الشيخ حسن عز الدين لـ تنا : الانتخابات اللبنانية صراع بين استقلال لبنان وخضوعه للاملاءات الاقليمية والدولية

الانتخابات اللبنانية محطة اساسية لمستقبل لبنان السياسي ، والشارع اللبنانی منقسم الى تيارين : تيار يريد ان يحافظ على استقلال لبنان ويحميه من التدخلالت الاقليمية والدولية ومن التهديدات الصهيونية المستمرة ولهذا يعتمد على تحالف حزب الله وامل والاحزاب الوطنية ، وتیار اخر یخضع لاوامر بعض الدول الاقليمية خاصة السعودية والضغوط الدولية خاصة الولايات المتحدة وخير شاهد على ذلك سيناريو حادث استقالة سعد الحريري تحت ضغوط النظام السعودي وتحريضاته هو وتياره ضد محور المقاومة وداعميه .

من يريد الخير للبنان وهل المتناقضات بين التيارين سيجمعهما للدفاع عن اهم هدف وامنية يتمناه المواطن اللبناني اي الاستقرار الامني والسياسي والخروج من تحت طائلة الاملاءات الاقليمية ؟

هذه المواضيع ومواضيع اخرى متعلقة بالانتخابات البرلمانية اللبنانية القادمة ، طرحناها مع الشيخ حسن عز الدين مسؤول العلاقات العربية في حزب الله فكان الحديث بداية حول مدى تاثير تطورات المنطقة خاصة الحدث السوري على الناخب اللبناني حيث اوضح الشيخ عزي الدين ان المشهد السوري وخاصة الانتصارات التي حققها محمر المقاومة مؤخرا وعلى الاخص تحرير الغوطة الشرقية التي كانت تهدد العاصمة السورية دمشق تؤثر على الناخب اللبناني وخياره بين تيارين متنافسين ذو توجهات سياسية متعارصة : تيار متفق مع هذه الانتصارات اي تيارالمقاومة والمتحالفين معه من الاحزاب الوطنية يسعى الى حماية لبنان من مشروع الجماعات الارهابية التكفيرية والحفاظ على استقلال البلد وصونه من التدخلات الخارجية ، مع برامج لتحسين الوضع الاقتصادي مع الاعتماد على الطاقات الذاتية .

وتيار اخر ، والحديث للشيخ عز الدين ، منصاع لاملاءات بعض الدول الاقليمية خاصة السعودية ويحرض ضد محور المقاومة ويطالب بنزع سلاحه ، هذا على الصعيد السياسي ، اما على الصعيد الاقتصادي يعتمد على الاستدانة الاجنبية ليغرق البلد بكاهل الديون الخارجية .

واكد ان هذا الاختلاف في التوجهات الداخلية والخارجية سيدفع الناخب اللبناني الى انتخاب من يحميه ويحمي بلده من الارهابيين واطماع الكيان الصهيوني ويحافظ على استقلاله وسیادته ويحميه من التدخلات الاقليمية ، الواقع الذي عمل به محور المقاومة وفي مقدمته حزب الله .

وحول القانون الجديد في هذه الانتخابات اي قانون النسبية اوضح مسؤول العلاقات العربية في حزب الله ان المقصود من قانون النسبية ما يلي :

1 – مساحدة الدوائر الانتخابية اصبحت اكبر من القانون القديم الذي كان قائما على الاكثرية ومحدود على الاقضية بينما في القانون الجديد تجتمع عدة اقضية في دائرة واحدة . وعلى سبيل المثال فمحافظة الجنوب تنقسم الى ثلاث دوائر وتشمل كل دائرة عدة اقضية.

2 – ليس هناك مرشّح مستقل بل يجب ان يكون كل مرشح ضمن لائحة معينة .

3 – يحق لكل مرشّح ان يصوّت لواحد من طائفته او حزيه ومن نفس الدائرة واللائحة ويسمى بالصوت التفضيلي .

4 - هذا القانون ضمن لكل الطوائف والمذاهب والاحزاب مقاعد في البرلمان حسب النسبة التي تحصل عليها لوائح تلك الطائفة والتي يجب ان تشمل كل لائحة 40% من مقاعد الدائرة حتى تستطيع دخول المنافسة الانتخابية (مثلا: إذا كان عدد مقاعد الدائرة الإنتخابية 10 مقاعد، يجب على أي لائحة أن تضم 4 مرشحين على الأقل حتى تصبح مقبولة).حيث يكون بالإمكان توزيع المقاعد المُخصّصة للدائرة الانتخابية وفق ما تجمعه كل لائحة من أصوات المُقترعين.

(على سبيل المثال فان الدائرة التي تسمّى دائرة “الجنوب الثالثة” والتي تتألف من 11 مقعد نيابي (موزعة على الشكل التالي :3 مقاعد للشيعة في النبطية، 3 نواب شيعة في بنت جبيل، و5 نواب في حاصبيا – مرجعيون: مقعدان للشيعة ومقعد روم أورثودوكس إضافة إلى مقعد درزي).)

وعلى هذا الاساس يرى الشيخ عز الدين ان المنافسة في الانتخابات في هذه الدورة ستكون منافسة حامية وقوية مع مشاركة واسعة وكبيرة من قبل الشعب .

وانتقد الشيخ حسن عز الدين الممارسات التحريضية لبعض اللوائح المتعلقة بالخصوم السياسي ضد لوائح المقاومة ، عاداً هذه الممارسات بالفاشلة وتزيد من تماسك وشعبية لوائح المقاومة والمتحالفين معهم .

واوضح انه بما ان التحالفات الرئيسية هي عبارة عن 8 اذار و 14 اذار ومن يتحالف معهم الا ان وحسب الدائرة يمكن ان تتحالف بعض اللوائح من التيارين الرئيسيين في بعض الدوائر وتتنافس في دوائر اخرى وحتى ان بعض اللوائح المنتمية لاحد التيارين تتحالف في دائرة وتتنافس في دائرة اخرى حسب الاجواء والمستوى السياسي لتلك الدائرة على سبيل المثال نرى انه في بعض الدوائر التيار الوطني الذي هم ضمن 8 اذار يتحالف مع المستقبل المنسوب لـ 14اذار والعكس صحيح .

وشدد ان التحالف الوطني والمقاومة اكبر شعبية من منافسيه لانه اولا تجنب الخطاب التحريضي ضد منافسيه واختار الخطاب السياسي المقنع والذي يرتكز على الحلول السياسية الداخلية والاقتصادية وحسن الجوار مع المحيط العربي دون تدخلات اقليمية والحفاظ على السيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا وضرورة الحفاظ على المقاومة وسلاحه حماية للبنان من العدوان الصهيوني .

الامر الذي يزيد من شعبية هذا التحالف هو الاتهامات الموجهة له من قبل التيار المتحالف مع السعودية من قبيل ان تيار المقاومة ضد عروبة لبنان ويخضع للقرار الايراني و...

وتوقع الشيخ عز الدين ان تحصل لوائح المقاومة واللوائح الوطنية المتحالفة معها اغلبية المقاعد في البرلمان بسبب خطابهم السياسي المقنع لانهم اعرف من غيرهم باحتياجات المواطن اللبناني وافضل من غيرهم دفاعا عن لبنان .

وبخصوص توقعات الاحداث السياسية والامنية فيما اذا فاز تيار 8 اذار في هذه الانتخابات اكد الشيخ حسن عز الدين ان كل التيارات في لبنان متفقة على ضرورة الحفاظ على الاستقرار الامني ولا احد يستطيع ان يفرط به مؤكدا ان ادارة البلد قائمة على اساس الوفاق بين كافة التيارات والمكونات مع وجود الاختلاف في التوجهات السياسية الداخلية والخارجية ، ولهذا من يخسرالانتخابات لا يعني انه لا يستطيع ان يكون ضمن الحكومة لان التركيبة السياسية في لبنان محكومة على اساس الوفاق .

وحول رد فعل بعض الدول الاقليمية والدولية في مثل هذه الظروف اي فوز التحالف الوطني والمقاومة ، قال مسؤول العلاقات العربية في حزب الله ان اي تدخل اقليمي ودولي لعرقلة تشكيل حكومة الاغلبية سينعكس سلبا على الوضع السياسي الداخلي ، ولكنه في نفس الوقت اشار الى واقع دولي وهو ان المجموعة الاوروبية والولايات المتحدة ليس بمصلحتهم زعزعة الوضع في لبنان ، الى جانب وجود قواعد تتحكم في الوضع السياسي الداخلي في لبنان لا يستطيع احد ان يتجاوزها ومن ضمنها التوافق على الحفاظ على الاستقرار الامني والسلم الاهلي ولكن لم يستبعد عز الدين ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية من هذه الدول المخالفة للتحالف الوطني والمقاومة فيما اذا فاز في هذه الانتخابات .

حاوره : محمد إبراهيم رياضي

الشيخ حسن عز الدين لـ "تنا" : الانتخابات اللبنانية صراع بين استقلال لبنان وخضوعه للاملاءات الاقليمية والدولية