روسيا والصين يؤكدان على الحل السياسي في سوريا من خلال اتفاقية جنيف.
شارک :
أكدت روسيا والصين مجدداً ضرورة الإسراع بتسوية الأزمة في سورية على أساس بيان جنيف.
وأوضحت الخارجية الروسية في بيان لها في ختام لقاء نائب وزير الخارجية الروسي مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف بالسفير الصيني لدى موسكو "لي خوي"، أن "الحديث تطرق بروح الشراكة الإستراتيجية الروسية الصينية إلى بحث الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع التركيز على ضرورة سرعة تسوية الأزمة في سورية على أساس بيان جنيف الذي أقرته مجموعة العمل حول سورية بالإجماع".
بدوره، انتقد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش دعوات الغرب إلى تشكيل حكومة سورية في الخارج، محذراً من أن مثل هذه الخطوة تشجع المعارضين في الواقع لمواصلة خط الإصرار بلا هوادة لإسقاط الدولة السورية.
وقال لوكاشيفيتش: "إن المسؤولين الأمريكيين يعلنون أنهم لا ينوون انتظار تغير موقف روسيا والصين أي التلميح بلا مواربة إلى أن واشنطن ترى تسوية الأزمة في سورية وفق شروطها حصراً وفي الوقت نفسه تعلن الولايات المتحدة أنها تواصل المساعي الرامية إلى الضغط على الحكومة السورية"، مضيفاً "وذلك عن طريق تشديد العقوبات وإصدار توجيهات مباشرة إلى المعارضة السورية بشأن ما يجب القيام به من أجل تشكيل حكومة في الخارج ومن يجب أن ينضم إليها وذكر أسماء المرشحين".
كما بيّن لوكاشيفيتش أن مثل هذه التصريحات لا يمكن إلا أن تثير الاستغراب والقلق، مشيراً إلى أن هذه المواقف الأمريكية تشجع المعارضين للمضي قدماً بلا هوادة على طريق إسقاط الدولة السورية وهي تتعارض مع اتفاق جنيف. قائلاً: "اسمحوا لي أن أذكركم أن بيان جنيف يوفر الحافز لجميع الأطراف لوضع نهاية سريعة لجميع أعمال العنف وتعيين المفاوضين من الحكومة والمعارضة من أجل البدء بإطلاق العملية السياسية شديدة الأهمية لإحداث تغيير ديمقراطي حقيقي في سورية وفقاً لتطلعات الشعب السوري".
الى ذلك، أشار الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية إلى أن "موسكو تتلقى هذه التصريحات ببالغ القلق إذ بدلاً من العمل بجهود متضافرة وفقا لبيان جنيف بما في ذلك العمل على تشكيل الحكومة الانتقالية في الجمهورية العربية السورية من خلال المفاوضات بين الحكومة والمعارضة يتخذ مسار آخر لتقويض نص وروح اتفاقية جنيف".
في السياق، لفت لوكاشيفيتش إلى أن "روسيا التي لا تزال تعمل بهمة مع القيادة السورية ومجمل مجموعات المعارضة دون استثناء من أجل تنفيذ أحكام بيان جنيف تكرر مجدداً دعوتها كل اللاعبين الخارجيين لاجتياز الجزء الخاص بهم من الطريق لإقناع المعارضة السورية بالتوحد على أرضية الاستعداد للحوار مع السلطة"، مضيفاً أن "موسكو تجدد تأكيدها على خطها المبدئي لدعم التسوية السلمية في سورية ضمن إطار العملية السياسية بين السوريين لوحدهم".
من جهتهم، أكد خبراء صينيون صوابية الموقف الصيني وثباته حيال إيجاد حل للأزمة في سورية بطرق سلمية محذرين من أن انتقالها "عبر الحدود" أمر لا يصب في مصلحة أحد.
ونقلت وكالة "الانباء الصينية شينخوا" عن الخبير الصيني في شؤون الشرق الأوسط وسفير الصين السابق لدى إيران هوا لي مينغ قوله: "إن موقف الصين ثابت تجاه الأزمة في سورية كما أن موقفها باستخدام حق النقض (الفيتو) على مشروع قرار بشأن سورية في مجلس الأمن الدولي في شباط الماضي كان صائبا".
وأضاف الخبير الصيني إن العديد من الدول باتت تتفق مع الموقف الصيني وتعتبره موقفا مسؤولاً، موضحاً أن الصين تلعب دوراً فعالاً في جهود البحث عن حل سياسي للأزمة في سورية في الوقت الراهن الذي تلوح فيه آمال هذا الحل السياسي. مشيراً إلى أن هذا هو سبب سعي المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي إلى اغتنام الفرصة لمحاولة كسر الجمود الذي انتاب المأزق وكذلك سبب دعم الصين الكامل لوساطته أيضاً.