ينبغي على كل النخب العربية والاسلامية والناشطين ان تكون لهم وقفة حاسمة امام كافة القضايا ومنها "ملف الاسرى" وغيره وأن يبدأوا في مقاومة الاستعمار الجديد والصهيونية الجديدة، وهو العربي المتصهين والسياسات الحكومية المستخذية التي تنفذ اوامر الاستعمار.
شارک :
وكالـة أنبـاء التقريـب(تنـا) على هامش "المتلقى العربي الدولي لنصرة اسرى المعتقلات" الذي عقد الاسبوع الماضي في العاصمة الجزائرية، التقى مراسل وكالة انباء التقريب(تنـا)، بالمعارض السياسي الاردني المهندس ليث شبيلات الذي شغل سابقا عدة مناصب سياسية وحكومية ومنها عضوية البرلمان الاردني ورئاسة نقابة المهندسين في الاردن، لكنه انسحب من المشاغل الحكومية لاعتقاده بأن "هذه الوظايف اصبحت مستلبة من قبل الحكومات وتم وضعها تحت الديكتاتورية" بحسب قوله. وسأله مراسلنا عن آراءه في ما يخص اهم القضايا العربية والاسلامية وفيما يلي نص الحوار :
س : ما هو تقييمكم للوضع الراهن في العالم العربي ؟ في الواقع إن العالم العربي في تراجع بسبب حكوماته الفاسدة لأن معظم هذه الحكومات قد تصهينت؛ فهناك "صهيونية عربية" واضحة، وللأسف القليل يعرفها ويتكلم عنها، فالصهيوني بالتعريف العلمي هو كل من يؤمن بأن لليهود حق في تأسيس دولة داخل فلسطين، ان كان يهوديا او مسيحيا او كان عربيا او كان حتى مسلما؛ إذا وافق شخص على تاسيس الصهيونية فقد اصبح صهيونيا.
والآن العالم العربي يعيش العصر الصهيوني وقد انصاع اليه ووظف ثقافة شعبه لهذا الاستسلام المذل، وما كان ليكون هذا الظلم في فلسطين لولا تواطؤ الحكومات العربية وغيرها مع العدو الاسرائيلي والأمريكي والسماح له بالدخول الى المنطقة.
باعتقادي ينبغي على كل النخب العربية والاسلامية والناشطين ان تكون لهم وقفة حاسمة امام كافة القضايا ومنها "ملف الاسرى" وغيره وأن يبدأوا في مقاومة الاستعمار الجديد والصهيونية الجديدة، وهو العربي المتصهين والسياسات الحكومية المستخذية التي تنفذ اوامر الاستعمار وبالنهاية تصب في خدمة المستعمر والعدو الصهيوني.
فإن لم نقف كل منا في وجه هذه السياسات الظالمة، ونكتفي فقط بشتم امريكا والصهيونية مجاملين ادواتهم العربية، فإننا في الحقيقة نخون انفسنا ونضحك على ذقوننا.
س : وماذا عن دورنا في توعية الشعوب، فهل يمكن الوقوف بوجه السياسات المذكورة بدون توعية الشعوب العربية؟ ان توعية الشعوب تعتبر الحجر الاساس والخطوة الاولى لاتخاذ السياسة المذكورة، ثم يأتي دور الخطوات الاخرى؛ اي يجب ان نوعي شعوبنا لايقاف ادوات المستعمر العربية ثم نصل الى المستعمر.
س : ما هو دور النخبة في هذه العملية ؟ النخبة في تعريفها الصحيح، هي الشريحة التي تقرر مواجهة الظلم على الصعيد المحلي والعالمي، وبناء على هذا التعريف فإن اصحاب الشهادات ورؤساء الاحزاب واصحاب المراكز والمؤسسات ان لم يلتزموا بهذه المسؤولية فهم ليسوا بنخبة بل هم نكبة على مجتمعاتهم. وهنا ننوه بأنه يجب علينا كشعوب عربية ان نتبع من تنطبق شعاراته مع افعاله، وتقييماً للوضع الراهن في البلدان العربية، يجب القول بأننا نعيش في وضع مرعب لأن الهزيمة والإنهزام وصل الى معظم النخب فأشغلتهم عن اهدافهم الرئيسية ومسؤولياتهم تجاه شعوبهم وهذا وضع مؤسف نعيشه في معظم مجتمعاتنا العربية.
وهنا ياتي دور العلماء فهم اشد تقصيرا اذا كانوا قد اغفلوا واجباتهم التي تقع على عاتقهم في هذا الخصوص، فكلما ازداد الانسان علما ازدادت مسؤولياته تجاه الناس.
س : وماذا عن الوحدة الاسلامية ودورها في هذا السجال : لا شك انه في وضعنا الراهن، نحن اشد حاجة الى الوحدة الاسلامية وذلك يتطلب سعة عقل وصدق ونبذ الخلافات والتعصبات المذهبية وقبول الرأي الآخر من قبل العلماء واصحاب القرارات الدينية في البلدان العربية والاسلامية، فالخلافات المذهبية تاتي نتيجة لآراء وتصرفاتهم ينوي المتطرفون - من كافة المذاهب الاسلامية وخاصة الشيعية والسنية – ان يفرضوها على شعوبهم لكي يشقوا صف الامة، وطبعا هناك من يقوم بذلك اما جهلا وحماقة واما تعمدا وخدمة لمآرب اسيادهم وسياساتهم الصهيونية والامريكية؛ لذلك نحن سعيدون جدا بالفتوى التي اصدرها قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي (حفظه الله) في تحريم كل انواع الاساءات الى رموز المسلمين وخاصة ازواج النبي(ص).
واساسا اعتبارنا كنخب وعلماء لهذه الامة، تجاه جميع المسائل الخلافية التي تثير الفتن داخل المجتمعات العربية والاسلامية هو ان ننسى ما حدث في الماضى ونهتم بواقعنا الحاضر ولا ندع للآراء المختلفة ان تصب في اثارة الفتن والصراعات بين ابناء امتنا الاسلامية والعربية [تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون].
فهذه الخلافات المذهبية لها منشأ خارجي وهناك تيارات داخلية متطرفة من قبل الطرفين توظفها من خلال محطاتها وقنواتها الفضائية تأجيجا للفتن وشرخ الوحدة الاسلامية. فالامر يحتاج الى ذكاء كبير والى حكمة لعدم السماح لهؤلاء الحمقى بطرح امور تفرق بيننا؛ وما شهدناه من تصريحات لبعض العلماء العقلاء على مستوى الشيعة والسنة، ضد المشاحنات المذهبية الاخيرة يعد بعدا ايجابيا في وأد الفتن، فيجب ان نقوى هذه المواقف في مجتمعاتنا وان نكثر من هذه التصريحات على غرار الفتوى التاريخية للامام الخامنئي، لمواجهة كل من يريد الفرقة بين جمع الامة؛ فالواجب هو جمع الامة ودرء المفاسد التي عنها.
وهنا يأتي دور الاعلام بكل انواعه ومنها المحطات الفضائية التابعة لعقلاء الامة، حيث يجب عليها ان تسعى الى افضاح المحطات الفضائية المتطرفة وأن تكثف من مواقفها ضد ما يبثه المتطرفون عبر وسائل اعلامهم، فكل من جهته، اي يجب على اصحاب الفضائيات الشيعية انفسهم ان يواجهوا المتطرفين المنسوبين الى المذهب الشيعي، كما ينبغي على اصحاب الفضائيات السنية ان يقفوا بوجه التيارات التكفيرية والمتطرفة المنتسبة الى السنة واسكاتهم بالحجج والبراهين القاطعة وهكذا سيتم القضاء على الفتن المذهبية.