وحول الاتهامات التي يروجها البعض ضد ايران من انها لا تؤمن بالتقريب ولا الوحدة الاسلامية وانما تستغل وتوظف كل ذلك لمشروعها السياسي ونشر التشيع، قال الدكتور السحيمات في مقابلة خاصة مع
وكالة أنباء التقریب "تنا" على هامش مشاركته في المؤتمر السابع والثلاثين لمؤتمر الوحدة الاسلامية، تفاجأنا عندما رأينا أن هناك ايرانيين سنة، وهناك العشرات من علماء السنة الايرانيين شاركوا في مؤتمر الوحدة وألقوا الخطب والكلمات في المؤتمر وعبروا عن آرائهم بكل حرية، مما يدل على أن هذه الشائعات ليس لها أساس، فايران بلد منفتح على الديانات والمذاهب الأخرى، ونتحدث عن 37 مؤتمرا للوحدة الاسلامية اقامتها ايران ومن المؤكد أن تلك المؤتمرات ليست غطاء لنشر التشيع أو تحقيق أهداف سياسية أو غير ذلك، بل أعتقد أن ايران جادة في موضوع التعاون الاسلامي والوحدة والمؤاخاة بين المسلمين بغض النظر عن مذهبه واتجاهه، وانما المهم هو انه موحد لله سبحانه وتعالى.
وبخصوص مدى تأثير عودة العلاقات السعودية الايرانية وعموم التقارب بين الدول الاسلامية على الأمة الاسلامية والوحدة والتعاون فيما بينها، قال السحيمات، إن الفرقة لا يرضاها اي مسلم، والوحدة هي المبتغى وهي ما دعا اليها ربنا عزوجل ونبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وعندما نتحدث عن السعودية باعتبارها احدى الدول الكبرى في العالم الاسلامي وكذلك ايران، فإن عودة العلاقات بينهما يترك تأثيرا ايجابيا على هذه الأمة.
وأوضح، بأن الأعداء يتربصون بالمسلمين ويسعون الى بث الفتنة وزعزعة الصفوف، واذا تصالحت الدول الاسلامية وعادت العلاقات فيما بينها فانها بذلك توجه طعنة لأعداء الدين، واشار الى أن بعض الدول تسخّر امكانياتها العسكرية والمالية والاقنصادية والاعلامية ضد الاسلام، ومن يتعمق في هذا الموضوع سيجد أن حربا مبطنة تخضوها هذه الدول ضد الاسلام والمسلمين، "وأسأل الله أن يهب الحكمة لحكام المسلمين ليكونوا متقاربين متصالحين وبذلك يكونون سدا منيعا في وجه هذه الهجمات المتتابعة، سواء كانت اعلامية أو تظهر على شكل احراق المصحف الشريف أو الاساءة للنبي الأكرم، مما يشير الى غيضهم وحقدهم على الدين وأتباعه".
وبخصوص تكرر الاعتداء على القرآن الكريم واحراق المصحف الشريف أشاد الدكتور السحيمات بردة فعل المسلمين القوية تجاه هذا الانتهاك وهذه الاساءة مما يعد موقفا ايجابيا، وفيما أوضح بأن الأمة اجتمعت وتوحدت تجاه هذه الاساءة، اعتبر أن الاساءة يراد من وراءها القيام بخطوات أخرى ضد المسلمين وبالخصوص ضد المهاجرين منهم الى البلدان الأوروبية، لافتا الى أن أعداد المهاجرين السوريين الى أوروبا تزايدت في الآونة الأخيرة وأن الدول الأوروبية تسعى الى الحد من أعدادهم سواء باعادتهم لبلادهم أو منعهم من الوصول الى الدول الأوروبية، ومن خلال الاساءة للقرآن الكريم يسعون الى استصدار قوانين وقرارات بهذا الخصوص.
وأشار الدكتور السحيمات الى أن الدول الغربية تخشى من حدوث تغيير ديمغرافي في بلدانها كأن يؤثر المسلمون في المسارات السياسية لبلدانهم عبر المشاركة في الانتخابات ووصول المسلمون الى مناصب عليا في تلك البلدان، غير أن هذه المحاولات ستبوء بالفشل وأحيانا ترتد عليهم كما حدث لذلك المخرج السينمائي الذي أخرج فيلما مسيئا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولكنه فيما بعد تاب وأسلم بل وذهب لأداء مناسك الحج، وهناك الكثير ممن اعتنق الاسلام بعد هذه التصرفات المسيئة.
وتطرق الدكتور السحيمات الى طبيعة العلاقات القائمة بين الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة مشيرا الى أن الرئيس الأميركي اذا اراد أن يفوز في الانتخابات فعليه أن يتودد للكيان، وفيما يتعلق بعلاقات بعض الدول الاسلامية مع اسرائيل أو الولايات المتحدة اعتبر انه لا يمكن الاستغناء عن العلاقات الدولية كما أن الظروف أحيانا ترغم بعض الدول الى اقامة مثل هكذا علاقات، ولكن كلي الطرفان يعلمان ان هذه العلاقات ليست حقيقية واساسية بل أن الدول الاسلامية تدرك ان هؤلاء أعداء الدين ويتربصون به.
وشدد على ان ايران تحملت مسؤولية كبرى باظهارها لحقيقة العدو وعندما حملت هم الدين وقد دفعت أثمان باهضة نتيجة ذلك ومن بين هذه الاثمان هو الحصار الذي فرض على ايران والشعب الايراني، وأكد أن معاناة الشعب الايراني تعود بالدرجة الأولى لدفاع الايرانيين عن الدين، وهذه الشجاعة ما بعدها شجاعة.
وبخصوص دور الحكومة الأردنية في الوحدة الاسلامية ووحدة الشعب الأردني نوه الى أن الأردن طالما سعى الى التقريب بين الدول الاسلامية كما انه طالما فتح ابوابه امام الشعوب التي تعاني من المشاكل وبالامس فتح بابه للفلسطينيين والعراقيين واليوم يفتح بابه للسوريين، كما أن الأردن وملكها لديه الوصاية على القدس وطالما أعلن أن القدس خط أحمر ولا يمكن التنازل عنها بأي حال من الأحوال، مما يشير الى الأهمية التي يوليها الأردن للقضية المحورية في العالم الاسلامي وهي القدس، ولفت الى أن وزير الأوقاف الأردني كان حريصا على المشاركة في مؤتمر الوحدة الاسلامية ولكن كثرة انشغالاته اضطرته الى ارسال مندوب عنه "فجئت أنا نيابة عنه للمؤتمر".
وبشأن الوحدة بين الشعب الاردني أوضح بأن أبناء الأردن أحدهم يعرف الآخر وتربطهم علاقات قبلية ومتراصة وعندما ظهرت داعش والتفجيرات التي شهدها الأردن هب الأردن عن بكرة أبيه للدفاع عن الوطن ورفض التطرف والعنف، وحارب الشعب داعش وكل من وقف الى جانب داعش، وبالتالي فان الحكومة والجيش والشعب كلهم يد واحدة وسياسة القيادة حكيمة للغاية فهي لا تستعمل العنف ضد من يعارضها أو يعلن عن رأيه تجاه الأوضاع.
