يتعين علی المشاركين في المؤتمر تطبيق قراراته في بلدانهم
لا يوجد اي مكان يلجأ اليه الناس لطرح مشاكلهم أو مطالبهم بالاقتصاص من المجرمين الذين يقتلون ذويهم، بينما يصول ويجول المجرمون في البلاد ويرتبكون جرائهم بدم بارد ولا أحد يطاردهم ويعتقلهم
علق العلامة ساجد علي النقوي أحد أبرز الشخصيات الدينية في باكستان في حديث خاص لوكالة أنباء التقریب (تنا) علی انعقاد المؤتمر الدولي الرابع والعشرين للوحدة الاسلامية الذي شارك فيه، مشددا علی ضرورة أن يقوم علماء الدين والشخصيات الدينية التي شاركت في المؤتمر بتطبيق القرارات التي اتخذها في بلدانهم، وفيما يلي نص الحوار:
ما هو تقييمكم لمؤتمر الوحدة؟ الی حد ما يمكن القول ان المؤتمر كان مؤتمرا ناجحا خاصة وقد شارك فيه عدد كبير من النخبة والكثير من علماء الدين والشخصيات الدينية في العديد من البلدان الاسلامية، ومن المهم جدا أن يقوم هؤلاء العلماء والشخصيات الدينية التي شاركت في المؤتمر وساهمت في المصادقة علی قراراته بنقل هذه القرارات الی بلدانهم وتطبيقها هناك، عندها يمكننا أن نقول أن المؤتمر حقق نجاحا باهرا.
ما هو الوضع الراهن في باكستان؟ الاوضاع الراهنة في باكستان متأزمة من عدة جوانب فمن الناحية الامنية الوضع غير مستقر، والعمليات الانتحارية والقتل الذي يستهدف الأبرياء والعزل مستمر، ومن الناحية الاقتصادية الوضع سيء ايضا وذلك لتفشي البطالة والفقر ويواجه الناس مشاكل متعددة في هذا الاطار، ومن الناحية السياسية أيضا الوضع سيء نتيجة الخلافات الكبيرة بين السياسيين خاصة بين المسؤولين في السلطة اذ تتفشی الرشوة والفساد المالي بشكل واسع في الدوائر الحكومية...
ولا يوجد اي مكان يلجأ اليه الناس لطرح مشاكلهم أو مطالبهم بالاقتصاص من المجرمين الذين يقتلون ذويهم، بينما يصول ويجول المجرمون في البلاد ويرتبكون جرائهم بدم بارد ولا أحد يطاردهم ويعتقلهم، من ناحية أخری تنشط الجماعات التكفيرية لاثارة الفتن والخلافات بين الناس، وبذلوا ما في وسعهم لجر الخلافات ونشوب الحرب بين الشعب الا انهم لم ينجحوا في ذلك نتيجة الجهود التي بذلناها في التصدي لهذه الجماعات.
علی صعيد آخر فان تدخل الاميركيين لعب دورا كبيرا في تأزيم الاوضاع فانهم من ناحية يقومون بقصف المناطق الباكستانية بطائراتهم كما أن المخابرات الاميركية تنشط بحرية مطلقة في باكستان ولا احد في الحكومة يعترض عليهم ويسألهم ماذا تفعلون هنا، بل علی العكس فان بعض المسؤولين في الحكومة يوفرون لهم كافة المستلزمات التي تسهل تحركهم، هذا في الوقت الذي تستخدم فيه أميركا الفيتو ضد قرار ادانة الاستيطان والجرائم التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين، وهذه ليست المرة الأولی التي تستخدم فيها اميركا الفيتو لصالح اسرائيل.
الملفت للانتباه هو كيف سمحت الحكومة الباكستانية لتفعل الادارة الاميركية ما تشاء في باكستان، غير انه ليس هناك من الشعب الباكستاني من يدعم ويدافع عن اميركا بل علی العكس فان أغلبية الباكستانيين متذمرين ويبغضون اميركا، الا أن المشكلة التي يعاني منها الباكستانيون هي عدم وجود قيادة واحدة للشعب.
الوضع الذي يعيشه الباكستانيون أسوأ من الوضع يعيشه المصريون والذي ادی الی ثورتهم ضد نظام حسني مبارك، غير أن ما يتميز به الباكستانيون أنهم متمسكين بدينهم ويتمنون أن تحكمهم حكومة اسلامية ويعتبرون أن الحكومة الحالية ليست اسلامية.
مالذي ادی الی تأزم الاوضاع في باكستان؟ السبب الرئيسي في ذلك هو أن الحكومات التي توالت علی باكستان ضعيفة وليس باستطاعتها بسط نفوذها وقوتها وتطبيق الدستور مما ادی الی انتشار الفوضی وكل من يتمتع بنفوذ وقوة يفعل ما يشاء في باكستان ولا احد يحاسبه ويعاقبه.
من المستهدف بشكل رئيسي من المذابح في باكستان؟ كافة الباكسانيين مستهدفين ولا يقتصر علی الشيعة أو طائفة معينة بل أن المجازر ترتكب ضد الأبرياء سواء كانوا في الاسواق او في محلاتهم التجارية أو في الشوارع أو بيوتهم أو المساجد وأثناء تأدية الصلاة، وأن الارهابيين يستهدفون حتی قبور الأولياء، وبالتالي هذه المجازر لا تقع ضد الشيعة أو طائفة معينة.
من الذي يدعم هذه الجماعات المسلحة؟ بعض الذين لديهم نفوذ واسع في باكستان وكذلك بعض الدوائر الاجنبية وكذلك بعض الدول الاسلامية، وهؤلاء وكما قلت بذلوا ما في وسعهم لجر الحرب في اوساط الشعب الا انهم فشلوا في ذلك نتيجة تصدينا لهم.