يلعب الأميركي اليوم "على الحبليْن"،تارةً يصعد من لهجته تجاه الأزمة السورية وتارة أخرى يظهر بجلباب الخائف الحريص على مصلحةالشعب السوري زاعماً سعيه إلى تهدئة الوضع العسكري،في حين تجري صفقات التسليح السرية على قدمٍ وساق..
وفيما إنتقد وزير الخارجية الروسي شرعنة واشنطن وحلفائهاالغربيين والعرب للإئتلاف المعارض،خرجت نولاند للدفاع عن موقف الولايات المتحدة بالقول أنه قرارٌ سياسي لا عسكري..
عملياً على الأرض التفجيرات المستمرة تواجه بالحسم العسكري من قبل بواسل الجيش السوري لتكرس الفشل في تكتيك المعارضة المسلحة،وليس آخرها الفشل في إغتيال وزير الخارجية السوري.
الدول الحاضنة للمسلحين السوريين تشرعن الإئتلاف السوري المعارض
شهدت الأزمة السورية في الآونة الأخيرة تحولاً على الصعيد السياسي من جهة الدول الحاضنة للإرهابيين المسلحين،فقد عقدت الدولة الداعمة للمعارضة السورية المسلّحة إجتماعاً في مدينة مراكش المغربية تمخّض عنه تأييدٌ من هذه الدول لما يسمى بـ"الإئتلاف السوري المعارض" الذي تم تشكيله مؤخراً بمباركةٍ أميركية في قطر،إلى جانب رزمةٍ من المساعدات بمبالغ مادية بلغت المليارات وكانت بإسم "الشعب السوري".
لافروف: إعتراف واشنطن بـالإئتلاف هو مراهنة على إنتصار "عسكري"للمعارضة
في المقابل، إنتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروفموقف الولايات المتحدة الأميركية إزاء شرعنة "الإئتلاف السوري" لافتاً إلى أن "إعتراف واشنطن بالإئتلاف الوطني السوري، يعني أنها تراهن على على الإنتصار العسكري للمعارضة، كما أن هذا الإعتراف يعارض إتفاق جنيف، الذي دعا إلى بدء حوار بين المعارضة السورية والنظام".
نولاند رداً على لافروف:الإعتراف بالإئتلاف سياسي وليس قانوني
على الضفة الأخرى،حاولت المتحدّثة بإسم وزارة الخارجية الأمريكية الرد على إدانة الفروف لأميركا أمس الأربعاء ١٣ كانون الأول بالقول أنّ "قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما الإعتراف بالائتلاف الوطني السوري ممثلاً شرعياً للشعب السوري يمثل خطوة سياسيةً ولا يعني الإعتراف القانوني بالائتلاف كحكومة شرعية لسورية".
وعلى عكس ما يظهر في خلفية شرعنة الإئتلاف من رغبة في إستمرار العنف ولغة الجبهات في سوريا،قال نولاند أن "هذا القرار يرمي إلى تشجيع الذين يعملون على الإنتقال السياسي في سوريا ويخططون لمستقبل ديمقراطي وتعددي".
كما رفضت نولاند تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أكد أن شرعنة واشنطن للإئتلاف الوطني السوري يتعارض مع إتفاقيات جنيف التي توصل إليها أعضاء مجموعة العمل حول سوريا نهاية شهر يونيو (حزيران الماضي)،مشددة على أن "الإعتراف بالائتلاف الوطني لا يشكل خرقاً لإتفاقيات جنيف بل خطوة ضرورية على طريق تنفيذها، حسب إعتقاد مجموعة أصدقاء سوريا".
الإرهاب يفشل عسكرياً فيهرب إلى الأمام بتفجيرات مستمرة
ميدانياً،سجّل أمس المسلحين الإرهابيين من الجيش الحرّ في سوريا محاولة فاشلة لإغتيال وزير الداخلية محمد الشعار،إذ هزّت ثلاث إنفجارات مدوّية ناتجة عن سيارة مفخّخة منطقة كفرسوسة في العاصمة السورية دمشق،لتُسفِرَ عن إستشهاد خمسة شهداء وإصابة ما يزيد عن ٢٣ شخصاً تراوحوا بين مدنيين وعناصر من الوزارة،حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وقد أكّدت مصادر رسمية سورية سلامة وزير الداخلية السوري محمد الشعار بعد أن زعمت مصادر أخرى إصابته مع عدد من الضباط نتيجة التفجيرات التي إستهدفت مبنى الوزارة،في حين قضى عضو مجلس الشعب عضو المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي عبد الله قيروز.
أما الإنفجار الثاني وقع في حي مزة ٨٦ بدمشق بعبوة كان سببه عبوةٌ ناسفة زرعها إرهابيين راح ضحيته الزميل الإعلامي من أسرة المركز الإخباري السوري ويدعى أنمار ياسين محمد كما سقط جراءه ثلاث مواطنين بينهم إمرأة وطفل،في حين أصيب ثمانية أفراد آخرين.
وفي وقت سابق من يوم أمس،فجر مسلحون صباحاً عبوتين ناسفتين عند مدخل حي القريات في مدينة جرمانا بريف دمشق، ما أدى لإستشهاد مواطن وإصابة ٤ آخرين بجروح وأضرار مادية بالمكان.
كما وقع إنفجارٌ خلف مبنى القصر العدلي في منطقة القنوات بدمشق ما أدى إلى إصابة شخص بجروح ووقوع أضرار مادية في المكان.