تاريخ النشر2024 25 June ساعة 22:45
رقم : 640714

مؤسس المركز الاسلامي في البرازيل : سيرة الامام علي (ع) تثبت دعواه وحرصه على الوحدة الاسلامية

تنـا - خاص
اكد "الشیخ طالب الخزرجي" وهو رئيس ومؤسس المركز الاسلامي في دولة البرازليل، بان "سيرة الامام علي (ع) تثبت دعواه وحرصه على الوحدة الاسلامية"؛ مبينا ان "الامام عليه السلام غض طرفه عن حقه في الخلافة والقيادة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من اجل الحفاظ على وحدة المسلمين، وهو موقف عظيم".
مؤسس المركز الاسلامي في البرازيل : سيرة الامام علي (ع) تثبت دعواه وحرصه على الوحدة الاسلامية
جاء ذلك في حوار خاص اجرته وكالة انباء التقريب (تنـا) مع الشيخ الخزرجي حول سيرة الامام علي (ع)، لمناسبة حلول عيد الغدير الاغر؛ حيث استدل برواية عن الامام سلام الله عليه مخاطبا الناس لما عزموا على بيعة عثمان، "لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي أَحَقُّ النَّاسِ بِهَا مِنْ غَيْرِي؛ وَ وَاللَّهِ لَأُسْلِمَنَّ مَا سَلِمَتْ أُمُورُ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا جَوْرٌ إِلَّا عَلَيَّ خَاصَّةً، الْتِمَاساً لِأَجْرِ ذَلِكَ وَ فَضْلِهِ، وَزُهْداً فِيمَا تَنَافَسْتُمُوهُ مِنْ زُخْرُفِهِ وَزِبْرِجِهِ"‏.

وتابع : ان الامام علي (ع) هو اكبر من الخلافة واكبر من الزعامة، وقد كان بامكانه ان ينبري للدفاع عن ما كان يعتقد انه حق له، وكان يعلم في ان توليه الخلافة مصلحة للامة و للرسالة، لكنه وجد ان هذا التصدي وهذا الموقف يضر بالمصلحة العامة في ذلك الظرف الصعب والشدديد والحساس، حيث ان الرسالة مازالت طرية وجديدة على الامة، ويؤدي الى فتنه واحتراب داخلي.

واضاف هذا الداعية الاسلامي المقيم في البرازيل : حتى ان اباسفيان جاءه، كما ذكر "ابن الاثير" في تاريخه، فقال لعلي بن ابيطالب، "ابسُط يدك أبايعك، فوالله لئن شئت لأملأنها عليه خيلًا ورجالًا"، فزجره علي (عليه السلام) وقال، "وَاللَّهِ إِنَّكَ مَا أَرَدْتَ بِهَذَا إِلَّا الْفِتْنَةَ، وَإِنَّكَ وَاللَّهِ
لطَالَمَا بَغَيْتَ لِلْإِسْلَامِ شَرًّا! لَا حَاجَةَ لَنَا فِي نَصِيحَتِك". كما جاءه عمه "العباس بن عبدالمطلب"، وقال للامام علي (ع): "أبسُط يدك أبايعك، فيقال : عم رسول الله بايع ابن عم رسول الله (ص)، ويبايعك أهل بيتك، فإن هذا الأمر إذا كان لم يقل".

ومضى الى القول : لقد امتنع الإمام (سلام الله عليه) في بداية الامر عن بيعة أبي بكر أيامًا أو شهورًا، كما ذكرت المصادر التاريخية؛ لكنه حينما رأى جديّة خطر الردة عن الإسلام، وإمكانية تعرض كيان الأمة الاسلامية للاهتزاز بحصول أي خلاف وتنازع، فانضوى تحت راية الخلافة، كما يقول عليه السلام فيما روي عنه : "فَمَا رَاعَنِي إِلَّا انْثِيَالُ النَّاسِ عَلَى فُلَانٍ يُبَايِعُونَهُ فَأَمْسَكْتُ يَدِي حَتَّى رَأَيْتُ رَاجِعَةَ النَّاسِ قَدْ رَجَعَتْ عَنِ الْإِسْلَامِ ،يَدْعُونَ إِلَى مَحْقِ دَيْنِ مُحَمَّدٍ فَخَشِيتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرِ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ، أَنْ أَرَى فِيهِ ثَلْماً أَوْ هَدْماً تَكُونُ الْمُصِيبَةُ بِهِ عَلَيَّ أَعْظَمَ مِنْ فَوْتِ وِلَايَتِكُمُ".



ولفت الشيخ الخزرجي، الى "ان الذين يتصارعون ليتزاحمون على كرسي الخلافة لا يدركون العدو ولا يدركون خطورة هذا الامر، بينما الامام علي سلام الله عليه، كان يدرك ذلك بشكل دقيق جدا، من ان الامة الاسلامية تتعرض للاهتزاز بحصول اي خلاف وتنازع؛ 
لذلك الامام علي (ع) هو مصداق عظيم وواضح في حرصه على وحدة الامة والمصلحة العامة ودعمه لكيان الخلافة برأيه و مشورته، فهو لم يعتزل ولم يخضع لأي مشاعر انتقامية ولم يتعامل مع الخلفاء من موضع شخصي اومرض نفسي او ميل الى الخلافة".

واستطرد :
ان الامام علي (ع) تحمل مسؤوليته  بكاملها؛ فكان مع الخلافاء و الامة و يحضر المسجد، يشارك في صلاة الجماعة، ويستشار ويشير فيعطي رأيه، وينقذ الأمة، ويساعد الخلفاء في مواقف كثيرة يشهد لها التاريخ. وهناك أكثر من تسعين موردًا في قضايا عسكرية او اقتصادية او سياسية ودينية، استشار فيها الخليفة عمر الإمام عليً  (ع) وأخذ برأيه؛ وقد سجلها مع ذكر مصادرها "الشيخ نجم الدين العسكري" في كتابه (عليّ والخلفاء).

واردف الخزرجي : لنا أن نتساءل، كيف كان الخليفة عمر يستشيره إن لم يكن يثق به ويطمئن إلى رأيه؟؛ واوضح ان "عليًا  لم يكن ينظر إلى الخلفاء من موقع العداء الشخصي، حتى يكيد او يسعى للانتقام منهم، وهم في المقابل كانوا ينظرون لعليٍّ كمعين ثقة، ومساعد أمين، فيما هو لمصلحة الأمة والدين، وإلا لو كان عمر وأبو بكر ينظران لعليٍّ كعدو لما رجعا إليه ووثقا برأيه، فهذه اخلاق الاسلام العظيمة التي اشتهر بها الامام علي عليه السلام".

وقال : اذن، الإمام علي (ع) ما كان يتعامل من موقع العداوة الشخصية، وإنما كان يزود الخلفاء بالنصائح والارشادات ويشير عليهم بما ينفع الأمة وكيان المسلمين آنذك، حتى أُثِرَ عن الخليفة عمر أنه، كان يتعوذ بالله من "معضلة ليس لها أبو الحسن علي (ع)"، وذلك نظرا للحوادث الكثيرة التي مرت عليه حتى يقول هذه الكلمه وغيرها .

واكمل رئيس المركز الاسلامي في البرازيل : الامام علي (سلام الله عليه) كان يعتبر ان الوحدة نابعه من دينه وحرصه ومن تفانيه لحماية الامة، فهو امين الله في ارضه؛ نسأل الله تعالى ان لايميتنا الا على ولايته وعلى حبه و الحمد لله رب العالمين.

انتهى
https://taghribnews.com/vdcb8gb0arhbazp.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز