دستمالجيان : الظروف الدولية افقدت فاعلية العقوبات الامريكية على ايران وحزب الله
تنا - خاص
يرى السفير الايراني الاسبق في لبنان احمد دستمالجيان ان العقوبات الامريكية على ايران وحزب الله في الظروف الدولية الحالية لم ترى اذان صاغية لها وهذه العقوبات لم تؤثر لا على ايران ولاعلى حزب الله وان مثل هذه العقوبات فقدت فاعلياتها في الظروف الحالية .
شارک :
وخلال حواره مع وكالة انباء التقريب "تنا" على هامش المعرض الثالث والعشرين للصحافة ووكالات الانباء في طهران اكد دستمالجيان ان كثير من دول العالم وخاصة الاوروبية وبسبب الازمات الاقتصادية لا ترغب في المشاركة في العقوبات الامريكية الجديدة على ايران وحزب الله وبهذا تفقد هذه العقوبات فاعليتها وتأثيرها .
ويرى الخبير السياسي في شؤون المنطقة العربية ان العقوبات الامريكية على حزب الله ليس بالجديد وكذلك العقوبات على ايران وسبب كل هذه الاجراءات التعسفية هو الهزائم التي لحقت بالسياسة الامريكية في المنطقة خاصة في سوريا والعراق بسبب الدورالفاعل لايران ومحور المقاومة والمتمثل بحزب الله في تلك الدول وكذلك بسبب القاعدة الشعبية الكبيرة التي نالها حزب الله في المنطقة وكثير من الدول الاسلامية .
كما يرى دستمالجيان ان السبب الاخر من وراء هذه العقوبات هو احباط مخطط تقسيم المنطقة عن طريق صنيعة الولايات المتحدة اي "داعش" بسبب هزيمة هذه العصابة على يد القوات العراقية وبالتعاون مع ايران ومحور المقاومة وكذلك بسبب تصدي هذا الحزب للمؤامرات الصهيونية في لبنان وسوريا وتصديه كذلك للجماعات الارهابية المتعاونة مع امريكا والكيان الصهيوني .
واما عن المرحلة بعد القضاء على داعش اوضح السفير الاسبق الايراني في لبنان ان المخطط كان عبارة عن اثارة حروب مذهبية مستديمة في المنطقة عن طريق الجماعات التكفيرية وبالتالي تقسيم المنطقة الى دويلات من خلال هذه الحروب ولكن ، والحديث لدستمالجيان ، فشل هذا المخطط ولاعادة هيبتهم السياسية المنكسرة مرة اخرى التجؤوا في النهاية الى تنفيذ مخطط اخر لتقسيم العراق عن طريق تحريض الاكراد هناك لاجراء استفتاء ومن ثم الانفصال .
واكد دستمالجيان ان هذا المخطط كذلك فشل بعودة كركوك الى سلطة الحكومة الاتحادية وذلك بالتنسيق والتعاون بين بغداد وطهران وانقرة .
وحول المرحلة التي ستشهدها المنطقة والعالم الاسلامي بعد القضاء على داعش والاثار الفكرية التي سيخلفها هذا التنظيم داخل المجتمع الاسلامي قال السفير الايراني الاسبق في لبنان ان جذور الفكر التكفيري لداعش ستبقى موجودة وسيحاول هذا التنظيم اعادة هيكلته من جديد ولهذا اوصى ولمواجهة نشاط هذا التنظيم من جديد الى تعزيز التواصل واللقاء بين العلماء والمفكرين الاسلاميين على مستوى العالم الاسلامي وتقريب وجهات النظر بين الشيعة والسنة وتثقيف الشعوب على الاسلام الممحمدي الاصيل وبيان حقيقة التيار التكفيري على انه يقصي ويكفر كل من يخالفه ويعارضه الامر الذي لا يتناغم مع الاسلام المتسامح الذي يدعو الى التعامل والتواصل مع الاخر المختلفين معه .
وفي هذا السياق اشار الى دور المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية لترسيخ ثقافة التقريب وتخفيف شدة الاحتقان الطائفي في المنطقة من خلال نشر الافكار التقريبية واراء العلماء من كل المذاهب في هذا المجال والتأكيد على التعاون والتعاضد والاخوة الاسلامية ، مشيرا الى الاصلاحات الكاذبة في السعودية من خلال السماح للمرأة للمشاركة في المناحي المختلفة للحياة اليومية على انها خدعة لترويج الاسلام الامريكي .
واشار الى النموذج اللبناني كأفضل نموذج للتعايش السلمي بين كافة المكونات الدينية والمذهبية للمجتمع مشيرا الى محور المقاومة هناك ومشاركة كافة المذاهب والاديان في هذا المحور من المسلم السني والشيعي الى الانسان المسيحي .
وقال ان من التجارب الناجحة في هذا البلد المتعدد الطوائف تأسيس تجمع علماء المسلمين من علماء السنة والشيعة وكذلك محور المقاومة دون ان تظهر على هذا المجتمع اي اثر من النزاعات المذهبية والعرقية .
وفي ختام هذا الحوار اكد مرة اخرى بان الفكر الداعشي لم ينتهي وان المنطقة لم تشهد حربا اخرى ضد هذه التيار لانه انكسر وانهزم نهائيا ولكن الفكر التكفيري لا زال يهدد البنية العقدية للمجتمع الاسلامي داعيا الى تكثيف الجهود الفكرية والتثقيفية والاعلامية في مجال بيان حقيقة هذا الفكر الهدام والتعريف بالاسلام الصحيح .