طلال عتريسي : الفلسطينييون لن يرضخوا لا لصفقة القرن ولا للتطبيع
تنا - خاص
اكد الخبير السياسي ، طلال عتريسي ، ان كافة فصائل المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة قرروا مواجهة المشروع المشؤوم والمعروف بـ "صفقة القرن" بكل ما لديها من امكانات ميدانية وسياسية واعلامية الى جانب مخالفتهم الشديدة لحركة التطبيع الخليجية مع الكيان المحتل .
شارک :
ففي حوار له مع وكالة انباء التقريب "تنا" اشار الخبير في شؤون المنطقة العربية واستاذ علم الاجتماع في الجامعات اللبنانية طلال عتريسي ان المقصود النهائي من صفقة القرن هو انهاء القضية الفلسطينية كلياً من خلال :
تطبيع العلاقات العربية الاسرائيلية – عدم الاعتراف بحق العودة – توطين اللاجئين الفلسطينين في عدة بلدان – دعم الشعب الفلسطيني في اعادة الاعمار ، مؤكدا ان كل هذه الامور تتم بدون الاعتراف بدولة فلسطينية .
ويشدد عتريسي ان العقبة الاساسية امام هذه الصفقة هو مقاومة الشعب الفلسطيني بكل مكوناته السياسية والجهادية والشعبية ، وان حركة التطبيع الخليجية مع الكيان الغاصب لا تؤثر على ارادة وصمود ومقاومة هذا الشعب امام صفقة القرن وافضل شاهد على ذلك هي مسيرات العودة التي انطلقت منذ اعلان الرئيس الامريكي ترامب نقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة والمستمرة الى يومنا هذا .
واما بالنسبة الى حركة التطبيع وكيف يمكن لمحور المقاوامة مواجهة هذه الحراك الخياني ، يرى الخبير السياسي اللبناني ، ان محاولات التطبيع ليست بجديدة وانما الجديد هو انها اصبحت علنية بعد ما كانت تدار خلف الكواليس ، مضيفا ان المقصود من التطبيع العربي مع الكيان المحتل هو كسر الحاجز النفسي لدى الشعوب العربية تجاه "اسرائيل" كحكومة وشعب ، ويؤكد انه في مثل هذه الظروف يجب على الاحزاب والحركات الفلسطينية وفصائل المقاومة ان ترفع صوتها عالية بوجه التطبيع وتبين للرأي العام العربي والاسلامي في كل المناسبات سلبيات وتبعات هذا الحراك الخياني وتتحداه بكل قوة وان تقوم بتغطية اعلامية واسعة ضد عملية التطبيع .
ولكن كيف يمكن للكيان المحتل ان يحافظ على وجوده ؟ الخبير في شؤون المنطقة العربية طلال عتريسي يعتقد ان الكيان "الاسرائيلي" لا يمكن ان يستمر باحتلاله للارض الفلسطينية ولا يمكن ان يحافظ على وجوده الا في ظل تشديد الخلافات والنزاعات العرقية والمذهبية داخل العالم الاسلامي وتشتيت وتقسيم دوله ، والذي يجري حاليا في اكثر من منطقة في العالم السلامي ، ويوضح ان العامل الاخر الذي يسهم في بقاء الكيان المحتل ويحافظ على امنه واستقراره هو حركة التطبيع الجارية اي الاعتراف بالكيان "الاسرائيلي" .
وأشار عتريسي الى الاستراتيجية الجديدة للمشروع الامريكي – الصهيوني وهو تغير بوصلة العداء من الكيان الصهيوني الى جهات اخرى كايران على انها هي العدو الرئيسي للعرب والمسلمين والعداء المذهبي بين السنة والشيعة على اساس ان الطائفة الشيعية تشكل خطرا اكبر من الكيان الغاصب .
ويوضح طلال عتريسي ان هذه الاستراتيجية تمهد لنزاعات وحروب بين الدول وبين الطوائف المذهبية وتساعد على تحقق مشاريع التقسيم .
وعن تداعيات مشروع القرار الامريكي لادانة حركة "حماس" يرى طلال عتريسي ان كل حركات المقاومة ومنها حماس وحزب الله وكل فصائل المقاومة الفلسطينية هي في المنظور الامريكي منظمات ارهابية ، وان القرار الامريكي لا يغير شيئ ميدانيا لان حركة حماس لها قاعدتها الشعبية الواسعة ولها نفوذ قوي على مستوى كل الشعب الفلسطيني لانها حققت انجازات كبيرة في مواجهة الاحتلال "الاسرائيلي" واحباط اكثر من عدوان صهيوني على غزة الذي كان يهدف القضاء على "حماس" .
ولهذا السبب يستنتج الخبير السياسي ، ان القرار الامريكي لادانة حماس لن يكون له اي تداعيات خطيرة على هذه الحركة المقاومة نفسها ، مشيرا الى امكان تأييد بعض الدول العربية للقرار الامريكي لادانة حماس مؤكدا ان الخاسر في هذا التأييد ليس حماس وانما تلك الدول العربية التي ستكشف بادانتها لحماس زيف اداعاءاتها الماضية حول دعمها للشعب الفلسطيني .