أحداث 11 أيلول جزء من مخططات الإستكبار لتنفيذ مشروع التخويف من الإسلام
القاعدة وطالبان هما بالأساس صناعة أميركية، وحينما انتهت صلاحية هذه الصناعة أصبحت خير مسوغ للإعتداء على العالم الإسلامي واحتلال أفغانستان والعراق ونهب ثروات الأمة الإسلامية.
شارک :
(تنا) - لقد بات واضحاً أن أحداث الحادي عشر من أيلول عام ۲۰۰۱ كانت ذريعة اتخذها الغربيون مسوغاً للإعتداء على العالم الإسلامي واحتلال أرض المسلمين، فالغربيون وعلى رأسهم أميركا الذين كانوا يقدمون كل الدعم والإسناد لحركة طالبان وتنظيم القاعدة إبان الصراع مع الجيش الأحمر في أفغانستان، دخلوا فيما بعد في مواجهة معهما، ليكونوا هم في الحقيقة الممهدين لوقوع أحداث الحادي عشر من أيلول، وليبقى ذلك وصمة عار في جبين الغرب المتحضر إلى الأبد.
وبهذه المناسبة، التقى مراسل وكالة أنباء التقریب في سيستان وبلوشستان بالمولوي "عبد الغني دهاني" أحد علماء السنة البارزين في سيستان وبلوشستان، وسأله أولاً عن حقيقة تلك الحادثة ومن الذي خطط لها، فأجاب:
- إن ما حصل في الحادي عشر من سبتمبر يعود بجذوره إلى سعي الأعداء لتشويه صورة الإسلام وإظهار المسلمين على أنهم إرهابيون، وفي الحقيقة فإن محاولات الأعداء في هذا المجال ليس بأمر جديد، فإن الإستكبار العالمي يسعى دائماً إلى مجابهة الإسلام والترويج للإسلام الأميركي في مقابل الإسلام المحمدي الأصيل. وبعد انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران وثبات النظام الإسلامي في هذا البلد، فقد أحيت إيران الإسلامية آمال كل المسلمين والمظلومين في أقصى نقاط العالم، مما دفع بالإستكبار العالمي الذي كان يشعر بذعر شديد من الصحوة الإسلامية إلى إطلاق مشروع التخويف من الإسلام ومن ثم مشروع التخويف من إيران، ليتمكن حسب زعمه من التصدي للصحوة الإسلامية ومواجهة الإسلام المحمدي الأصيل، وعليه فإن جذور أحداث الحادي عشر من سبتمبر تعود في الواقع إلى مشروع التخويف من الإسلام.
- أشرتم في حديثكم إلى مصطلح "الإسلام الأميركي"، ما المقصود بذلك؟
- الإسلام الأميركي يعني أن المسلمين عليهم أن ينشغلوا بالعبادات من صلاة وصوم وباقي الأحكام الفردية ويبتعدوا عن الخوض في المجالات السياسية و الإجتماعية وتطوراتها، فمقارعة الظلم والتصدي للفساد والتمييز ومواجهة الإستكبار، كل ذلك أمور لا يوجد لها تعريف في الإسلام الأميركي، ويجب على المسلمين الذين يسيرون في منهج الإسلام الأميركي الإبتعاد عن هذه القضايا، وهذا النمط من التفكير قد أدى إلى حصول انحراف في فهم الدين في بعض البلدان الاسلامية، ولكن بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وتأكيد الإمام الراحل (ره) على أن الإسلام المحمدي الأصيل يتمايز عن الإسلام الأميركي، أصبحت مؤامرات الإستكبار وأياديه مشكوفة إلى حد كبير، ومن هنا عمد الغرب إلى تغيير أسلوبه لمواجهة الإسلام.
ومن جملة ما قام به الإستكبار في هذا السياق أنهم بادروا إلى إيجاد جماعات وتنظيمات متطرفة كطالبان والقاعدة لتشويه صورة الإسلام في أوساط الرأي العام العالمي، وبالتالي الحد من الإنتشار المتزايد للإسلام في أقصى نقاط العالم.
- الأميركيون يدعون أن منفذي أحداث الحادي عشر من سبتمبر هم من المسلمين، برأيكم ما الذي يسعى إليه الإستكبار من خلال طرح هذا الموضوع؟
- إن أهم أهداف أميركا من تنفيذ سيناريو الحادي عشر من سبتمبر، هو تطبيق مشروع الإسلاموفوبيا والتخويف من الإسلام في كل العالم، وبإمكاننا اليوم أن نشاهد موجة الأسلمة المتزايدة يوما بعد يوم في كل أنحاء العالم بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. الأميركيون استهدفوا من خلال تنفيذ سيناريو الحادي عشر من سبتمبر إيقاف هذا الحراك نحو الإسلام، بالإضافة إلى أنهم ونتيجة للأوضاع الإقتصادية السيئة في الغرب كانوا يترقبون فرصة للإنقضاض على المقدرات والثروات الطبيعية في بعض البلدان الإسلامية عبر غزوها واحتلالها عسكرياً، وهذه الفرصة قد أتاحتها لهم أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ونحن اليوم نشهد سقوط الآلاف من الضحايا الأبرياء في أفغانستان والعراق وسرقة نفط العراق، كل ذلك بدعوى مكافحة الإرهاب.
- أميركا تزعم أنها في مواجهة مع القاعدة وطالبان في العراق وأفغانستان، ما مدى صحة هذه المزاعم؟
- القاعدة وطالبان هما بالأساس صناعة أميركية، وحينما انتهت صلاحية هذه الصناعة أصبحت خير مسوغ للإعتداء على العالم الإسلامي واحتلال أفغانستان والعراق ونهب ثروات الأمة الإسلامية.