الشيخ حسن البغدادي : "الوعد الصادق" حوّل الصراع العربي الاسرائيلي الى صراع اسلامي اسرائيلي
تنـا - خاص
يرى عضو المجلس المركزي في حزب الله لبنان "الشيخ حسن البغدادي"، ان عملیه "الوعد الصادق" التي نفذتها الجمهورية الاسلامية الايرانية لمعاقبة الكيان الصهيوني، لها عده اعتبارات، "واحده منها انها استطاعت ان تثبت بان ایران غیر خائفه، وقد اذلت اسرائیل و امریکا، كما انها حولت الصراع من عربی اسرائیلی الی صراع اسرائیلی اسلامی".
شارک :
واضاف "الشيخ البغدادي" في حوار خاص مع وكالة انباء التقريب (تنـا)، ان عملية الوعد الصادق اعطت قوه لمحور المقاومه وجددت التاكيد بان ایران تدعم هذا المحور ومستعدة لمواجهة اي خیارات تریدها امریکا لضرب هذا المحور.
وتابع : ان عملیه "الوعد الصادق" العقابية ضد "اسرائیل"، اثبتت بان ايران غیر خائفه وغیر مردوعة، وان امریکا التي جاءت بأساطیلها الی المنطقه من اجل ان تردع ایران اخفقت في هذا الامر.
وحول الاسباب التي انطلقت منها عملية "الوعد الصادق"، اوضح عضو المكتب المركزي لحزب الله، ان هذه العملية جاءت بعد صراع طويل بين المقاومة و"اسرائيل"، وحتي عملية "طوفان الأقصي" لم تأت مستقلة بل هي أيضا جاءت بعد أن أصبحت أعمال المقاومة قوية ضد "الاسرائيليين"؛ سواء في الداخل الفلسطيني أو مساندة بصورة مباشرة من قبل حزب الله.
واضاف، عندما شاهد العدو الامريكي و"الاسرائيلي"، أن جبهات المقاومة اصبحت قوية جدا وتقوم بعملية مساندة لقطاع غزة والمقاومه في القطاع، عمد الى تحقيق أمرین، الأول ان یستخف بهذه الجبهات من خلال الترويج بأن جبهات المقاومة هی من صنع ایران، بمعنى ان "ایران هي التي تقاتل ولیس هذه الجبهات". وفي نفس الوقت کان الاعداء یعملون علی استفزار ایران، وتوجيه الاهانة اليها والادعاء بانها خائفة ومردوعة، كما قتلوا بعض المستشارین الایرانیین، بمن فيهم "السید رضي الموسوي"، ثم قتلوا المستشارین في القنصلية الايرانية بدمشق.
واردف البغدادي : ایران في مواجهة هذه الاعتداءات، کانت تصبر في حين وترد أحیانا اخرى، مرة في أربیل ومرة في مكان اخر، ثم کانت ترد امنیا او تعتمد علی رد الجبهات؛ لذلك، العدو كان يزعم بأن هذا الموقف يدل على ضعف ایران و أن الذي یدافع عنها وکلاؤها ولیست هي. والاستفزاز الأقوی کان عندما قصفوا القنصلیة الایرانیة في دمشق، في خطوة محرمة تجاوزت كل الخطوط الحمراء فالقنصلیة تعتبر مکانا سیاسیا ودبلماسیا محصنا.
ولفت الى، ان العدوان الصهيوني هذا اسفر عن استشهاد شخصیة استثنائیة وهو العميد "محمد رضا زاهدي" الذي لم يكن شخصا اعتیاديا. وهنا ايران تخلت عن صبرها الستراتيجي، وکان لا بد أن ياتي الرد فورا، فأخذت القرار عبر سماحة قائد الثورة والمسؤولین الاخرین، واعلنت جهارا بأنها سوف ترد وتعاقب الكيان الصهيوني على فعلته الاجرامية.
وقال : حسب تقديري، أمریکا طلبت من ایران التروّي عبر بعض الوسطاء مثل سلطنة عمان وقطر، زاعمة "علنا نتوصل الى ايقاف الحرب على غزة، وان يكون هذا الحادث شيئا من الثمن وان تقوم ايران برد ضعيف، حتى لا يؤدي الى رد اخر من جانب اسرائيل يوصل الى حرب واسعة".
واستطرد : في هذا الموضوع، ایران أعطت فرصه تقریبا عشره ایام، وعندما اقتنعت بان هؤلاء الامريكان لن يفعلوا شيئا أخذت القرار بالرد؛ مبينا ان هناك كانت اكثر من سناریو في عملیه الرد الايراني، لكن السید القائد (حفظه الله) اختار اقوی السناریوهات لمعاقبة "اسرائيل".
وتابع عضو المكتب المركزي لحزب الله : فجاء الرد الايراني على الكيان الصهيوني تحت عنوانين، "الردع" و"التادیب"، بحيث لا یوصل هذا الرد الی حرب واسعة في المنطقه؛ ذلك ان ایران لا تسعی الی نشوب حرب اقليمية کبیرة.
واضاف : كما ان الاخرين لا يريدون لهذه الحرب ان تتوسع، سوى "نتانیاهو" الذي یحب هذه الحرب للخروج من المازق التي هو فيه، لکن بشرط ان تکون امریکا راضية وتسانده؛ الامر الذي ترفضه واشنطن لانها ستکون حربا استنزافیه وفي حروب الاستنزاف امریکا ستخسر ولن تنتصر. لهذا، کان القرار ان امریکا طلبت من "اسرائیل" عدم الرد علی ایران، وحتی الحادث الذي وقع في اصفهان (وسط ايران) کان ضعیفا و سخریا، ولیس لاسرائیل علاقه به الا من بعید، وقد نُفذ عبر عملاء وبمسیرات تستخدم في ایران كلعب اطفال؛ مما اثار سخرية العالم.
واكمل الشيخ البغدادي : ايران اعلنت بهذه العملية، ان العدو الاسرائيلي ونصيرته امريكا امامهما خیاران، "اما ان توقفوا الحرب واما ان تذهبوا الی مزید الاستنزاف"، و هذا لیس في صالح "اسرائیل".