"اللحام" ينتقد بعض الدول المشاركة في مؤتمر البرلمانات الاسلامية لانتهاكها السيادة السورية
تنـا
اكد رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام أن سوريا تواجه أعتى موجة إرهاب دولي وحرب تدميرية لكسر إرادتها ومواقفها وسيادتها، وضرب بنيان دولتها وتدمير بناها التحتية؛ وذلك برعاية غربية - أميركية.
شارک :
اللحام وفي كلمة له أمام الدورة التاسعة لمؤتمر رؤساء برلمانات الدول الإسلامية، قال "إن موجة الإرهاب الدولي والحرب التدميرية التي تشن على سوريا مهد الديانات وحاضرة الإسلام وشعبها الصابر على البلوى والقابض على جمر الجرح، هي الأعتى في التاريخ؛ حيث انخرط فيها الشقيق والجار وتداعى لها من أرجاء العالم حملة السواطير وآكلي لحوم البشر أصحاب الأجساد المفخخة التي تنفجر نارا ودمارا بأبناء الشعب السوري برعاية غربية أمريكية".
وأضاف اللحام مخاطبا اعضاء البرلمانات الاسلامية بطهران، "إننا نجتمع اليوم بصفتنا ممثلين عن الشعوب الإسلامية في اتحادنا هذا الذي تداعينا لإنشائه بهدف تأمين إطار مناسب لتعزيز وتقوية أواصر الوحدة والتضامن والتعاون بين الدول الإسلامية وشعوبها، مسترشدين بقيم الإسلام السمحة القائمة على المحبة والإخاء والتعاضد ونبذ العنف والتطرف والعمل على تأمين مصالحها المشتركة في الساحة الدولية ومواجهة التحديات الجسام التي تواجهنا والتنسيق معا في المنتديات الدولية من أجل إرساء قواعد الأمن والسلام لشعوبنا وشعوب العالم والحد من محاولات فرض الهيمنة الثقافية والاقتصادية والسياسية على دولنا".
وتابع اللحام إنه "وبعد عقد ونيف من إنشاء اتحادنا وبعد اجتماعات ومؤتمرات اتخذنا فيها القرارات تلو القرارات تعهدنا فيها جميعا بالعمل على التنسيق بين البرلمانات لتحقيق المصالح المشتركة للشعوب الإسلامية وتعهدنا باحترام السيادة الوطنية للدول الأعضاء وبعدم التدخل في شؤونها الداخلية تنفيذا لميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الأمم المتحدة؛ غير أننا نجد اليوم دولا أعضاء في اتحادنا تعمل ليلا نهارا لانتهاك سيادة بلدي سوريا وممارسة أبشع أنواع التدخل في شؤونها الداخلية؛ مرة تحت مسمى دعم الديمقراطية ومرة تحت زعم دعم المعارضة وأخرى تتدخل بشكل سافر بالحديث عن شرعية الحكم فيها في انتهاك فاضح لأهداف الاتحاد الذي يجمعنا اليوم وميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الأمم المتحدة أيضا".
وأوضح رئيس
البرلمان السوري أن "تدخل هذه الدول لم يتوقف على الشكل السياسي بل تحول إلى تدخل عسكري مباشر وغير مباشر سواء عبر مد الجماعات المسلحة والمجموعات الإرهابية التكفيرية التي تتستر برداء الدين الإسلامي الذي هو منهم براء بالمال والسلاح، أو عبر تسهيل تسلل الإرهابيين عبر أراضيها إلى داخل سوريا لمحاربة الدولة والشعب السوري. حيث وصل عدد هؤلاء الإرهابيين بحسب تقديرات غربية لا سورية إلى عشرات الآلاف من نحو ٨٣ دولة عربية وأجنبية".
وقال اللحام إننا "تعهدنا في اتحاد برلمانات الدول الإسلامية عبر قرارات كثيرة ومن خلال منظمة التعاون الإسلامي بنشر التعاليم والقيم السمحة للإسلام القائمة على الوسطية والتسامح وبتعميق حوار الحضارات ولكننا نرى اليوم دولا إسلامية تنفق ملايين الدولارات ليقتل المسلمون بعضهم بعضا فتمول قنوات دينية متطرفة تعمل على بث بذور الفتنة والكراهية والاقتتال بين المذاهب الإسلامية وتطلق فتاوى الجهاد والتكفير ضد سورية من منابر إسلامية في دول عربية شقيقة لم تصدر منها فتوى واحدة بالجهاد ضد كيان صهيوني سرطاني اغتصب قدس الأقداس وشرد أهلها وناسها إلى جهات الأرض الأربعة، فأين نحن مما تعاهدنا عليه إسلاميا وميثاقيا وإنسانيا".
وأشار اللحام إلى أن "بعض الحكومات الإسلامية والعربية تصر على اتهام الدولة السورية بتدمير المشافي والمساجد والمدارس وتروج لمعطيات ومعلومات وصور مفبركة دون أن تكلف نفسها عناء استبيان الحقيقة واتخذت مواقف سياسية ضد سوريا، بناء على هذه الفبركات الإعلامية"؛ مؤكدا "أن من قام بتدمير ممنهج للمؤسسات الخدمية من مشاف ومدارس وخطوط نقل الطاقة والمصانع والمساجد والكنائس هم الإرهابيون أصحاب الفكر التكفيري المتطرف الذين يدعمهم الغرب الاستعماري فالدولة السورية لم تقم ببناء المشافي والمدارس لتدميرها أو تحولها إلى ثكنات عسكرية..".
وأوضح اللحام أن "هذا التشويه المتعمد لصورة سوريا عربيا وإسلاميا من قبل بعض الدول هو لتبرير الموقف العدائي ضدها"؛ لافتا إلى أن "هذا هو ما حصل بالفعل لاحقا عندما تحضرت الأساطيل الغربية الأمريكية والفرنسية والبريطانية بمساعدة إسرائيلية للعدوان على سوريا بهدف واحد وهو ضرب خط المقاومة وحاضنتها وقواها الحقيقية تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية وخصوصا أن واشنطن تعمل على فرض تسوية على الشعب الفلسطيني تبدو وكأنها أمر واقع فتنهي حق اللاجئين بالعودة وحقهم بالقدس عاصمة لدولتهم".
وفي الختام، شدد رئيس مجلس الشعب السوري على "أن مستقبل سوريا يصنعه السوريون بأنفسهم من خلال الحوار الوطني الشامل وصناديق الاقتراع لا عبر السلاح والإرهاب وبنادق المرتزقة التكفيريين ولا عبر وصاية غربية أو عربية.."؛ موجه شكره للجمهورية الإسلامية الإيرانية "قيادة وحكومة وشعبا على جهودها الحثيثة من أجل جمع شمل الدول الإسلامية وتوحيد كلمتهم في الدفاع عن قضايا المسلمين العادلة ولا سيما قضية الشعب الفلسطيني تجسيدا لمبادئ الإسلام الحقيقية القائمة على التعاضد والتعاون بين المسلمين والدفاع عن قيم الحق والعدالة في العالم".