سوريا تؤكد ضرورة وضع حد لاسرائيل في مجال التسلح النووي، خاصة في ظل التواطؤ الدولي.
شارک :
أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري تأييد بلاده الكامل للتوجه العالمي نحو بناء مجتمع دولي خال من استعمال القوة والتهديد بها سواء أكانت هذه القوة نووية أم تقليدية، لافتاً إلى أن استمرار تسليح "إسرائيل" من قبل دول كبرى بصنوف أسلحة الدمار الشامل والأسلحة التقليدية هي مقومات سلبية لا تساعد على بناء السلام وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية.
وأشار الجعفري في بيان له أمس، أمام اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بشؤون نزع السلاح والأمن الدولي إلى الحرب التي تخوضها سورية في مواجهة الإرهاب الذي ترتكبه تنظيمات مسلحة متطرفة ومرتزقة "مجموعات جهادية" عابرة للحدود، مطالباً الدول الأعضاء بالالتزام بالمواثيق الدولية والاتفاقيات الدولية الناظمة ذات الصلة ووقف تهريب الأسلحة بكافة فئاتها والمواد ذات الصلة سواء كانت قاتلة أو غير قاتلة والمسلحين عبر حدود الدول المجاورة لسوريا.
الى ذلك، أوضح مندوب سوريا الدائم أن بلاده "تؤكد التأييده الكامل للتوجه العالمي نحو بناء مجتمع دولي خال من استعمال القوة والتهديد بها سواء أكانت هذه القوة نووية أم تقليدية"، مضيفاً "عالم تسوده فعلاً مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة القائمة على العدل في التعامل والمساواة في السيادة والسلام بين الأمم والشعوب ونؤكد استعدادنا للمشاركة في أي جهد دولي صادق يسعى إلى تحقيق تلك الأهداف النبيلة المنشودة".
كما أكد الجعفري أن صيانة الأمن الوطني هي حق يكفله ميثاق الأمم المتحدة لجميع دول العالم وليس ميزة للبعض يبررون بها تحايلهم على مبدأ عدم الانتشار النووي وتطبيقهم لمعايير مزدوجة تشكل عقبة أمام نزع السلاح النووي وعدم الانتشار، مضيفاً "ولاسيما أن عالمنا يواجه تحديات كثيرة يأتي في مقدمتها خطر انتشار أسلحة الدمار الشامل ولاسيما الأسلحة النووية منها عموديا وافقيا ويزيد من هذا الخطر تهديد بعض الدول باستخدام هذه الاسلحة لتحقيق أهداف ومكاسب سياسية".
وأشار مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أنه بعد مرور أكثر من أربعة عقود على إبرام معاهدة عدم الانتشار النووي أصبح من الضروري أن تمتثل الدول النووية بموجب المادة السادسة من المعاهدة بالعمل جدياً لتخليص العالم من هذا الخطر الكبير.
من جهة ثانية، أكد الجعفري أن استمرار تسليح "إسرائيل" من قبل دول كبرى بصنوف أسلحة الدمار الشامل كافة وكذلك تزويدها بأحدث الأسلحة التقليدية وأشدها فتكا، إضافةً إلى تمكينها من تصنيع مختلف الأسلحة المتطورة وتخزينها محلياً كل هذا هو عبارة عن مقومات سلبية لا تساعد على بناء السلام وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وجميع أسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط وفقا للآمال الدولية المعلقة على نجاح مؤتمر عام ٢٠١٢ الخاص بإنشاء هذه المنطقة في الشرق الأوسط.
ولفت مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إلى قيام بعض الدول النووية بتزويد اسرائيل بالتكنولوجيا النووية المتطورة على مدى عقود من الزمن واستمرار هذه الدول في حماية الاستثناء النووي الاسرائيلي بشكل يخالف التزامات تلك الدول بموجب أحكام المادتين الاولى والثالثة من معاهدة عدم الانتشار، موضحاً أن هذا الأمر أتاح لاسرائيل تصنيع وإنتاج أسلحة نووية ووسائل إيصالها بما يهدد أمن وسلامة منطقة الشرق الأوسط برمتها لا بل ويتجاوز هذه المنطقة.
كما حذّر الجعفري من "مخاطر استمرار الصمت الدولي المريب وغير المبرر تجاه مواقف اسرائيل التي انتقلت علنا من سياسة الغموض النووي التي سادت منذ بداية الستينيات من القرن الماضي بناء على تفاهم أمريكي إسرائيلي إلى التصريح علنا بامتلاك أسلحة نووية والتهديد باستخدامها وسط صمت مستغرب يؤكد تواطؤ بعض الدول في حماية اسرائيل من عواقب تنصلها من الالتزامات الدولية ذات الصلة ورعايتها لهذا الوضع الشاذ الذي دام طويلا والذي افقد منظومة عدم الانتشار النووي المتمثلة بمعاهدة عدم الانتشار مصداقيتها".
كذلك، أضاف الجعفري "إن سوريا تعبر عن قلقها البالغ لعدم تمكن مؤتمرات استعراض المعاهدة حتى وقتنا هذا من وضع برنامج زمني محدد وملزم للدول الحائزة للاسلحة النووية للتخلص الكامل من الترسانات النووية الموجودة لديها إذ أن الكثير من الإجراءات العملية التي اعتمدتها خطة عمل مؤتمر مراجعة عدم الانتشار لعام ٢٠١٠ محدودة وغير كافية".
كما طالب مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة الأمين العام للأمم المتحدة والدول الراعية لقرار الشرق الاوسط والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بصفتها الدول النووية احترام التزاماتها والضغط على إسرائيل للمشاركة في المؤتمر وكذلك الانضمام الى معاهدة عدم الانتشار كطرف غير نووي.
وأوضح الجعفري أن مؤتمر نزع السلاح هو المحفل التفاوضي الوحيد لبحث قضايا نزع السلاح ومن الاهمية بمكان احترام أنظمة المؤتمر وقواعده الاجرائية التي تشكل أساسا لا بد منه لنجاح أي عمل قد يتم التوافق عليه مؤكدا في هذا الصدد ضرورة أن يعتمد المؤتمر برنامج عمل متوازنا وشاملا وأن يتضمن هذا البرنامج تشكيل هيئات فرعية للتفاوض بشأن برنامج لإزالة الأسلحة النووية إزالة كاملة وفقا لبرنامج زمني محدد وملزم وغير مشروط.
في غضون ذلك، قال الجعفري "تشهد بلادي سورية أحداثا مؤلمة نتيجة الأعمال الإرهابية التي تنفذها تنظيمات مسلحة متطرفة ومرتزقة ومجموعات جهادية عابرة للحدود تستخدم أساليب إجرامية غير محدودة استنادا إلى فتاوى تكفيرية ومتطرفة غير مسؤولة صادرة عن محرضين مقيمين في دول عربية وإقليمية ودولية أضحت معروفة للجميع"، مؤكداً أن العمليات الإرهابية التي تضرب سورية لا يمكن تنفيذها دون توافر التمويل والدعم سواء في المال أو السلاح أو الأشخاص أو من خلال التغطية السياسية والإعلامية لأنشطة المجموعات المسلحة التي تنفذ هذه العمليات.
الى ذلك، شدد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة على "إنه لمن دواعي الأسف فعلا قيام بعض الدول العربية والإقليمية والدولية بتوفير هذه التسهيلات علانية لمجموعات إرهابية مسلحة من أجل القيام بأعمال إرهابية في سورية لا بل وتعهد هذه الدول علنا بتقديم الدعم والسلاح والمال والتدريب وتأمين الملاذات الآمنة للإرهابيين بمن فيهم أولئك التابعون لتنظيم القاعدة وذلك بهدف تحقيق أهداف سياسية تدخلية خارجية في شؤون سورية الداخلية".
وختم الجعفري مطالباً الدول الأعضاء بتحمل مسؤولياتها وبالالتزام بالمواثيق الدولية والاتفاقيات الدولية الناظمة ذات الصلة ووقف تهريب الأسلحة بكافة فئاتها والمواد ذات الصلة سواء كانت قاتلة أم غير قاتلة والمسلحين عبر حدود الدول المجاورة لسورية.