العضوة في هيئة الرئاسة للاتحاد العالمي للنساء المسلمات التابع للمجمع العالمي للتقريب الى بعض الاسباب التي ادت الى انتشار الفكر التكفيري في العالم الاسلامي وانضمام جيل الشباب الى المجموعات المتطرفة والارهابية مقسمة العوامل الى مباشرة وغير مباشرة .
واوضحت المفكرة التونسية ان العوامل المباشرة عبارة عن تهميش الشباب والفقر والبطالة وفقدانه لهويته الحضارية والدينية اضافة الى العامل السياسي بسبب الاستبداد والاضطهاد الفكري للانظمة الحاكمة في الدول الاسلامية مما اعد الظروف المناسبة لاستغلال مواطن الضعف عن الشباب من قبل الغرب وعملائه في هذه الدول لايجاد جماعات متطرفة من خلالهم لقتل المسلمين بيد المسلمين .
واما العالمل الغير مباشر والاهم في ايجاد الفكر المتطرف حسب رأي حياة بكرى فيتمحور في القراءة الرجعية والجمودية والمغلوطة للنصوص الدينية وعدم عصرنة تفسير هذه النصوص لكي يمناع استغلالها في الاتجاه الفكري المتشدد والتكفيري .
عدم الاعتراف بالتعددية الدينية والمذهبية والفكرية ورفض الاخر هو الاخر يعتبر احد اسباب انتشار التطرف حسب ما اكدت عليه عضوة الاتحاد العالمي للنساء المسلمات ، مشيرة الى ان العصوبية المذهبية تخرج اتباع سائر المذاهب عن الدين وهو الذي يجر اتباعه الى التطرف والتشدد ومن ثم الارهاب .
وفي هذا السياق اشارت الى بعض فتاوي ابن تيمية التكفيرية ، عندما اعتبر الروافض "الشيعة" والمعتزلة والصوفية اخطر على الاسلام من استبداد واضطهاد التتار لان استبدادهم حسب رأي ابن تيمية يضر بالمستضعفين من المجتمع ولا يمس الاسلام .
واوضحت بكرى ان مثل هذه الافكار هي التي تولد الكراهية بين الطوائف المختلفة للمسلمين وتبرر اعمال المستعمرين والمستبدين .
ومن ثم اشارت الى مكانة المرأة في الفكر المتشدد الذي يقرء الموروث الديني قراءة رجعية ، فالمرأة في مفهوم هؤلاء عبارة عن متعة ووسيلة لاشباع الغريزة الجنسية ولهذا تصدر فتاوي جهاد النكاح ، مشيرة الى ان المرأة لا قيمة لها في مجموع فتاوي التيار المتشدد التكفيري .
وركزت في حديثها عن القراءة المغلوطة للنصوص الدينية حول موقف التيار الجمودي والمتحجر بالنسبة للمرأة بانه تفسير اقصائي لدورها وتحقيرها في المجتمع بناء على تفسيرهم للنصوص الدينية متناسين دعوات المساواة بين المرأة والرجل ودعوات التكاتف والاخوة بين افراد المجتمع نساء ورجالا .
واعتبرت حياة بكرى ان القضاء على داعش عسكريا غير كاف للتخلص من هذا النهج المنحرف لان اللذين اسسوا الدواعش قادرين على خلق جماعات مشابه ما دام الجهل مسيطر على عقولنا وعقول شبابنا وما دامت مؤسساتنا الدينية ومفكرينا غير قادرين على صنع البدائل وما دامت هذه المؤسسات الدينية تشرح وتروج للموروث الديني بالطريقة التقليدية والرجعية ولم تحرر نفسها من تلك الاساليب القديمة لتطرح الاسلام بطريقة عصرية تستجيب لمتطلبات الجيل الجديد. .
وفي هذا المجال اشارت الى ان عدم الاهتمام بالجانب الفكري والتوعوي للجيل الجديد وعدم الاهتمام بالجانب المعيشي وتحقيق العدالة مما ادى الى ظهور جماعات اخرى تهدد الهوية الدينية للمجتمع مثل الجمعيات الالحادية وعبدة الشيطان والمثليين وما شابه ذلك .
وللخروج من هذه الازمة الفكرية اقترحت الباحثة التونسية على وجوب اعادة النظر في قراءة الدين واعطاء الحريات الفكرية والدينية من جانب وتحسین الاداء الاقتصادي للحكومات الاسلامية من خلال توزيع الثروات بعدالة على شعوبهم .
وعن محاولات السعودية لعزل ايران عن المحيط العربي وتأجيج الاحتقان الطائفي ضد الشيعة ، ترى المفكرة التونسية حياة بكرى ان السعودية فشلت في تحشيد عدد اكبر من الدول العربية ضد ايران خاصة دول شمال افريقيا لم تنضم الى هذا المشروع الفتنوي .
وعن مساعيها ، اي السعودية ، لتأجيج الاحتقان الطائفي ضد الشيعة في المنطقة ، اكدت حياة بكرى الى عدم نجاح النظام السعودي في هذا المجال ايضا خاصة بعد الانتصار الذي حققه حزب الله عام 2006 ضد العدوان الصهيوني على لبنان وكذلك انتصارات المقاومة الاسلامية في غزة عام 2008 ضد العدوان الاسرائيلي مما جعل هاتين المقاومتين قدوة ونموذج للشعوب الاسلامية .
ولفتت الباحثة التونسية ان انتصار حزب الله المحسوب على الشيعة اثار غضب وسخط الاعلام العربي الممول من النظام السعودي وبدأ بالتحريض ضد الشيعة معتبرا حزب الله اداة بيد ايران للتبشير الشيعي في المنطقة ولكن دون جدوى ، والسبب حسب رأي المفكرة التونسية يرجع سياسات واستراتيجة السعودية الخاضعة للاملاءات الامريكية والصهيونية .
وتعتقد عضو الاتحاد العالمي للنساء المسلمات ، ان السعودية وبعض الدول الخليجية تحولت الى اداة للتصدي لكل فكر تنويري ومتجدد اسلامي ومانع لتطور وتقدم الدول الاسلامية .
ودعت الى مشاركة فعالة للمرأة المسلمة في الهيئات والمؤسسات التقريبية خاصة لجنة المساعي الحميدة لان المرأة تشكل نصف المجتمع وتستطيع ان تلعب دورا مهما في ترسيخ ثقافة التقريب والوحدة الاسلامية .
ولترجمة التقريب الى واقع تعيشه القاعدة الشعبية خاصة جيل الشباب رأت حياة بكرى من الضروري تثقيف الشباب من الصغر وتغيير استراتيجية الاعلام في التعامل مع المذاهب الاسلامية حیث يكون قائما على اساس احترام التعددية وقبول الاخر المختلف معه لان الشيعي يبقى شيعيا والسني يبقى سنيا والانصهار مستحيل لان الهدف هو ايجاد التقارب والتآلف ونبذ الكراهية والاحقاد .