اعلامي لبناني : عملية "الوعد الصادق" حملت رسالة مفادها ان ايران قادرة على سحق "اسرائيل".
تنـا - خاص
يرى الاعلامي اللبناني، رئيس تحرير شبكة مرايا الدولية "فادي بودية" : ان عملية "الوعد الصادق" التي نفذها الحرس الثوري الايراني داخل الاراضي المحتلة، مفادها ان الجمهورية الاسلامية تمتلك من القوة ما يمكّنها من تدمير وسحق الكيان الصهيوني اذا ما فكر بالاعتداء عليها.
شارک :
جاء ذلك في حوار خاص اجرته وكالة انباء التقريب بين المذاهب (تنـا) مع الاعلامي اللبناني فادى ابودية، حول عملية "الوعد الصادق" التي نفذتها ايران (ليل السبت 13 نيسان / ابريل 2024م) داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة لمعاقبة الكيان الصهيوني على جريمة استهدافه القنصلية الايرانية بدمشق.
واكد ابودية بان، "ايران هي الداعم الاكبر لمحور المقاومة الذي يدور في فلك فلسطين، وقبلته فلسطين في هذا الصراع"؛ لافتا بان الرد الايراني الاخير على الكيان الصهيوني لم يكن الرد الاول لكنه كان الرد الاكبر.
ولفت، الى انه "في كل انتصار للمقاومة، كان هناك رد ايراني على اسرائيل، وفي كل انتصار على اي ساحة من ساحات المقاومة، كان الانتصار كبيرا بالنسبة للجهود والدعم والاستراتيجية الايرانية في مواجهة الكيان الاسرائيلي"؛ مضيفا ابودي، "لكن الرد في هذه المرة كان كبيرا وفريدا لا مثيل له في العلم العسكري، ولا مثيل له في العلم التكتيكي، ولا مثيل له حتى في اطار الحروب النفسيه وارباك العدو بهذا الشكل".
واكد رئيس تحرير شبكة مرايا الدولية بالقول : نحن امام مشهد واضح اذل "اسرائيل" امام كاميرات العالم كلها من خلال عملية الوعد الصادق؛ حيث كنا نرى كيف تنطلق المسيرات من امام كاميرات التلفزيونات في ارجاء العالم ووصول هذه المسيرات والصواريخ الى داخل الكيان، وكلنا شاهدنا كيف امتلأت سماء القدس بالمسيرات والصواريخ الايرانية، وكلنا راينا كيف كان المستوطنون الاسرائيليون يهربون كالفئران الى الملاجئ بينما يحتفل الشعب الايراني بهذا الرد وهذا الانتقام".
واستطرد الاعلامي اللبناني البارز : اذن هناك فرق كبير بين الذي حصل امام العالم علنا، باعتباره كان ردا واضحا، فيما تكاتفت كل الدول الغربية وعلى راسها امريكا وبعض الدول العربية، لحماية "اسرائيل"، لكنها لم تستطع ان تحميها من صواريخ ومسيرات الرد الايراني.
وحول رسالة العملية النوعية التي نفذها الحرس الثوري الايراني ضد الاحتلال، راى فادي ابودية، ان الرسالة مفادها هي ان ايران تمتلك من القوة ما يمكنها من تدمير وسحق هذا الكيان اذا ما فكر بالاعتداء على الجمهورية الاسلامية الايرانية".
ومضى الى القول، ان عملية "الوعد الصادق" لقنت الكيان الصهيوني درسا من ان اي اعتداء ومساس بايران وشعبها وارضها، فانه لن يتم السكوت عنه ابدا وسيكون الرد بالمثل، وكما وعدهم سماحة السيد القائد "الامام الخامنئي"، فإن العقاب سيكون شديدا وسيندمون على هذه الفعله.
وردا على سؤال حول اسباب تلقي الكيان الصهيوني تحذيرا من واشنطن بعدم اتخاذ اي رد على الهجوم الايراني دون التنسيق معها، وطبيعة المخاوف التي تدور في بال الادارة الامريكية بهذا الشان، قال رئيس تحرير شبكة مرايا الدولية : ان الامريكي يحاول الان ان يلعب لعبة مزدوجة، يريد من خلالها ان يقول للعالم بانه يريد اقناع "اسرائيل" بان لا ترد على ايران، ويحاول ان يستخدم لغة اكثر حسما واكثر جزما في رفضه للرد الاسرائيلي.
واوضح، ان الولايات المتحدة الامريكية وتحديدا ادارة بايدن، الان هي معنية بالانتخابات الرئاسية وبذلك تقيس كل الافعال على قياس صناديق الاقتراع، وبالتالي تعتبر اندلاع اي حرب في المنطقة ليس في مصلحة الانتخابات الامريكية وصناديق الاقتراع بالنسبة للرئيس الحالي جو بايدن؛ وعليه يحاول الاخير قدر الامكان ان يلعب لعبة متوازنة مع العالم بانه "ضد حرب".
وتابع ابودية، "لكن السؤال هنا، انه من الذي سيرسل الاسلحة الى اسرائيل؟! ومن الذي يغطي إسرائيل في كل استهدافاتها وكل جرائمها؟! اليست الولايات المتحدة الامريكية، واليست الحكومات الاوروبية وبعض الحكومات العربية؟! فالكل يعمل بامر من الامريكي".
واكد، بانه "لو كانت أمريكا فعلا صادقة وتريد ان توقف هذا التوتر، لأوقفت حرب إسرائيل على غزة، ولأدخلت المساعدات برّا الى القطاع وليس عن طريق رميها من السماء، اذن هناك الكثير من المسرحيات الامريكية التي لم تعد تنطلي على احد اليوم".
واشار المحلل السياسي اللبناني، الى انه، يوجد موقف اعلامي صحفي داخل الكيان الصهيوني وهو الموقف الذي يريد ان يحمل مسؤوليه هذا الهجوم الايراني الكبير على "اسرائيل" وذلك من قبل معارضي نتنياهو الذين وصفوا واقع الهجوم الايراني بانه اكبر هجوم في تاريخ الكيان الاسرائيلي. وعلى سبيل المثال، هناك صحيفة "هاارتس" العبرية التي اكدت بان نتنياهو تعرض الى اكبر اذلال امام العالم كله بهذه العملية.
كما تطرق الى المواقف "الاسرائيليه" المتباينة والتي تقول بان "القبة الحديدية اسقطت 99% من الصواريخ والمسيرات الايرانية وان الكيان استطاع ان يظهر تفوقا كبيرا في الدفاعات الجويه وما الى هنالك"؛ قائلا : لكن في الحقيقه مشهد اطلاق الصواريخ العلنيه امام العالم، وانتظار العالم وصول هذه المسيرات والصواريخ وسط حالة من الرعب والهلع التي عاشتها "اسرائيل" بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ هذا الكيان، وقد تداعت هذه التطورات بان تهرع امريكا وبريطانيا والمانيا وفرنسا وبعض الدول العربيه الى اغاثة "اسرائيل" في هذه العملية، كل ذلك كشف عن مدى الاذلال التي اصاب هذا الكيان وكسر الدعاية التي كان يروج لها من انه "متفوق عسكريا وتكنولوجيا" وغيره.
وقال ابودية : بدون ادنى شك ان الرد الايراني انعكس على الساحة الفلسطينية وقد شاهدنا الساحة الفلسطينية كيف كانت تهلل وتبارك بهذا الرد، وحتى من أروع ما قيل على لسان اهل غزة هو "اننا نستطيع ان ننام لاول مرة منذ سته اشهر في ليلة هادئة وهنيئة. لان اسرائيل ردعت"؛ لافتا في الوقت نفسه، بأن هذا التغيير لا يعني ان "اسرائيل" توقفت او أوقفت حربها، ولكنها سترغم على الذهاب الى اي جولة مفاوضات قادمة وهي تعلم تماما بانها لا تستطيع الاستمرار في الحرب التي لم تحقق ايّا من اهدافها حتى حتى الان؛ فالمقاومة وفلسطين، تدعمهما دولة مثل الجمهورية الاسلامية في ايران ومعها حركات المقاومة التي لن تتخلى عن فلسطين ولا عن المقاومة الفلسطينية.