إتهمت موسكو اليوم الدول الغربية بممارسة عملية الإبتزاز بهدف دفع روسيا إلى تأييد قرار عقوبات على الدولة السورية، رافضة فكرة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد لأن معظم سكان سوريا يؤيدونه ببساطة.
وقد رأى وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو أن "الغرب وضع روسيا أمام خيارين إما تأيد فرض عقوبات على سوريا،وإما رفض الدول الغربية لقرار تمديد مهمة بعثة المراقبن الدوليين إلى البلاد"، مؤكداً رفض موسكو الحاسم "لعملية الربط بين مسألة تمديد مهمة المراقبين الدوليين في سورية وإستخدام القوة ضد البلاد".
إلى ذلك، حسم لافروف بقاء الأسد نافياً أي إحتمال لتنحيه بالقول " الرئيس السوري لن يتنحى لسبب بسيط أن معظم سكان سوريا يؤيدونه".
كما أسف لافروف لإتباع أسلوب الإبتزاز من قبل الغرب قائلاً " نحن نعتبر أنه نهج غير بناء وخطير، لأن استخدام المراقبين بمثابة عملة تبديل امر غير مقبول و نحن سنتوصل الى تمديد المهمة، مع امكانية تعديل تفويضها مع الاستناد بشكل اكبر على العنصر السياسي".
وقد أضاف لافروف " يقولون لنا في حال لم تعطوا موافقة على تمرير قرار (مجلس الامن بحق سورية) تحت البند السابع فنحن سنرفض تمديد مهمة المراقبين في هذا البلد".
أما بشأن مشروع القرار الروسي المقدّم إلى مجلس الأمن قال لافروف " نحن صغنا وضعاً مناسباً، على الرغم من أن شركاءنا في جنيف لم يؤيدوه، لكننا واثقون من عقلانيته وأدخلنا هذا الوضع في مشروع قرار مجلس الامن الذي وزعته روسيا مؤخراً في نيويورك والهادف الى تطبيق اتفاقيات جنيف بشكل كامل والذي يتضمن أيضاً تمديد عمل بعثة المراقبين في سورية لمدة ثلاثة أشهر".
كذلك إستنكر لافروف مطالبة الغرب بشكل تحريضي الحكومةَ السوريةَ بوقف اطلاق النار دون الاطراف الاخرى، مؤكداً على "ضرورة وقف العنف من قبل جميع الأطراف السورية وسحب المظاهر المسلحة من المدن وحل الأزمة في سوريا عبر المفاوضات والحوار الشامل".
إلى ذلك، أشا لافروف إلى ما جرى في مجلس الأمن قائلاً " جرت مناقشات الاسبوع الماضي في مجلس الامن الدولي تحولت الى اختبار قوة بين الغربيين وروسيا حول مشروع قرار بشان سورية يندرج تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز فرض عقوبات اقتصادية على بلد ما لالزامه بالامتثال لقرار صادر عن المجلس.
وبشأن لقاء المعارضة السورية في موسكو قال لافروف " إن المعارضة التي زارتنا لم نتمكن حتى الآن من إقناعها بالتخلي عن مطالبها الراديكالية والانطلاق بحوار لحل الأزمة" معربا عن قلقه إزاء ما يسمى بالقوة الثالثة والجماعات المتطرفة ومشدداً على أن على السوريين أنفسهم أن يقودوا عملية التفاوض لحل الازمة في سوريا بعيدا عن أي تدخل خارجي".
في ختام المؤتمر، جدد وزير الخارجية الروسي تأييد موسكو لخطة أنان معلناً عن إستضافة روسيا للمبعوث الأممي اليوم،مشيراً إلى "بعض الشركاء الدوليين يطلبون من القيادة السورية فقط وقف العنف دون أي تأثير على المعارضة المسلحة التي تعمل من أجل الاستيلاء على السلطة".
