"إسرائيل" تسعى لإذكاء نيران الفتنة لإسقاط سوريا بالفتنة دون أن تطلق هي رصاصة أو تتعرض لصاروخ واحد
شارک :
لم يكن غريباً أن ينضم الرئيس الأسد الى المتظاهرين في ساحة الامويين اليوم مؤكداً لهم الإنتصار على المؤامرة " التي أصبحت في مراحلها الأخيرة ". و هو الذي أطل بالأمس في خطابه الرابع لينقل سوريا من مرحلة المواجهة إلى مرحلة الهجوم محددا معالم المرحلة المقبلة عبر سياستين : تقويم الاصلاح ومكافحة الارهاب.
وعلى وقع اللعب بهذه الأوراق شن الاسد هجومه الوقائي على الجامعة العربية مؤكداً أن الاولوية القصوى هي استعادة الامن الذي لا يتحقق الا بضرب الارهابيين بيد من حديد، وطريق الاصلاح سالكة و استفتاء بداية اذار على الدستور انتخابات تشريعية
في ايار او حزيران وقبل كل ذلك سعي لحكومة موسعة تمثل اطياف المجتمع .
إرتياح الأسد قابله إستياء لدى خصمه تبلور عبر دعوتين ، الأولى غليونية تطالب مجدداً بالتدويل و الثانية إسرائيلية أطلقها رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بيني غانتز طالباً من بلاده بـ"الاستعداد لاستقبال لاجئين علويين سوريين في هضبة الجولان في حال سقط نظام بشار الأسد". وفي هذا السياق أجرت وكالة أنباء التقریب "تنا" (مكتب بيروت) مقابلة مع العميد وليد سكرية أكد فيها أن " إسرائيل لا تستطيع الهجوم على سوريا" لافتاً إلى أنه "ليس لصالحها الهجوم بل لصالح سوريا أن تهاجم إسرائيل و تبادر للحرب لأنه عندها توحد الجبهة الداخلية و توقف الفتنة في سوريا " .
ولفت سكرية إلى أن "إسرائيل تسعى لإذكاء نيران الفتنة لإسقاط سوريا بالفتنة دون أن تطلق إسرائيل رصاصة أو تتعرض لصاروخ واحد" .
على صعيد آخر ، أوضح سكرية أن "الرئيس الأسد يدرك أن الإرهابيين الذين ينشطون في سوريا ليس هدفهم الإصلاح بل هم أدوات للعدو الخارجي لإسقاط سوريا كدولة عربية وكدولة مواجهة". مشيراً إلى أن الرئيس الأسد "دعا للحوار و الإصلاح مقدماُ كل أوراق الإصلاح المطلوبة و لم يستجيبوا مصرّين على إسقاط النظام " .
وذكّر سكرية بتصريحات رئيس "المجلس الوطني السوري" برهان غليون التي أعلن فيها " أنه إذا أسقط النظام سيقطع كل العلاقات مع قوى المقاومة إن كان إيران أو حزب الله أو حركة حماس و يذهب للتفاوض مع إسرائيل لإستعادة الجولان سلماً " مؤكداً أن " هذا معروف أنه إلتحاق بالنهج الأميريكي الصهيوني و الإستسلام أمام إسرائيل " .
وأضاف النائب سكرية أنه "من الطبيعي أن لا يهادن الرئيس الأسد مع هذه القوى المتآمرة لإسقاط سوريا و القضاء على الأمة العربية و تسليمها للعدو الصهيوني و عليه أن يواجهها ".
وأشار العميد سكرية إلى أن الرئيس الأسد "قدم الإصلاحات المطلوبة ولم يأخذ القرار بالهجوم إلا بعدما قدم الإصلاحات "، مبيّناً أن "تعديل الدستور سيتم التصويت عليه في أول آذار وألغي حزب البعث كحزب قائد و قال بالإنتقال إلى نظام ديمقراطي متعدد الأحزاب ، وبحرية الإعلام و الرأي مع إلغاء حالة الطوارئ ". متسائلاً ماذا يعني أن يبقى التمرد على النظام ؟
وشدد على أنه "تمرد سياسي لإسقاط سوريا كنهج مقاوم " لافتاً إلى أن "هذا التمرد لا يتم الحوار معه بالتفاوض بل بالمواجهة ، لأن العدو هو الذي يفرض المواجهة وليس الرئيس الأسد ، و عندما عدوك يفرض عليك المواجهة إما عليك اٌلإستسلام و الإستجابة له أو مواجهته و إسقاطه و هذا ما أعلنه الأسد ".
من جهة أخرى ، تطرق سكرية للحديث عن أصحاب المشروع في الجامعة العربية وفي دول مجلس التعاون الخليجي الذين أرادوا التدويل وطرحوا عزل سوريا من الجامعة العربية و فرض حصار إقتصادي مؤكداً تآمرهم " مع أميركا و أنهم يريدون إسقاط النظام في سوريا ولا نقاش في ذلك " .
يذكر أنه سيتم إجراء استفتاء على دستور جديد في سوريا في آذار المقبل، على أن تليه انتخابات تشريعية في أيار أو حزيران، بحسب ما أعلن الرئيس الأسد في خطايه أمس الثلاثاء والذي سجل فيه انفتاح لتشكيل حكومة تضمّ كل الأطراف السياسية من الوسط إلى المعارضة إلى الموالاة.