نسعى لتأهيل كوادر نسائية قادرة على "تجسيد النهضة" في هذا الزمن
تنا بيروت
"نحن بصدد الاعداد لعدة مؤتمرات سنوية الامر الذي ينشط الجو النسائي والثقافي والفكري لديها . اليوم نبحث عن الاختصاصات العلمية ونؤهل حاملي شهادتها عبر التدريب الثقافي والفكري . "
شارک :
رافقها هم ّ العمل في خدمة الساحة النسائية المقاومة منذ الصغر ، جالت العالم تعريفاً بالخط المقاوم الذي تمثله، هي اليوم ترأس ثلاث جمعيات خيرية اجتماعية وثقافية رفعاً لمستوى المرأة وطفلها . وفي حديث خاص مع وكالة "أنباء التقريب" - مكتب بيروت، ترى عضو المجلس التنفيذي في حزب الله ومسؤولة الوحدة المركزية للهيئات النسائية الحاجة عفاف الحكيم أن وضع المرأة اليوم يحتاج الى وجود كوادر فاعلة قادرة على "تجسيد النهضة" التي نعيشها اليوم نظراً للظروف المحيطة بها من أسرة وعمل . وهذا نص الحديث:
- لو عدنا قليلاً الى الوراء، نود سؤالك كيف تدّرجت الحاجة عفاف لتصل اليوم الى ما وصلت اليه ، وحصيلة ماذا كل تلك المناصب التي آلت اليك؟
كما كل انسان موجود في هذه المنطقة يسأل ويستفسر عن سبب تخّلف مجتمعاتنا وهذا الامر دفعني الى البحث خاصة انني ترعرت الى جانب جدي الذي كان عالماً مجتهداً في الجنوب . وكنت دائمة الأسئلة والاستفسارات عن كيفية توعية المرأة والاخوات في الساحة النسائية. كبرنا وكبرت الاسئلة معنا وبدأت من المنزل باستضافة الاخوات للاستماع الى محاضرة السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله . ثم بدأت الحرب الاهلية واضطررنا الى مغادرة بيروت باتجاه الجنوب وابتدأت الدروس الاسبوعية هناك التي كنت اعطيها في ديوان جدي من ثمة واثناء فترات الهدنة طلب مني ان اعطي دروساً في جمعية "التعليم الديني الاسلامي" وكنت اول معلمة دين في لبنان وانتقلت بعدها الى مدرسة الغبيري التي عملت فيها مدة خمس وعشرين عاماً وكنت بغاية السعادة وانا اعطي هذه الدروس لان التبليغ من اروع ما يكون خاصة للانفس المتعطشة له . فكان التعطش كبيرا آنذاك وقلة قليلة ترتدي الحجاب . هذا الجو خلق نوعاً من الحميمية بيني وبين الاخوات . بعدها طلب مني من قبل السيد عباس الموسوي (رض) والسيد حسن نصرالله حفظه الله ترتيب العمل النسائي عام ١٩٩١ .
لماذا اتجهتم الى هذا العمل اقصد العمل النسائي و لماذا ذهبتم الى هذا المنحى بالتحديد ؟
العمل النسائي بداية كان فقط يتمظهرعبر التحركات والمسيرات والتواجد في المساجد والحسينيات كان محدوداً جداً لذا طلب مني ترتيبه كعمل ثقافي واجتماعي ونشاطات مختلفة وايضاً دعماً للمقاومة . وكان معي مجموعة من الاخوات اللواتي ساعدنني في هذا المجال . و تلاميذتي كنّ يحبن العمل النسائي لكن يخفن من الانخراط في العمل الحزبي خاصة في ذاك الزمن لهذا السبب لجأت الى انشاء جمعيات مرخصة من الدولة للافساح بالمجال امام هؤلاء للمشاركة. كان نشاطاً مستقلاً في الادراة والتمويل . واسست ثلاث جمعيات : "الجمعية النسائية للتكافل الاجتماعي " وجمعية الرابطة اللبنانية الثقافية " وجمعية "الأمومة والطفولة" . كي تجد اي امرأة مجالا لها من هؤلاء الثلاث بين الاجتماعي والتدريب والدراسات . ومن خلال هذه الجمعيات سافرت الى بكين للمشاركة بالمؤتمر العالمي هناك وكانت مفاجأة كبيرة ان التقي بهذا العدد من النساء اللواتي تراوح عددهن بين خمسين الف امرأة بدعوة من الامم المتحدة . ورأيت الجو هناك والهجوم على الاسلام الامر الذي خلق في تحدياً وحافزا على مستوى عملي في لبنان . ساهمت في تأسيس الاتحاد النسائي العالمي في السودان واصبحت في مجلس الامناء وبعدها شاركت في مؤتمر في باريس والتقيت الشيخ محمد علي التسخيري هناك واقترح علي ان اكون اول عضو نسائي لمجمع "اهل البيت (ع)" وفي" المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب " ايضاً. وكانت لي مساهمات في عدة جمعيات في ايران . جلت العالم وكبرت نشاطات الجمعيات .
لو تحدثنا قليلاً عن وضع المرأة ، كيف تنظرين اليوم اليه؟ وما ابرز التحديات التي تواجهها وما السبيل الى الخروج منها؟
حقيقة من اشد الامور التي نشاهدها في العمل النسائي هو قلة الكوادر فمعظم اللواتي تخرجن من الجامعات ذهبن يبحثن عن وظائف ، فلذا معظم هذه الفعاليات موجودة في وظائف الدولة او في المؤسسات الاهلية . فكان هناك صعوبة كبيرة بتأمين الكادر النسائي القادر على تجسيد هذه النهضة في عالمنا. هناك جهد اضافي نقوم به لأجل تأمين الكوادر والعمل في ساحات المقاومة.
تشددين دائماً في أحاديثك على ضرورة تحصين المرأة وتمكينها من نفسها بكل الجوانب الاجتماعية منها والثقافية لكي تكون جاهزة للانطلاق نحو الآخر ، برأيك كيف ستتم هذه العملية وهل كل امرأة قادرة،و جاهزة على تأدية هذه المهمة؟
هناك صعوبات جمّة لأن المرأة محاطة بصعوبات منها الزوج والاقارب والاهل والمحيط الذي تعيش فيه اضافة على عدم قدرتها على الصبر . ولان الانسان ولكي يصبح كادرا عليه ان يعمل ويتحدى الصعوبات ويتخاطاها فغالباً روح الصبر عند النساء قليلة يردن قطف جهودهن سريعا وهذا يعيق الوصول الى المستوى المطلوب . لكن أملنا كبير من خلال الانشطة الفكرية المقامة ونحن بصدد الاعداد لعدة مؤتمرات سنوية الامر الذي ينشط الجو النسائي والثقافي والفكري لديها . اليوم نبحث عن الاختصاصات العلمية ونؤهل حاملي شهادتها عبر التدريب الثقافي والفكري . ولولا الوقت الضيق لكان عدة كوادر ذات فعالية اكبر لكن الرغبة حاضرة دائماً في المؤتمرات والندوات لتتمظهر.
مرحلة تأريخ "عمل المرأة المقاوم " و متى بدأت هذه المرحلة ؟ والتي اصبحت فيما بعد موثقة عبر الكتب؟ وكيف يمكن تحويل هذه الكتابات الى اعمال مرئية تصل الى شرائح واسعة من المجتمع؟
عندما اسست "الرابطة اللبنانية الثقافية " كان الهم الاول التأريخ لدور المرأة التي ساندت ووقفت الى جانب زوجها وابنها او كان لها دور خاص في المقاومة . فوضعنا برنامجاً وفريق عمل ميداني وثق لهؤلاء الامهات والاخوات اللاتي كان لهن دور في مقارعة العدو الصهيوني واصبح لدينا سلسلة "المرأة المقاومة" . عبر صياغة حركة المرأة ونشاطها بأسلوب قصصي شيق .كذلك بعد الحرب تموز أرّخنا لبعض التجارب ايضاً. وانقسم العمل التأريخي الى اثنين : التسجيلي والتحريري القصصي . وفيما بعد بالتأكيد ستكون بين ايدي المخرجين والمعدين لتحويلها الى مسلسلات وافلام سينمائية. لتصل الى شرائح واسعة خاصة ان الناس متعطشة للتعرف على المقاومة عن قرب وكيفية خلق هذا الجيل المقاوم. اضف بأن هذه الرابطة تضم مركزاً للدراسات وكذلك تصدر عنها مجلة "اسرتنا " التي تعنى بالعائلة . اما جمعية "الامومة والطفل" فتهتم بالام والطفل وتعمل على تقديم خدمات ودورات للاطفال. ونسعى اليوم الى اقامة مشروع تأهيل الفتاة المقدمة على الزواج لتكوين اسرة ناجحة وسيكون هذا المشروع بمثابة معهد يدّرس لمدة سنة .