تاريخ النشر2024 26 November ساعة 13:08
رقم : 658761

المحلل السياسي احمد الدرزي : مذكرة اعتقال نتنياهو مؤشر على اصطفافات دولية جديدة لمواجهة جرائم النظام الغربي

تنـا - خاص
اكد الكاتب والمحلل السياسي السوري د. احمد الدرزي بان اصدار مذكرة اعتقال ضد رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني نتنياهو ووزير حربه المعزول غالانت، هو بمثابة" التأكيد على تشكل استقطابات واصطفافات دولية جديدة للانتقال نحو مواجهة جرائم النظام الغربي من بوابة الإبادة والتجويع الصهيونيين للفلسطينيين في غزة".
المحلل السياسي احمد الدرزي : مذكرة اعتقال نتنياهو مؤشر على اصطفافات دولية جديدة لمواجهة جرائم النظام الغربي
جاء ذلك في حوار خاص اجرته وكالة انباء التقريب (تنـا) مع الباحث والكاتب السياسي السوري الدكتور احمد الدرزي، حول مذكرة الاعتقال الصادرة عن محكمة الجنايات الدولية ضد كل من رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير حربه المعزول "يواف غالانت".

وفيما يلي نص هذا الحوار :

تنـا - ماذا يعني اصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو وغالانت ؟

الدرزي : المعنى الأهم لصدور مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغالانت هو التأكيد على حجم تحولات السياسات الدولية، فمن كان يتخيل بأن يصدر مثل هذا القرار في زمن القطب الواحد، قبل عقد من الزمان؟! وقد رأينا من قبل الجرائم الأمريكية في العراق وأفغانستان ولم يهتز لهما ما يسمى المجتمع الدولي، والمعنى الآخر لذلك هو التأكيد على تشكل استقطابات واصطفافات دولية جديدة للانتقال نحو مواجهة جرائم النظام الغربي من بوابة الإبادة والتجويع الصهيونيين للفلسطينيين في غزة، وأن زمن تفلت جرائم النظام الغربي لم يعد ممكناً كما في السابق، وأن القدرة على تعطيل مجلس الأمن الدولي لن تحمي المجرمين من المساءلة ولو بعد حين وأن زمن العقاب سياسياً وقانونياً سيبدأ.
 
تنـا - برايكم لماذا ابدت بعض الدول الاوروبية عن استعدادها الامتثال الى هذا القرار، وما هي الرسالة الكامنة في هذه المواقف الغربية ؟
 
الدرزي : هناك جانبان لموقف بعض الدول الغربية؛ لابد من التأكيد على أن الدول الأوربية بشكل عام لا تملك قرارها ، وهناك ثلاثة توجهات داخل دول الاتحاد فمنها الشديد الولاء للولايات المتحدة مثل دول أوروبا الشرقية، وهناك دول معترضة على السياسات الخارجية ولكنها لا تستطيع مخالفة التوجهات العامة لدول الاتحاد مثل إسبانيا وإيطاليا، وهناك الدول التي تهيمن على دول الاتحاد مثل ألمانيا وفرنسا وتنسق بشكل كبير مع السياسات الأمريكية، عدا عن بريطانيا المتكاملة مع الولايات المتحدة.

والتغيير الحاصل لدى بعض الدول الأوروبية تجاه قرار محكمة الجنايات الدولية له أسبابه العميقة للانزياح عن القرار الأمريكي بفعل ارتدادات الحربين السورية والأوكرانية على تراجع الحضور الأوروبي داخلياً وخارجيا على المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، والثاني ناجم عن إدراك هذه الدول لحجم الانكفاء الأمريكي أمام صعود الصيني والروسي ودور محور المقاومة المتصاعد كقوة إقليمية في منطقة غرب آسيا المهمة في الجغرافيا السياسية للعالم، والثالث هو مؤشرات الصراع الأمريكي الداخلي بعد نجاح تيار "أمريكا أولاً" الممثل بدونالد ترامب.

تنـا - لماذا التعنت الامريكي المتمثل في رفض الاعتراف بقرار الجنائية الدولية؟ هل واشنطن ما زالت غير مقتنعة بوقف الحرب رغم الخسائر الفادحة التي يتكبدها الكيان الصهيوني يوميا في الميدان؟

الدرزي : يأتي التعنت الأمريكي لسببين أساسيين، الأول باعتبارها أن قرار المحكمة يدينها بشكل غير مباشر بشراكتها بالجرائم المرتكبة إن كان بالسلاح والمال المتدفقين للكيان الصهيوني، والثاني هو أن القرار يُعتبر سابقة دولية بتجرؤ الدول على إدانة مجرمي الكيان، وأن القبول به يعني خضوعها للتحولات الدولية على حساب مكانتها.

وأما سبب عدم اقتناعها بوقف الحرب رغم ما تسربه من مؤشرات عن قرب وقف إطلاق النار، يعود إلى خشيتها من هزيمة الكيان والنظام الغربي عامة بعد قرار وقف إطلاق النار بشروط المقاومة وليس بشروط الكيان الاستسلامية، وهي مازالت تحاول الاستمرار بالحرب لتحقيق أهدافها لإداراكها بأن الهزيمة تعني مسمار جديد في نعش الهيمنة الأمريكية.
 
 تنـا - كيف تستطيع الدول الاسلامية والعربية ان تستثمر هذا القرار في سياق مصالحها وقضيتها الاولى فلسطين؟
 
الدرزي : أمام الدول العربية والإسلامية فرصة قد لا تتكرر إلا كل 100 عام، بعد وضوح عدم قدرة النظام الغربي بالاستمرار على نفس مسار ما بعد الحرب الباردة إثر انهيار الاتحاد السوڤييتي، ومن مبدأ المصالح وليس المبادئ التي لا تتمتع بها الغالبية العظمى من هذه الدول، وهذه المصالح توفر بالحد الأدنى قاسماً مشتركاً بين الجميع لتوسيع هامش حريتها واستقلالها، وهذا ما يمنحه لها قرار محكمة الجنايات الدولية، فهي باجتماعها على طلب تنفيذ القرار يوفر لها ورقة قوة ومساومة لتوسيع هامش حريتها في تحديد خيارات أكثر إيجابية لأنظمة هذه الدول، ويخفف عنها ضغوط وأعباء التطبيع المسلطة على رقابها.

انتهى
https://taghribnews.com/vdcce4qes2bqpm8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز