تاريخ النشر2011 27 April ساعة 18:04
رقم : 47074
داليا مجاهد أول مصرية كـ‮ مستشارة‮ أوباما ‬لشئون العالم الإسلامي:

أفضل آلية هي‮ ‬قبول الآخر‮ ‬والصدق مع الشعب المصري

وكالة أنباء التقريب (تنا)
أننا نعيش في‮ ‬دولة واحدة ومش هننجح من‮ ‬غير بعض،‮ ‬وأفضل آلية هي‮ »‬قبول الآخر‮« ‬والصدق مع الشعب المصري‮ ‬ونجاح مصر‮ ‬يعتمد علي‮ ‬الوحدة الوطنية،‮ ‬وعلينا أن نعتمد مبدأ‮ "‬الوطن قبل الجماعة"
داليا مجاهد أول مصرية تعمل داخل البيت الأبيض كـ‮ »‬مستشارة‮« ‬للرئيس الأمريكي‮ »‬باراك أوباما‮« ‬لشئون العالم الإسلامي
داليا مجاهد أول مصرية تعمل داخل البيت الأبيض كـ‮ »‬مستشارة‮« ‬للرئيس الأمريكي‮ »‬باراك أوباما‮« ‬لشئون العالم الإسلامي


‮ ‬٥ سنوات هي‮ ‬عمرها في‮ ‬القاهرة قبل أن تتقاسم واشنطن‮ »‬طفولتها‮« ‬في‮ ‬نصفها الآخر،‮ ‬وتمنحها جنسية أمريكية تجعل من مصر وطناً‮ ‬بعيد الفكرة،‮ ‬مصحوباً‮ ‬بـ‮ »‬الحنين‮« ‬الدائم إليه،‮ ‬
والمسافة بينها وبين البيت الأبيض هي‮ ‬ذاتها المسافة بين المصريين وثورة‮ ‬٢٥‮ ‬يناير،‮ ‬غير أن اختلافها في‮ ‬أن‮ »‬ربع قرن‮« ‬أمريكي‮ ‬خالص بالنسبة لهم لم‮ ‬يتمكن من‮ »‬محو‮« ‬ملامحها المصرية الأصيلة من علي‮ ‬وجهها الذي‮ ‬لا‮ ‬يزال حاملاً‮ ‬عبق حي‮ »‬السيدة زينب‮« ‬مسقط رأسها،‮ ‬بينما في‮ ‬المدة ذاتها تمكن النظام المصري‮ ‬المخلوع من محو الشخصية المصرية بأكملها من علي‮ ‬خريطة الآدمية في‮ ‬العالم بأسره‮.‬

في‮ ‬مطلع العقد الثالث من عمرها كانت داليا مجاهد علي‮ ‬موعد مع التاريخ كأول مصرية تعمل داخل البيت الأبيض كـ‮ »‬مستشارة‮« ‬للرئيس الأمريكي‮ »‬باراك أوباما‮« ‬لشئون العالم الإسلامي،‮ ‬والمدهش أنها لم تسع إلي‮ ‬الإدارة الأمريكية لشغل منصب‮ ‬يبدو مهماً‮ ‬في‮ ‬ظل علاقة أمريكية‮ - ‬إسرائيلية شهدت توتراً‮ ‬شديداً‮ ‬في‮ ‬مرحلة ما قبل‮ »‬أوباما‮« ‬وإنما سعي‮ ‬إليها الرئيس الأمريكي‮ ‬بعد قراءته لكتابها‮ »‬من‮ ‬يتحدث باسم الإسلام‮« ‬الذي‮ ‬تدفع فيه إلي‮ ‬أن الأغلبية المسلمة في‮ ‬العالم تقدر قيمة الديمقراطية وترفض الإرهاب،‮ ‬وهو الأمر الذي‮ ‬كان مسيطراً‮ ‬علي‮ ‬غالبية الإدارة الأمريكية‮.‬

وعند د‮. ‬داليا مجاهد تبدو ثورة‮ ‬٢٥‮ ‬يناير تنفيذاً‮ ‬لقيم الديمقراطية التي‮ ‬تبناها الشعب المصري‮ ‬في‮ ‬السنوات الخمس الأخيرة وفقاً‮ ‬لدراسة قام بها عدد من الباحثين بالإدارة الأمريكية للرأي‮ ‬العام المصري‮ ‬منذ عام‮ ‬٢٠٠٥،‮ ‬لكن ذلك لم‮ ‬يمنع انبهار الأمريكيين بالثورة المصرية،‮ ‬بل ويربو علي‮ ‬ذلك انتساب‮ ‬غير المصريين إلي‮ ‬مصر بعد نجاح الثورة‮.‬

وثمة شعور بالقلق علي‮ ‬اكتمال ثورة‮ ‬يناير‮ ‬يسيطر علي‮ ‬مستشارة أوباما المصرية،‮ ‬باعتبار أن الفترة القادمة تحتاج إلي‮ ‬الخوف المصحوب بالعمل الجاد كـ‮ »‬ضمانة‮« ‬أساسية لتحقيق حلم الديمقراطية‮.‬

وبعد لقاء امتد لـ‮ ‬٣‮ ‬ساعات مع د‮. ‬عصام شرف رئيس الوزراء،‮ ‬قالت داليا مجاهد‮: ‬إن النظام السابق لم‮ ‬يكن مهتماً‮ ‬بالاستماع إليها فيما‮ ‬يخص نشاطها البحثي‮ ‬داخل البيت الأبيض وأن الفرق بين النظام المخلوع ورئيس الوزراء الحالي‮ ‬هو الشعور بالانتماء للشعب من جانب‮ »‬شرف‮«.‬

وفي‮ ‬حوار صحفي ‬وصفت مستشارة أوباما الثورة المصرية بأنها‮ »‬لحظة فارقة‮« ‬في‮ ‬تاريخ علاقة مصر بأمريكا،‮ ‬لافتة إلي‮ ‬ضرورة عدم تداول التساؤل حول‮ »‬ماذا تريد الولايات المتحدة من مصر في‮ ‬الفترة القادمة؟‮!«‬،‮ ‬وإنما ما‮ ‬يحتاج إلي‮ ‬إجابة واقعية هو سؤال واحد‮: ‬ماذا‮ ‬يريد المصريون؟

حول قلق البيت الأبيض من الحركات الإسلامية في‮ ‬العالم العربي‮ ‬والتدخل في‮ ‬ليبيا وشروط الرئيس المصري‮ ‬القادم ومستقبل ثورة‮ ‬يناير كان هذا الحوار‮:‬

‮س : ‬لماذا تأرجح موقف الإدارة الأمريكية صعوداً‮ ‬وهبوطاً‮ ‬تجاه الثورة المصرية منذ بدايتها‮.. ‬وحتي‮ ‬يوم التنحي؟ 

ج : ‬حسني‮ ‬مبارك كان صديقاً‮ ‬يعتمد عليه لمدة‮ ‬٣٠‮ ‬عاماً،‮ ‬والاتجاه الأول للإدارة الأمريكية هو مساندة الصديق وبعد وقت فهموا أن الشعب المصري‮ ‬لن‮ ‬يرضي‮ ‬إلا بإقالته،‮ ‬فاضطروا إلي‮ ‬تغيير موقفهم ومساندة الشعب ودائماً‮ ‬رد فعلهم‮ ‬يتجه إلي‮ ‬الشارع‮.‬ 

س :  ‬إذن‮.. ‬كيف نفسر موقفهم تجاه التدخل في‮ ‬ليبيا دون‮ ‬غيرها من أماكن الثورات العربية؟ 

ج : ‬التدخل في‮ ‬ليبيا جاء بعد مدة من بداية الثورة الليبية وجاء بعد تردد كبير داخل البيت الأبيض والجيش الأمريكي‮ ‬لم‮ ‬يتخذ قراراً‮ ‬في‮ ‬ذلك،‮ ‬وإنما كان هناك تدخل من بعض الأفراد في‮ ‬البيت الأبيض لهم علاقة بالبوسنة ورواندا ولم نشبه ما‮ ‬يحدث في‮ ‬ليبيا بأنه تطهير عرقي‮ ‬مثلما حدث في‮ ‬البوسنة،‮ ‬أما الأوضاع في‮ ‬سوريا واليمن تختلف تماماً‮.‬ 

س : ‬هل هناك اتجاه للتدخل في‮ ‬البحرين خوفاً‮ ‬من سيطرة الشيعة والتمدد الإيراني‮ ‬في‮ ‬المنطقة العربية؟ 

ج :  ‬حساباتهم دائماً‮ ‬تقليص التأثير الإيراني‮ ‬في‮ ‬العالم العربي‮ ‬ولديهم قلق مما‮ ‬يحدث في‮ ‬البحرين والعراق خوفاً‮ ‬من التوغل الإيراني‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮.‬ 

س : ‬هل بعثت أمريكا برسالة واضحة للرئيس السابق لإرغامه علي‮ ‬التنحي‮ ‬أثناء الثورة؟ 

ج :  ‬داخل الإدارة الأمريكية كان الاتجاه الأكبر أن بقاء مبارك في‮ ‬الحكم ضد مصالح أمريكا،‮ ‬وبالتالي‮ ‬لابد أن‮ ‬يتركه فوراً‮ ‬لأن الشعب أثبت أنه لن‮ ‬يتراجع عن موقفه،‮ ‬وهم كانوا‮ ‬يحاولون‮ ‬يضغطون وبعثوا له برسائل عن طريق أشخاص معينين لكني‮ ‬لا أعرفهم،‮ ‬هذه أمور سرية‮.‬ 

س : ‬وهل كان هناك اتجاه داخل الإدارة الأمريكية‮ ‬يتوقع أن الشعب‮ ‬يمكن أن‮ ‬يتراجع عن مطلب التنحي؟ 

ج : ‬كنت دائماً‮ ‬أرد علي‮ ‬سؤال‮ »‬هل الناس اللي‮ ‬في‮ ‬التحرير بيمثلوا الشعب المصري‮ ‬فعلاً؟‮« ‬لدي‮ ‬الإدارة الأمريكية التي‮ ‬كانت مترددة في‮ ‬مساندة ثوار التحرير وأثبتت بالإحصائيات العلمية أن كل الناس لديهم طموحات ديمقراطية عالية جداً،‮ ‬ويريدون إقالة حسني‮ ‬مبارك،‮ ‬وعلي‮ ‬الإدارة الأمريكية أن تختار بين الديكتاتورية والديمقراطية‮.‬

س : ‬هل هناك قلق أمريكي‮ ‬من الثورات في‮ ‬العالم العربي،‮ ‬التي‮ ‬قد تؤدي‮ ‬إلي‮ ‬صعود التيار الإسلامي‮ ‬في‮ ‬بعض الدول إلي‮ ‬الحكم؟ 

ج : ‬إدارة أوباما تنقسم من ناحية القلق،‮ ‬فهناك تيار‮ ‬يساوره القلق من صعود الإسلاميين للحكم،‮ ‬بينما الفريق الآخر‮ ‬يري‮ ‬أنهم‮ »‬سلميون‮« ‬ولا مانع من التعامل معهم عند وصولهم إلي‮ ‬السلطة‮.‬ 

س :  ‬برأيك‮.. ‬كيف تري‮ ‬الإدارة الأمريكية صعود الإخوان المسلمين السياسي‮ ‬بعد ثورة‮ ‬يناير وهل سيكون هناك ضغط في‮ ‬حالة التأكد من حصولهم علي‮ ‬أغلبية وتشكيل حكومة؟ 

ج :كما قلت‮.. ‬نجاح الإسلاميين‮ ‬يسبب قلقاً‮ ‬لدي‮ ‬البعض،‮ ‬لكنهم يفكروا في‮ ‬الموضوع بطريقة واقعية،‮ ‬الإخوان سيكون لهم دور،‮ ‬لكنهم لن‮ ‬يحصلوا علي‮ ‬أغلبية ولن‮ ‬يحكموا مصر في‮ ‬الفترة القادمة،‮ ‬وإنما سيحصلون علي‮ ‬جزء من مجلس الشعب وسيشاركون في‮ ‬الحكومة،‮ ‬وفي‮ ‬الإدارة الأمريكية يقولون‮ »‬لازم نقبل‮« ‬لأن الإسلاميين جزء من مصر،‮ ‬وأهم ما في‮ ‬الأمر هو قدرة المؤسسات علي‮ ‬تحقيق الديمقراطية ومنع أي‮ ‬فئة من السيطرة،‮ ‬لأن ديمقراطية المؤسسات هي‮ ‬الأقوي‮.‬ 

س :  ‬وماذا عن السلفيين والجماعات الإسلامية‮.. ‬في‮ ‬أروقة البيت الأبيض؟ 

ج : ‬ما تراه الإدارة الأمريكية أن الديمقراطية لن تدفع أحداً‮ ‬إلي‮ ‬حمل السلاح،‮ ‬وإنما تجعل من الجماعات الإسلامية أكثر اعتدالاً،‮ ‬والجماعة التي‮ ‬تريد أن تكسب أفراداً‮ ‬لابد أن تحدثهم عن مصلحتهم‮.‬ 

س : ‬إذن‮.. ‬ما هي‮ ‬أهم الملفات التي‮ ‬ترغب إدارة أوباما في‮ ‬الحصول علي‮ ‬تفاصيلها بالنسبة لشئون العالم الإسلامي‮ ‬حالياً؟ 

ج : ‬فيما‮ ‬يخص الملفات الدينية،‮ ‬فالعلاقة الآن استشارية لكنهم الآن‮ ‬يستطلعون توصيات من أبحاث حول ما‮ ‬يحدث في‮ ‬الشرق الأوسط،‮ ‬سوريا والبحرين‮.‬ 

س : ‬هل هناك اتجاه لتدخل أمريكي‮ ‬في‮ ‬انتخابات الرئاسة القادمة في‮ ‬مصر؟

‬ما أعرفه أن لديهم رأياً،‮ ‬لكنهم لن‮ ‬يتدخلوا في‮ ‬التفاصيل،‮ ‬ولن‮ ‬يقولوا ذلك علانية،‮ ‬وسوف‮ ‬يحاولون تسيير الأمور بشكل لا‮ ‬يضر بمصالحهم،‮ ‬لكن في‮ ‬النهاية لازم‮ ‬يعرفوا من خلال الثورة المصرية أنه لما الشعب‮ ‬يقرر أنه عايز حاجة معينة،‮ ‬قوة زي‮ ‬أمريكا لا تستطيع أن تغير شيئاً‮ ‬ما،‮ ‬وقوة أمريكا محدودة علشان كده لازم نفكر إحنا هنعمل إيه،‮ ‬ونقرر إحنا شروطنا إيه،‮ ‬ولازم نشتغل علشان محدش‮ ‬يبوظها علينا‮.‬ 

س : ‬إلي‮ ‬أي‮ ‬مدي‮ ‬قبول فكرة أن أمريكا لن تتعامل مع مصر علي‮ ‬أنها‮ »‬ند‮« ‬وستواصل ضغوطها لاستمرار شكل التعامل الماضي؟ 

ج : ‬غير مقبول هذا الطرح،‮ ‬والسؤال‮: ‬المصريون هل يقدرون علی ‮التعامل بـ‮ »‬ندية‮« ا‬و لا؟ ‮.. ‬أمريكا تقبل الواقع‮.‬ 

س : ‬هل لديك قناعة بفكرة الثورة المضادة في‮ ‬مصر؟ 

ج : ‬أي‮ ‬ثورة حدثت في‮ ‬التاريخ لها أعداء،‮ ‬وأكبر خطر علي‮ ‬الثورة هو الخطر النفسي،‮ ‬بمعني‮ »‬الزهق من الشغل‮« وا‬لازم في العمل في‮ ‬المرحلة القادمة وهذا أخطر شيء علي‮ ‬الثورة‮.‬ 

س : ‬من هو الأقرب إلي‮ ‬قلب الإدارة الأمريكية من بين مرشحي‮ ‬الرئاسة في‮ ‬مصر خلال الفترة القادمة؟ 

ج : ‬ليس هناك شخص بعينه تريده الإدارة الأمريكية،‮ ‬أهم حاجة عندهم أن تحدث انتخابات صادقة وصحيحة‮.‬ 

س : ‬إذن‮.. ‬إلي‮ ‬من تدلي‮ ‬بصوتك في‮ ‬الانتخابات القادمة،‮ ‬من بين الخمسة الذين أعلنوا ترشحهم للمنصب؟ 

ج : ‬مرشحو الرئاسة كلهم محترمون،‮ ‬لم أقرر بعد اختيار مرشح،‮ ‬وأهم شيء أن تجري‮ ‬انتخابات تليق بالشعب المصري‮.‬ 
س : ‬هل كان لك لقاءات بقيادات النظام المخلوع لمناقشة بعض الأمور المتعلقة بقياس الرأي‮ ‬العام للمصريين؟ 

ج :  ‬لا‮.. ‬النظام السابق لم‮ ‬يكن مهتماً،‮ ‬والذين كانوا‮ ‬يهتفون فقط هم رجال الدين‮.‬ 

س : ‬التقيت د‮. ‬عصام شرف رئيس الوزراء في‮ ‬أي‮ ‬شيء تحدثتم؟‮.. ‬وما هو الفرق بين شرف ورموز النظام المخلوع من وجهة نظرك؟ 

ج : ‬التقيت الدكتور عصام شرف لمناقشة الإحصائيات التي‮ ‬أعددناها عن مصر قبل الثورة،‮ ‬وأبدي‮ ‬اهتماماً‮ ‬شديداً،‮ ‬وقد كانت هذه الإحصائيات تؤكد أن هناك فارقاً‮ ‬كبيراً‮ ‬بين طموحات الشعب وواقعه قبل الثورة وكانت نسبة‮ ‬٨٨٪‮ ‬من الشعب تؤيد الديمقراطية،‮ ‬في‮ ‬الوقت ذاته كانت أقل بلد شعبها‮ ‬يعبر عن رأيه،‮ ‬أما الفرق بين‮ »‬شرف‮« ‬والسابقين هو شعوره بأنه‮ »‬خدام الشعب‮«.‬ 

س : ‬وهل تحملين رسالة ما لرئيس الوزراء من الإدارة الأمريكية؟ 

ج : ‬أنا لا أوصل رسائل بين مصر والإدارة الأمريكية وأتيت إلي‮ ‬مصر بصفتي‮ ‬مصرية لدي‮ ‬رغبة في‮ ‬مساعدة بلدي‮.‬ 

س : ‬هل‮ ‬يمكن أن تنجح الثورات العربية في‮ ‬إزالة فكرة‮ »‬الإسلاموفوبيا‮« ‬من أذهان الغرب الأمريكي‮ ‬في‮ ‬المرحلة المقبلة؟ 

ج : ‬يمكن أن تتأثر‮ »‬الإسلاموفوبيا‮« ‬بالثورات العربية لأنه مبني‮ ‬علي‮ ‬أكثر من اعتقاد،‮ ‬منها أن المسلمين مختلفون عن الأمريكان،‮ ‬وبيكرهونا علشان عندنا حرية،‮ ‬ويمكن لما مصر تكمل في‮ ‬الثورة وتقف كدولة عربية مسلمة ديمقراطية تغير وجه نظر الأمريكيين عن الإسلام والمسلمين‮.‬ 

س : ‬وماذا تحتاج الشعوب المسلمة حتي‮ ‬تمحو صورة الإسلام السيئة في‮ ‬الغرب؟ 

ج : ‬الشعوب المسلمة تحتاج إلي‮ ‬النجاح وأهم شيء في‮ ‬العلاقة بين المسلمين والغرب هو الاحترام لأن الغرب لا‮ ‬يمنح الاحترام وإنما هو مكتسب‮.‬ 

س : ‬إلي‮ ‬أي‮ ‬مدي‮ ‬تأثير أقباط المهجر سلباً‮ ‬أو إيجاباً‮ ‬علي‮ ‬القضية الفلسطينية‮ »‬الطائفية‮« ‬بوضع عام داخل مصر؟ 

ج : ‬المصريون المسيحيون الأمريكان مثل أي‮ ‬طائفة أخري،‮ ‬يلتقون بحكومتهم مثل أي‮ ‬مواطن ويدافعون عن القضية القبطية،‮ ‬أما تأثيرهم علي‮ ‬الوضع الطائفي‮ ‬في‮ ‬مصر‮ ‬يتحدث عنه أقباط الداخل‮.‬ 

س : ‬هل‮ ‬يدشنون لدي‮ ‬الرأي‮ ‬العام الأمريكي‮ ‬أن الأقباط مضطهدون داخل مصر؟ 

ج : ‬يختلف الأقباط في‮ ‬المهجر حول اضطهاد الأقباط في‮ ‬مصر،‮ ‬لكن‮ ‬غالبية الشارع الأمريكي‮ ‬يعتقد أن الأقباط مضطهدون في‮ ‬مصر‮.‬ 

س : ‬إذن كيف‮ ‬يمكن حل مشكلة الأقباط في‮ ‬مصر،‮ ‬خاصة أنه‮ ‬يتم تصويرهم لدي‮ ‬الرأي‮ ‬العام الأمريكي‮ ‬علي‮ ‬أنهم‮ »‬أقلية مضطهدة«؟ 

ج : ‬أنا أقلية دينية في‮ ‬أمريكا وأفهم مشكلة الأقليات وأفضل شيء تفعله الأقلية حتي‮ ‬تستجيب الأغلبية لها،‮ ‬هو الاتفاق علي‮ ‬هدف مشترك‮ ‬يشتغلوا عليه مع بعض،‮ ‬وأفضل دليل علي‮ ‬ذلك هو‮ ‬غياب المشاكل الطائفية أثناء الثورة‮.‬ 
س : ‬في‮ ‬ظل تواجد العديد من‮ »‬الأيديولوجيات داخل المجتمع المصري‮ ‬وسعي‮ ‬كل منها عقب الثورة إلي‮ ‬إثبات القدرة علي‮ ‬المنافسة‮.. ‬هل‮ ‬يمكن تدشين آلية معينة لعبور تلك المرحلة الحرجة؟ 

ج : ‬الأيديولوجيات المختلفة لابد أن تتفق علي‮ ‬شيء واحد،‮ ‬هو أننا نعيش في‮ ‬دولة واحدة ولن ننجح من‮ ‬غير بعض،‮ ‬وأفضل آلية هي‮ »‬قبول الآخر‮« ‬والصدق مع الشعب المصري‮ ‬ونجاح مصر‮ ‬يعتمد علي‮ ‬الوحدة الوطنية،‮ ‬وعلينا أن نعتمد مبدأ‮ »‬الوطن قبل الجماعة‮«.‬ 

س : ‬إلي‮ ‬أي‮ ‬مدي‮ ‬قبولك لـ‮ »‬الحريات الدينية‮« ‬في‮ ‬مصر؟‮.. ‬وما هو التحدي‮ ‬الأكبر لها بعد الثورة؟ 

ج : ‬الأغلبية من المصريين‮ ‬يؤكدون أنه في‮ ‬حالة صياغة دستور جديد لابد أن‮ ‬يتضمن مادة تحمي‮ ‬الحرية الدينية،‮ ‬وتريد أن تطبق الحرية الدينية بصفة عامة‮.‬ 

س : ‬إذن‮.. ‬هل‮ ‬يمكن لـ‮ »‬تقرير الحريات الدينية‮« ‬الخاص بالكونجرس الأمريكي‮ ‬أن‮ ‬يكف عن مزايداته تجاه العلاقات الإسلامية‮ - ‬المسيحية في‮ ‬مصر بعد ثورة‮ ‬٢٥‮ ‬يناير؟ 

ج : ‬بالنسبة للتقرير الأمريكي‮ ‬للحريات الدينية بعد الثورة لا نستطيع أن نحكم كيف‮ ‬يرونها في‮ ‬مصر‮.‬ 

س : ‬تحملين الجنسيتين المصرية والأمريكية‮.. ‬برأيك ما هي‮ ‬أهم الفروق بين الشخصيتين المصرية والأمريكية؟ 

ج :  ‬المصريون لديهم مميزات والأمريكيون أيضاً،‮ ‬والميزة الأكبر لدي‮ ‬المسلمين هو إيمانهم القوي،‮ ‬وعليهم أن‮ ‬يستعملوا الإيمان للتغلب علي‮ ‬المرحلة القادمة لأنها سوف تكون صعبة جداً،‮ ‬ولابد أن‮ ‬يكون عندهم أمل في‮ ‬بناء دولة جديدة‮.. ‬وعندما تم قياس رغبة الشباب في‮ ‬الهجرة في‮ ‬منطقة الشرق الأوسط وجدنا الشباب المصري‮ ‬هو الأقل رغبة في‮ ‬ذلك،‮ ‬وهو ما‮ ‬يعكس حب المصريين لوطنهم‮.‬ 

س : ‬إلي‮ ‬أيهما تميلين‮.. ‬الحزب الديمقراطي‮.. ‬أما الحزب الجمهوري‮ ‬داخل أمريكا؟ 

ج : ‬أنا مواطنة أمريكية أكرس نفسي‮ ‬لخدمة بلادي،‮ ‬وأري‮ ‬أن فرصتي‮ ‬أكبر داخل أمريكا للتعبير عن المسلمين وطرح مشكلاتهم‮.‬ 

س : ‬هل لديك تطلع فيما‮ ‬يخص مسلمي‮ ‬أمريكا؟ 

ج : ‬آمالي‮ ‬فيما‮ ‬يخص مسلمي‮ ‬أمريكا هو تمكينهم من الاندماج علي‮ ‬نحو كامل داخل المجتمع،‮ ‬يأتي‮ ‬ذلك بسبب أن الدراسات أثبتت أن المسلمين الأمريكيين في‮ ‬مرتبة متأخرة بالنسبة لمستوي‮ ‬مشاركتهم السياسية والمدنية‮.‬

مكتب القاهرة

https://taghribnews.com/vdcdoz0o.yt0556242y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز